شيءٌ عجب

حبيب علي المعاتيق *



لا يزال هذا الحاج الصغير الذي كان يؤدي مناسك الحج على ذراع أمه يثير في نفسي الكثير من الإفتتان 

كثير من الوجد يقصرُ
فيما تراوحُ مأخوذةً بالجمالِ النُهى المستهامة.
تمُرينَ مملوءةً من كؤوس الدلالِ
وهذا الظمى
كاد يقضي على مهجتي
يا غمامة.
أنا لم أبحْ مرةً عن مزاجي
في الحبِّ
حتى وشت بي
في غفلة الدرب هذي الوسامة.
حفظت مع العمر أعراق كل الحجيج
التي قد تمرُّ
ولكن
حديثا تنبهتُ
أن مع الفوجِ محمولةً
قد تحج الرخامة.
أهيم كما عادتي لو يمر الجمال
ولكنكَ اليوم شيٌ عجب.
*****
أناجيك أنت
وكل الذين يمرون في رحلة الإشتياقِ
بعيدون في مشيهم عن مداري.
هنا لا أرى في المساحة غيرك
مسترسلا في الذهول العجيب
وإن انبهارك بعضُ انبهاري.
تطلُ
وليس على الأفق أدفأ من ثغرك
المستجير بخديك
ما بين نارٍ ونارِ.
تُطلُّ
وأما الذي قد دنا منك بعد انبهارك
هذا أنا ،
فأنّى وقد نشبت فيَّ نيران خديك
أخفي استعاري.
عجيب أنا والمدى وافتتاني
وخداك
خداك يا فتنتي واشتعاليَ
خداك شيُ عجب.
******
أراك وليس هنالك غيرك
مستغرقا في الذهولِ.
وهذي التي في رِداها الأمومة،
مغروسة في المدى كالنخيلِ.
ترفُّ ..
وأما أنا في التصاق المسار فمزنة وجدٍ
سبتني الفسيلة عند النزول
فأغرقتها وحدها من هطولي.
وبلغت حتى التي كالنخيل اعتذاري
أراها تغيب مع القوم في عنفوان السنا المستحيلِ.
فقد تبلغ الشمس عند الظهيرة حد الغياب
إذا حل في الأفق شيءٌ عجب.
*******
أنا الآن ما بين عينيك نذرٌ
على ذمة الإفتتانِ.
تسمرتُ -منذ اضطررتَ لإفشاء سر الطفولة-
في دهشةٍ من مكاني.
تهبُ العواصف مجنونةٌ هاهنا أوهناك
وقد جَمّعتْ كل هذي العواصفَ لي مقلتانِ.
مداها اتساع التعجبِّ مضمار دَلٍّ
ركضتُ أنا في مساحاتهِ
مطلقاً عن عناني.
ركظت .. ركضتُ
وما اجتزت ربع المسافة
يا للعجب.


شعر وتصوير
حبيب علي

جزيزرة تاروت