هيهات .. هيهات !!


عاش بيننا نِعْمَ العَالِم، كان محط أنظار البعيد قبل القريب، يشهد بكفاءته القاصي والداني، لديه من النتاج العلمي الكثير؛ عذرا سيدي لم نعرفك حق المعرفة، وشكرا يا ملك الموت، فقد عرفتنا به الآن .

آخرٌ كان يسكن في مدينتنا، يأكل ويشرب معنا، مُفكّر كبير، و لديه من الرأي والفكر ما يزن الجبال، و مؤلفاته و محاضراته تملأ الدنيا؛ عذرا سيدي لم نستفد منك جيدا، وشكرا يا ملك الموت، فقد عرفتنا به الآن.

نكون في أتم الصحة والعافية، ولا نشعر بلذتها إلا حين نفقدها، و نملك الكثير من المال والسلطة، و نعضّ أصابع الندم حين فقدها .

و هكذا أيضاً نكون مع أناس لهم وزنهم و قيمتهم، لديهم من الدّراية و المعرفة و التجربة و الخبرة ما يملأ الخافقين، و لا نقدّر قيمتهم و لا نتعلّم منهم، و منفعتنا بهم متواضعة، ونعضّ أصابع الندم عند فقدهم، ونأسى على كل لحظةٍ مضت ولم نستغلها معهم، ونتمنى أن ترجع عجلة الزمن لنعوض ما فاتنا، و نحقق ما خسرناه؛ لكن هيهات هيهات ..

فهل نستطيع معرفة قدر ما نمتلك من كفاءات قبل أن نفقدها ??



 

٢٠ ربيع الثاني - أمين