من وحي الطف (دلالات وتوجيهات) لسماحة آية الله العظمى السيد محمد سعيد الحكيم دام ظله

شبكة مزن الثقافية
غلاف الكتاب

 

                          تعريف بالكتاب

المؤلف : سماحة آية الله العظمى السيد محمد سعيد الحكيم دام ظله

المصدر : موقع سماحة السيد دام ظله

                       لقراءة الكتاب : أضغط هنا

بسم الله الرحمن الرحيم

 الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين إلى يوم الدين.

﴿ إِنَّ اللّهَ اشْترَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ

صدق الله العلي العظيم

 

نرفع تعازينا ـ ونحن نستقبل شهر محرم الحرام شهر التضحية والفداء في سبيل الإسلام ـ إلى النبي الأعظم، وإلى آله المظلومين، ولاسيما بقية الله في الأرض وإمام العصر الإمام المهدي المنتظر (عجل الله تعالى فرجه الشريف).

ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا ويجعلنا من أنصاره وأعوانه، حينما يأذن له بأخذ ثأره من الظالمين، ويطهر الأرض منهم، ويملؤها قسطاً وعدلاً بعدما ملئت ظلماً وجوراً.

 وبعد..

فنحن نستقبل هذه الأيام موسماً من المواسم الدينية العظمى ذات الطابع العقائدي والجهادي والعاطفي والتاريخي.

وإذا كان قد تعذر علينا أن نتحدث للمؤمنين عنه علناً في عهد النظام السابق نظام الظلم والطغيان ومصادرة الحريات وانتهاك الحرمات ـ ذلك النظام الذي نصب العداء لأهل البيت (صلوات الله عليهم) ولشيعتهم ومواليهم ـ فنرى لزاماً علينا أن نتحدث للمؤمنين عنه الآن بعد زوال ذلك الكابوس الخانق، حيث يأخذ المؤمنون وفقهم الله تعالى فيه حريتهم، ويسعهم أن يمارسوا نشاطاتهم التي حرموا من كثير منها مدة طويلة في عهد ذلك النظام. وإن استطاعوا الحفاظ على كثير من تلك النشاطات بصبر وتصميم، وإرادة صلبة على طول المدة وشدة المحنة، متحدّين طغيان النظام وغطرسته وقمعه وقسوته.

حتى انتهى الأمر في كثير من الحالات إلى مواجهات عنيفة ومصادمات دامية وتضحيات غالية ليست غريبة على هذه الطائفة التي استهدفت من قبل الطغاة والمنحرفين، وتعودت على المزيد من التحديّات و المواجهات، وقدّمت الكثير من الخسائر والتضحيات، عبر تاريخها الطويل، من أجل الدعوة إلى الله تعالى، والتزام خط أهل البيت (صلوات الله عليهم)، والإنكار على الظالمين وتعريتهم، ورفض انحرافهم وبدعهم.

فشكر الله تعالى لتلك النفوس المؤمنة جهودها وجهادها، ورفع درجات الماضين منهم وألحقهم بأوليائهم الطاهرين (صلوات الله عليهم أجمعين)، ووفق من بقي منهم للمضي في ذلك الطريق و ممارسة تلك الأنشطة على أفضل الوجوه وأكملها، بعد أن منّ الله تعالى عليهم، فقمع عدوهم وأذلّه، وأعاد لهم حريتهم بعد طول عناء وشدة بلاء.

وصدق الله عز وجل حيث يقول: ﴿ أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَزُلْزِلُواْ حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللهِ قَرِيبٌ (1).

وحيث يقول: ﴿ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا (2).

 

لقراءة الكتاب

(1) سورة البقرة: 214.

(2) سورة الأحزاب: 23.