الأستاذ نزار حيدر في ضيافة «ملتقى الزينبي»

الأستاذ جعفر الصفار

ضمن اللقاءات الخاصة التي يقيمهما ملتقى الزينبي  , استضاف وعلى مدار اسبوع كامل الأستاذ / نزار حيدر مدير مركز الاعلام العراقي بواشنطن ، والمحلل السياسي ،والكاتب العراقي المعروف بحبه للعراق  ،ومعاونته للمنتمين والمنتميات للطائفة الشيعية في الخليج والعالم الإسلامي ،ومعاونته أي نزار حيدرضا لكل الديانات وذلك من خلال سيرته الذاتية العامرة بالنضال من أجل الحرية والكرامة الإنسانية .

  السيرة الذاتية  للاستاذ نزار حيدر

نزار حيدر : من مواليد محافظة كربلاء المقدسة، عام 1959 م. انتمى لصفوف الحركة الإسلامية المجاهدة في العراق عام 1972 م. شارك بفاعلية في انتفاضة صفر عام 1977موفي العام 1978م قاد نشاطا سياسيا في محافظة النجف الأشرف اعتقلته على أثره سلطات الأمن والتي تمكن من الإفلات من قبضتها بمساعدة عدد من رفاقه المجاهدين.

شارك
في حملة توزيع المنشورات السياسية التي غطت محافظات العراق من أقصاه إلى أقصاه في عام 1979 م خاصة في محافظات كربلاء والنجف وبابل والعاصمة بغداد ومدينة الكاظمية المقدسة، بالإضافة إلى جامعة السليمانية التي أنهى فيها دراسته في كلية الهندسة قسم الاليكترونيات عام 1980.

ولنشاطه السياسي المتميز في الجامعة طورد من قبل سلطات الأمن وحكم عليه بالإعدام غيابيا في خمس قضايا سياسية منفصلة مما اضطرته الظروف القاسية للهجرة إلى خارجالعراق ليواصل نشاطه المعارض في بلدان المهجر التي استقر فيها لفترات زمنية متفاوتة منها سوريا وإيران وعدد من الدول الأوربية ثم إيران ولبنان وسوريا ليستقر به المقام حاليا في العاصمة الأمريكية واشنطن

انتخب عضوا في أول مكتب سياسي لمنظمة العمل الإسلامي في العراق عام 1989 م ليعاد انتخابه مرة ثانية في العام 1992، كما راس تحرير جريدة (العمل الإسلامي) الناطقةباسم المنظمة في الفترة (1982-1989) كما أن له مساهمات إعلامية وثقافية وفكرية في العديد من وسائل الإعلام العربية وخاصة صحف المعارضة العراقية.

شارك
في العديد من مؤتمرات المعارضة العراقية أبرزها مؤتمر صلاح الدين في العام 1992 م الذي انبثق عنه (المؤتمر الوطني العراقي) الموسع والذي انتخب فيه عضوا في المجلس التنفيذي كما شارك في مؤتمر نيويورك عام 1999 م انتخب فيه عضوا في المجلس المركزي.

ساهم في انتفاضة شعبان (آذار) عام 1990 م ورأس أول وفد رسمي من الحركة الإسلامية يزور كردستان العراق أبان الانتفاضة والتقى بقادة الفصائل الكردية بغية التنسيق بين شقي الانتفاضة في الشمال والجنوب.
واصل نشاطه في كردستان العراق منذ العام 1991 م وحتى العام 1996 م عندما اجتاحت قوات النظام مدينة أربيل فاضطر للهجرة ثانية إلى خارج العراق. يتميز بعلاقات وطيدة مع مختلف قادة وفصائل وشخصيات حركة المعارضة العراقية.عاد الى العراق في الاول من نيسان المنصرم بعد هجرة قسرية دامت حوالي خمسة وعشرين عاما

يدير حاليا في العاصمة واشنطن ـ مركز الاعلام العراقي ـ وهو مؤسسة اعلامية مستقلة
 
 
                                                     بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا ابي القاسم محمد  وعلى اهل بيته الطيبين الطاهرين المعصومين
في البدء ، اتقدم بجزيل الشكر والامتنان للاخوة المشرفين على ادارة موقع (الزينبي) المتميز ، خاصة الاخ العزيز الاستاذ جعفر الصفار ، لاتاحتهم لي هذه الفرصة الكريمة ، لاطل منها على اسئلة واستفسارات ومداخلات اخوتي واخواتي رواد الموقع ، في حديث عن الهم العراقي الذي بات همنا جميعا ، لما يحل في نفوسنا وقلوبنا من موقع متميز وخاص .
كما انتهز الفرصة ، لاتقدم بجزيل الشكر والتقدير لكل الاخوة والاخوات الذين سيشتركون معنا في هذا الحوار ، سائلا القدير ان يوفق الجميع لمراضيه ، ولما فيه خير الدنيا وصلاح الاخرة .

                           جزى الله الجميع عن العراق واهله ، خير جزاء المحسنين .
ماذا يعني تأجيل الانتخابات برأيكم ؟ وهل أنتهم مع التأجيل أم لا ؟ ولماذا ؟. 

اعتقد ، ان اجراء الانتخابات العامة في العراق في موعدها المحدد في الثلاثين من الشهر الجاري ، بات امرا مفروغ منه ، بعد ان تاكد للاغلبية الساحقة من العراقيين ، وكذلك للولايات المتحدة الاميركية ، بانها الطريق الاسلم والاقصر للخروج من الازمة الحالية التي يمر بها العراق ، وكذلك بعد ثبت للجميع ، وبالقطع واليقين ، بان اي تاجيل لها يعني تقديم هدية رائعة للارهابيين الذين لا زالوا يوزعون الموت والدمار في العديد من مناطق العراق ، بهدف عرقلة تقدم العملية السياسية الجديدة برمتها .
ان تاجيل الانتخابات الان يعني برايي ما يلي ؛
اولا ـ تاجيل عودة السيادة للعراق .
ثانيا ـ تاجيل الحالة الدستورية التي يعاني منها العراق .
ثالثا ـ تاجيل جدولة رحيل القوات متعددة الجنسيات .
ان كل هذه القضايا المصيرية الثلاثة ، مرتبطة ارتباطا عضويا بتقدم العملية السياسية ، حسب ما نص عليها القرار الدولي (1546) ، الذي استند بالاساس على نصوص قانون ادارة الدولة العراقية المؤقت ، واتفاق التفاهم الذي كان قد وقع العام الماضي بين مجلس الحكم المنحل ، والسيد بول بريمر ، الحاكل المدني الاميركي انئذ .
بالاضافة الى كل ذلك ، فان التاجيل برايي سيدفع باتجاه تقسيم العراق ، ولذلك فان اجراء الانتخابات في الموعد المحدد ، سيصون العراق من الانزلاق في مخاطر التقسيم ، او الحرب الاهلية ، فهي صمام امان لضمان وحدة العراق ، ووحدة شعبه .
لكل هذه الاسباب مجتمعة ، وغيرها الكثير ، فانا ضد التاجيل ، وادعم اجراءها في موعدها المحدد
 
 
كيف تقرؤون التفاعل الجماهيري ، ونسبة المشاركة في الانتخابات ؟.

من خلال متابعتي الدقيقة للساحة العراقية ، يبدو لي ان المشاركة الجماهيرية ستكون كبيرة باذن الله تعالى ، اذ ان استعداد العراقيين للمشاركة ، وملاحقتهم لتفاصيل العملية الانتخابية ، تشير الى انهم في شوق كبير للحضور عند صندوق الاقتراع في الثلاثين من الشهر الحالي للادلاء باصواتهم في اول انتخابات عامة سيشهدها العراق منذ عقود طويلة من الزمن .
لقد شعر العراقيون بالفعل ، ان المشاركة في هذه الانتخابات ، واجب شرعي ووطني ، يحتمه عليهم الحرص على حاضر العراق ومستقبله ، فهي انتخابات تاسيسية ، وانها ستغير وجه العراق الى الافضل والاحسن ، باذن الله تعالى ، بالرغم من كل التحديات الكبيرة التي تواجهها العملية السياسية الجديدة .
اتمنى ان يوظف العلماء والفقهاء والوجهاء ومختلف الشخصيات الوطنية ، مكانتهم ومنزلتهم في المجتمع العراقي ، لحث الناس اكثر فاكثر ، على المشاركة في هذه الانتخابات ، فان العالم يحبس انفاسه اليوم وهو يراقب هذه الانتخابات ، ليرى كيف سيتصرف العراقيون في اول خطوة من تجربتهم الديمقراطية الجديدة ، وما هي الالوان السياسية للمجلس التاسيسي الذي سينبثق عن هذه الانتخابات .
كلنا ثقة ، بان العراقيين سيكونون عند حسن ظن العالم ، وعند حسن ظن علمائه وفقهائه وقادته ومراجعه ، وفوق كل ذلك ، عند حسن ظن بلدهم وتاريخهم والاجيال القادمة التي ستحصد ما سيزرعه الجيل الحالي ، فان خيرا فخير ، وهذا هو المؤمل ، وان شرا فشر ، لا سامح الله
 
كيف يمكن أن نضمن أوسع مشاركة شعبية في الانتخابات العامة القادمة ؟


ان اول ما يجب القيام به ، من اجل تامين اوسع مشاركة شعبية في الانتخابات العامة القادمة ، هو تامين صندوق الاقتراع ، فكما نعرف جميعا ، فان الارهابيين اعتبروا في بيانهم الاخير بان صندوق الاقتراع هدف عسكري مشروع لجرائمهم ، ساعين الى ارهاب الناس وارعابهم وتخويفهم ، للحيلولة دون المشاركة في الانتخابات .
يلزم ان تبذل جهود امنية كبيرة جدا من اجل تامين افضل حماية لصندوق الاقتراع ، ليشعر الناخب العراقي بانه في مامن من الارهاب ، عندما يهم بالتوجه الى صندوق الاقتراع للادلاء بصوته .
واذا كانت الحكومة الانتقالية المؤقتة مسؤولة بشكل مباشر عن ملف الامن ، فهذا لا يعني بانها قادرة لوحدها على تحقيق امن صندوق الاقتراع ، ولذلك فان اقتراحي هو ان يستنفر العراقيون جميعا كل قواهم من اجل تامين الحماية اللازمة يوم الانتخابات ، كما انهم سيستنفرون لذات الانتخابات ، فالامن مسؤولية الجميع ، خاصة بعد ان فشلت الحكومة والقوات المتعددة الجنسيات في بسط الامن في انحاء العراق .
كذلك فان غياب المليشيات المسلحة التابعة لعدد من الاحزاب ، عن صندوق الاقتراع ، سيكون سببا يدفع الناخب بحرية وارادة حقيقية للمشاركة في الانتخابات القادمة .
اضف الى كل ذلك ، فان الدعاية والتبليغ للعملية الانتخابية ، عنصر مهم لدفع الناس للمشاركة في العملية الانتخابية التي ستجري نهاية هذا الشهر ، وخيرا فعلت الحوزة العلمية في مدينة النجف الاشرف ، عندما اعلنت عن تعطيل كل نشاطاتها للتفرغ للتبليغ للانتخابات القادمة ، متمنيا ان يحذو الجميع حذوها ، فتتحول الانتخابات لكل مواطن عراقي ، همه الاول والاخير ، خاصة وانه لم يبق على تاريخ اجرائها سوى ايام معدودة .
ان التوعية والتبليغ والاعلان وكل نشاط اعلامي ودعائي ، مطلوب لهذه الانتخابات ، من اجل ايصال رسالتها الى كل العراقيين ، ليعرفوا على وجه التحديد ، ماذا تعني هذه الانتخابات بالنسبة لهم ولبلدهم ، ولماذا يجب ان يقترعوا ؟ وكيف ؟ واين ؟ ولمن ؟ وغير ذلك من الاسئلة والاستفسارات المتعلقة باصل العملية الانتخابية .
ان تحلي اصحاب القوائم الانتخابية بالاخلاق العالية في التبليغ لقوائمهم ، وعدم الاعتداء (اعلاميا) على القوائم الاخرى ، سيزيد قناعة الناخب العراقي بنزاهة الانتخابات اكثر فاكثر ، ما يدفعه بشكل اكبر للاشتراك فيها .
من المهم جدا ، ان لا يشعر الناخب بان قوة خفية ما تسعى لتحديد خياره او فرض خيار معين عليه ، اذ كلما شعر الناخب بالحرية والارادة الذاتية غير المحكومة ، كلما اندفع اكثر في المشاركة .
 
وكيف يمكن أن نضمن إجراء انتخابات حرة ونزيهة ؟

اولا ، يلزم ان لا ننتظر من اول انتخابات عامة يشهدها العراق منذ قرابة نصف قرن من الزمن او اكثر ، ان تكون نموذجية من كل الجهات ، فحساسية هذه الانتخابات والتحديات التي تواجهها ، واجرائها تحت سلطة الاجنبي وسخونة التنافس بين الفرقاء ، وغير ذلك الكثير ، سوف يجعلها عرضة لكل الاحتمالات ، طبعا الا التاجيل او الالغاء ، على اعتبار ان الاصل في الانتخابات هو اجراؤها في موعدها المحدد لافراغ الارهابيين من اسلحتهم .
لكل هذه الاسباب ، فان العراقيين لا ينتظرون لهذه الانتخابات ان تكون حرة ونزيهة مئة في المئة ، اذ حتى في اعرق البلدان الديمقراطية في العالم ، تتعرض الانتخابات الى هامش من عدم النزاهة والتلاعب وغير ذلك ، الا اننا نسعى لان تكون هذه الانتخابات على درجة كبيرة من النزاهة والحرية من خلال اشراك اكبر عدد ممكن من الاطراف الدولية والمحلية المعروفة بنزاهتها بنسبة عالية ، في مراقبة صندوق الاقراع في المرحلتين ، اي مرحلة الانتخابات ومرحلة فرز الاصوات .
كذلك ، فان من المهم جدا اشراك عينات عشوائية من المواطنين في مراقبة الانتخابات ، وبالمرحلتين كذلك ، الى جانب جيش من المحامين والقضاة وممثلي مؤسسات المجتمع المدني ، وكل الجهات التي ليس لها مصلحة مباشرة في نتائج الانتخابات ممن لم يشارك في قائمة انتخابية معينة ، طبعا من دون ان يعني ذلك الغاء دور ممثلي القوائم الانتخابية في عمليات المراقبة ابدا ، اذ كما هو معروف ، فان من حق المرشح ان يساهم في ذلك ، او من ينوب عنه او يمثله .

هناك احتمال أن يكون الأردن هو مركز فرز أصوات العراقيين في الخارج !! ما رأيك بهذا الكلام ؟

بحمد الله تعالى ، وبجهود العراقيين ، فقد تم افشال المقترح الاردني القاضي بان يكون الاردن مركز فرز اصوات عراقيي المهجر .
ان السبب الذي دعا العراقيين الى رفض هذا المقترح ، هو كون الاردن (ملكا وحكومة ) بلد منحاز الى فئة معينة من العراقيين ، ولذلك ، لا يمكن تامين اصوات العراقيين عنده باي شكل من الاشكال .اضافة الى ذلك ، فان الاردن معروف بمواقفه غير الودية من الشعب العراقي ، الى درجة العداوة في اغلب الاحيان ، ليس اليوم ، وانما منذ عقود طويلة من الزمن ، فالاردن ، وللاسف الشديد ، لا يهمه سوى ان يبقى العراق بقرة حلوب يدر منها المال الغزير الذي حولها من ارض جرداء قاحلة الى بلد نامي ، وكل ذلك على حساب الام واهات ومعانات الشعب العراقي ، وكلنا يعرف كم هي ضخمة ، حجم الاموال التي يحصل عليها الاردن باسم تدريب قوات الحرس الوطني العراقي ، ومن دون نتيجة ملموسة تذكر .
كذلك فان الاردن متورط في دعم مجموعات العنف والارهاب التي صدرها للعراق ، فكيف يمكن ان نؤمن عنده اصوات العراقيين ؟ .
الى جانب ذلك ، فان الاردن ملئ بايتام صدام ، سواء من ازلامه الذين هربوا من العراق بعد سقوط الصنم ، ولجؤوا اليه ليجدوا فيه الملاذ الامن للانطلاق منه لتخريب العملية السياسية الجديدة التي يشهدها العراق ، او من الاردنيين الذين ظلوا ، ولسنوات طويلة ، يحصلوا على عطايا الطاغية المقبور ، فهل يعقل ان نسلم صناديق الاقتراع الى مثل هذا البلد ، ليقوم بعملية الفرز ؟ انها مزحة ثقيلة ، تشبه الى حد بعيد ، مزحة الرجل الذي فكر في ان يؤمن القطة قطعة من اللحم الطازج ، فهل يعقل ذلك ؟.
نتمنى ان لا تفرز حتى اصوات العراقيين المقيمين في الاردن ، في نفس الاردن ، وانما تبعث الى بغداد ، فنحن قلقون جدا على مصير الاف الاصوات التي سيدلي بها العراقيون المقيمون هناك
 
 فما دوركم الكريم في التصدي لمثل هذه الاعتداءات التي ضد المذهب الخفية الظاهرة؟
 وكيف نتمكن من الوقوف صفا واحدا متلاحما جدارا صلبا في وجه هذه التيارات والمؤامرات؟؟؟


لا شك ، فان مذهب اهل البيت ( عليهم السلام ) تعرض ، ويتعرض ، للمؤامرات بشكل كبير ، منذ ان اسسه حبيب رسول الله  ونفسه التي بين جنبيه واخيه وهارونه (الامام امير المؤمنين علي بن ابي طالب) ولحد الان ، وان من اعظم المؤامرات التي تعرض لها ، هي مؤامرة التيار السلفي التكفيري الذي شوه صورة الاسلام ، بافكاره المتحجرة التي حملها الاسلام الحنيف ، والاسلام منه براء .
لقد اثارت حكمة شيعة العراق ، والمواقف العقلانية لعلمائهم ومراجعهم وفقهائهم ومثقفيهم وقادتهم السياسيين منذ سقوط الصنم ولحد الان ، حفيظة هذا التيار المتعجرف ، المدعوم بالمال الحرام الذي تغدقه عليه عدد من الاسر الحاكمة في المنطقة ، بالاضافة الى الفتوى الدينية الطائفية الحاقدة ، الى جانب النظام العربي السني الطائفي ، ما دفع بكل هؤلاء الى شن حملة علاقات عامة للتاثير على الموقف الشيعي ، متوسلين باصدقائهم في الولايات المتحدة من المعروفين بعدائهم للحرية والديمقراطية في بلداننا .
ولقد لعب ملك الاردن دور ساعي البريد في هذا الامر ( مثله كمثل حمالة الحطب) ، عندما حاول التاثير على القرار الاميركي المتشبث بقضية اجراء الانتخابات العامة في موعدها المحدد ، وذلك من خلال تخويف الاميركان من مغبة تصدي شيعة العراق لاي دور سياسي في النظام الجديد ، والتشكيك في ولائهم وانتمائهم الوطني .
وياتي التقرير المشار اليه في السؤال ، في هذا السياق ، ولكن ، وبحمد الله وفضله ، فان قوة الفكر والحجة والمنطق التي يتميز به الفكر الشيعي ، سيدحض كل الاباطيل التي يتعرض لها ، وسترد كل سهام المعتدين والحاقدين والموتورين والمحبطين الى نحورهم خائبين ، كما رد الله تعالى سهام المشركين والمنافقين الى نحورهم يوم تصدوا لرسالة رسول الله ( ص) ورسالة خليفته امير المؤمنين  .
ان من الواجب علينا جميعا ان نفضح هذه المكائد ، وان ننقل الصورة الحقيقة للتشيع الى العالم ، فان الدفاع عن مذهب اهل البيت  هو دفاع عن الاسلام ، في جوهره .
 
ما خلفية اتهام شيعة العراق بالتبعية لايران؟

ان التشكيك في الانتماء الوطني لشيعة العراق ، يراد منه الطعن في نتائج الانتخابات العامة ، منذ الان ، كما انه يستهدف ابعادهم عن المشهد السياسي الذي يشهده العراق الجديد .
انها نفس السياسة التي اتبعها النظام الشمولي البائد ، على مدى نيف وثلاثين عاما ، انها مكيدة لانتزاع حقوق الاغلبية المطلقة من العراقيين ، والسعي لابعادهم عن الحياة السياسية ، من خلال التعامل معهم كمواطنين من الدرجة الثانية ، كما كان يفعل الطاغية الذليل والمقبور صدام حسين .

هل تتوقع ان يكون هناك طعن في نتائج الانتخابات؟

بالتاكيد ، فان كل اعداء العراق من البعثيين وايتام الطاغية الذليل والسلفيين والموتورين والارهابيين والذين عرقلوا اجراء الانتخابات في موعدها المحدد ، وكل الانظمة المتضررة من العملية السياسية الجديدة في العراق ، ان كل هؤلاء سيطعنون بنتائج الانتخابات القادمة ، بل انهم طعنوا بالفعل في نتائجها منذ اليوم الاول ، عندما شعروا بان حصة الاسد منها ستكون من نصيب
الاغلبية المطلقة التي طالما همشت على مدى قرون طويلة من الزمن ، واقصد بها الشيعة والكرد على وجه التحديد .
السؤال الاهم هو ؛ ترى هل ستؤثر مثل هذه الطعون على نتائج الانتخابات ؟ وعلى تقدم العملية السياسية برمتها ؟
الجواب ، قطعا لن تؤثر ، لان مشاركة الاغلبية المطلقة في اية انتخابات عامة ، يمنحها الشرعية الذاتية ، حتى اذا طعن فيها العالم باجمعه ، لان مثل هذه النتائج ، تهم الناخبين (العراقيون في هذه الحالة) وليس اي واحد اخر
 
اي من القوائم تتوقع ان تحصل على عدد اكبر من الاصوات؟

ان النظام الانتخابي المتبع في هذه الانتخابات العامة (وهو نظام القوائم الانتخابية المغلقة ، النسبي ) ، بالاضافة الى التنوع الاثني والديني والمذهبي والسياسي والفكري للعراقيين ، لن يسمح باستحواذ اية من القوائم الانتخابية على النسبة المطلقة من الاصوات ، الا انني ، في نفس الوقت ، اعتقد بان قائمة (الائتلاف العراقي الموحد) التي نالت مباركة المرجعيات الدينية ، ومشاركة اكبر عدد من الاحزاب والتنظيمات والشخصيات ، ومن مختلف شرائح المجتمع العراقي ، هي التي ستحصل على عدد اكبر من الاصوات .
وانا شخصيا ساصوت لصالح هذه القائمة للاسباب التالية ؛
أولا ــ لأنها قائمة ائتلافية واسعة ، ينضوي تحت عنوانها ، عدد كبير من الاتجاهات والتيارات والشخصيات والاختصاصات ، الدينية والسياسية والأكاديمية ، الحزبية منها والمستقلة ، ومن كلا الجنسين ، وبمختلف الأعمار القانونية من الكهول والشباب ، ما يعني أنها تمثل مختلف شرائح المجتمع العراقي ، وتغطي أوسع مساحة جغرافية .
ولأنني اعتقد بان العراق في ظل الظروف الحالية ، بحاجة إلى أوسع ائتلاف سياسي ، حتى لا نمنح الفرصة لأحد بان يستحوذ على القدرة ، ويستولي على كل شئ ، ومن اجل أن نمنح أنفسنا هامشا كبيرا من الحركة والتحالفات والحوار وتبادل الأدوار ووجهات النظر ، لذلك قررت أن أعطي صوتي إلى هذه القائمة التي لا يستحوذ عليها تيار بعينه ، أو شخص برسمه ، إذ أن فيها عدد كبير من الزعامات القوية في شخصيتها ، بما لا يمكن أن تباع أو تشترى ، أو حتى تنصاع للضغوط ، أو تبتز بمواقفها .
ثانيا ــ لان هذه القائمة خالية من أيتام النظام الشمولي المقبور ، بل أن كل عناصر هذه القائمة ، هم من ضحايا الطاغية الذليل صدام حسين ، هذا يعني أنها ستمنحنا الاطمئنان ، فيما إذا فازت ، من أنها سوف لن تسعى لإعادة تأهيل ازلام النظام البائد ، بأي شكل من الأشكال ، بل على العكس ، فإنها ستبذل كل جهدها من اجل إنصاف ضحايا النظام البائد ، أو هكذا يجب أن تكون على الأقل ، وتعويضهم عن سني ، بل عقود ، الحرمان والقهر والذل والظلم ، التي مرت عليهم ، في ظل النظام الشمولي الطائفي المقبور ، وأنها ستعمل من اجل تحقيق نهضة شاملة في كل العراق ، خاصة المناطق التي ظلت محرومة من ابسط مقومات الحياة الحرة الكريمة ، بسبب سياسات النظام البائد الشوفينية والطائفية والعنصرية المقيتة ، التي تضرر منها كل العراق ، أرضا وشعبا وخيرات ، وكل شئ .
ولان مرشحي هذه القائمة ، من ضحايا النظام المقبور ، ممن تذوقوا مرارة الظلم والحيف والقهر الذي لحق بالأغلبية المطلقة من العراقيين ، بغض النظر عن انتمائهم الديني أو المذهبي أو الاثني ، لذلك ، اعتقد جازما ، بأنهم سوف لن يفكروا في ممارسة الظلم والحيف ضد أي شريحة من شرائح المجتمع العراقي ، وهذا ما يطمئننا إلى أنهم سيقيمون العدل والإنصاف بين العراقيين على حد سواء ، من دون استثناء أو تمييز، وبغض النظر عن انتماءاتهم ، فهم سوف لن يفكروا بالانتقام تحت أي ظرف أو مسمى أو سبب ، وكل ذلك يطمئننا إلى أننا سوف لن نشهد عودة إلى الماضي المظلم أبدا ، بإذن الله تعالى .
ثالثا ــ لا أخفي هنا إعجابي بالبرنامج السياسي الذي صدر عن هذه القائمة ، ما شجعني للتفكير في أن أمنح صوتي لها .
صحيح أن البرامج السياسية في فترة التنافس الانتخابي الساخن ، تبقى شعارات ودعايات انتخابية ، تفتقر في اغلب الأحيان إلى المصداقية ، إلا أنني اعتقد بان هذه القائمة ستعمل جاهدة من اجل تحقيق ما دونته في برنامجها الانتخابي .
رابعا ــ كما أن لعلاقاتي الوطيدة مع جل مرشحي القائمة ، دور في تحديد موقفي الايجابي من هذه القائمة ، من الذين اشهد لهم بالحرص الوطني العالي ، والتاريخ الجهادي والنضالي ضد الاستبداد والديكتاتورية ، والممتد إلى عقود طويلة من الزمن ، بالإضافة إلى نزاهتهم ووعيهم وكفاءتهم وأمانتهم وقدرتهم على تثبيت الحقوق الوطنية لكل مواطن عراقي ينتمي إلى العراق الحبيب فحسب .
وإذا أضفت إلى كل ذلك ، دعم عدد كبير من المرجعيات والقيادات الدينية والزعامات السياسية ، لهذه القائمة ، أكون قد أصبت الاختيار إلى درجة كبيرة ، لان مثل هذا الدعم ، يزيدها ثقة ويضعها في الإطار الصحيح ، بما يطمئن الناخب العراقي ، أكثر فأكثر
 
 على ضوء الأعمال الإجرامية التي يقوم بها التيار السلفي "المسمى بالجهادي" في العراق انقسم الشارع العربي إلى قسمين:

الأول : يقول بأن من مصلحة الولايات المتحدة والكيان الصهيوني تأجيج الصراع في العراق من خلال الإستعانة بأولي الفكر التكفيري ودفعهم لقتل الشخصيات الشيعية خصوصاً والعراقية المنتمية للحكومة المؤقتة ووزاراتها بالشكل الأعم.

الثاني : يرى أن هذا التيار وجد الأرض الخصبة لممارسة أنشطته بعد الضغوطات التي مارستها حكومات بلدانهم عليهم.

 الأستاد نزار حيدر بصفته يعيش المشهد العراقي بتفاصيله أي الرأين يرى؟

في الحقيقة ، فان كلا الامرين وارد .
فكما نعرف ، فان هناك عدة اطراف دولية واقليمية لا تريد الاستقرار في العراق ، لان عراقا حرا تعدديا قويا ، يخيفهم ويؤرق ليلهم ، اذ سيكون نموذجا يحتذى .
اقول كلا الامرين وارد ، بالادلة التالية ؛
اولا : الذين لا يريدون للاغلبية من العراقيين ان يكون لها دور مشهود ومتنامي في الحياة السياسية الجديدة ، استغلوا الفرصة وانتقلوا الى العراق ، ليوزعوا الموت والدمار في مختلف مناطق العراق ، يساعدهم في ذلك فلول النظام البائد ، وايتام الطاغية المقبور ، والمتضررين من سقوط الصنم ، من اجل عرقلة تقدم العملية السياسية التي لو استمرت في التقدم طبقا للجدول الزمني المرسوم ، فانها ستفضي الى دور ملموس للاغلبية الى جانب كل شرائح المجتمع العراقي الاخرى .
ثانيا : الانظمة العربية التي ابتليت بالارهابيين ، من الجماعات السلفية التكفيرية ، سعت الى تشجيعهم للهجرة الى العراق للتخلص منهم ، من خلال استصدار فتاوى دينية من قبل وعاظ السلاطين المرتبطين بالانظمة بشكل او باخر ، صورت لهم بان الجهاد الشرعي الذي يقربهم الى الله تعالى زلفى ، هو ذلك الجهاد الذي يمارسه المغفل في العراق حصريا ، وان اي جهاد اخر مشكوك في شرعيته ، بل حرام شرعا ولا يجوز .
وبالفعل ، فقد خدع الكثيرون ممن غسلت الجماعات السلفية الارهابية ادمغتهم ، بمضامين هذه الفتاوى الرعناء وانتقلوا الى العراق ، بعد ان سهلت لهم انظمة الجوار عملية الانتقال ، وهيات لهم الملاذ الامن عند الضرورة .
ثالثا : كما لا ننسى الجماعات السلفية التي تكفر الشيعة ، وتبيح دماءهم ، فهؤلاء كذلك استغلوا الفرصة وانتقلوا الى العراق لتصفية اكبر عدد ممكن من علماء ووجهاء ورموز الشيعة ، وشعارهم (اقتل شيعيا ، تدخل الجنة ) وهذا الامر ليس بجديد في منهجهم ، انه منصوص عليه في فتاواهم الطائفية المعروفة .
رابعا : ولا ننسى هنا التيار المتشدد ضد مصالح الشعوب ، ولصالح الانظمة الاستبدادية الشمولية ، في الولايات المتحدة الاميركية وفي العديد من الدول الغربية ، هذا التيار كذلك لعب ولا يزال ، دورا سيئا في دعم هجرة السلفيين والتكفيريين الى العراق ، ليمارسوا ما يشاؤون ، المهم ان لا يصلوا الى عقر دورهم في الغرب .
لقد اعتمد هذا التيار على نظرية محددة اطلق عليها اسم ( نظرية تجميع الجراثيم ) ، الهدف منها هو ، تجميع الارهابيين في منطقة واحدة ليسهل عليهم مراقبتهم وتحديد خطرهم ، وان ما يؤسف له حقا ، هو ان العراق ، هذه المرة ، كان هو الضحية المباشرة لهذه النظرية .
ولا ننسى هنا ، اسرائيل التي يهمها جدا ان يبقى العراق قلقا وغير مستقر ، لانها ، كالانظمة العربية ، تخشى عراقا حرا وقويا .

المرجعية الشيعية متمثلة في سماحة السيد علي السيستاني- حفظه الله- مارست دوراً كبيراً بعد تهاوي عرش الطاغية صدام حسين في المجال السياسي وعملت مرجعيات أخرى على فتح وتنشأة المؤسسات الثقافية والدينية ، كيف تقيمون العمل المرجعي في العراق؟ وهل للمراجع الشيعة القدرة على التعاطي مع معطيات الوضع العراقي حالياً ومستقبلاً؟

لا احد يششك في دور المرجعية الدينية في تعرية واسقاط النظام الشمولي البائد ، فالدليل خط بالدم الذي اريق من نحور العديد من الفقهاء والعلماء والمراجع ، ولا اجانب الحقيقة قط ، اذا قلت بان المرجعية الدينية في العراق ، كانت ، ولا تزال ، من اكثر شرائح المجتمع العراقي تضحية ، فلقد كانت السباقة في التصدي للديكتاتورية منذ اليوم الاول الذي نزت فيه على السلطة في العراق .
كما ان مواقفها الوطنية المشهودة ، منذ سقوط الصنم ولحد الان ، بارزة وظاهرة للعيان ، بما لا يسع احدا ان يتغافلها او يتجاهلها ، فضلا عن ان ينكرها ، فلولا هذه المواقف ، لما شهد العراق اجراء الانتخابات العامة ، نهاية الشهر الحالي ، ولولاها لشهد العراق حروبا انتقامية عديدة ، الا ان حكمة المرجعية الدينية ورايها السديد ، هي التي لعبت الدور الاكبر في تهدئة الشارع العراقي ، وهي التي ضغطت باتجاه ان تتقدم العملية السياسية الجديدة الى الامام ، ومن دون تراجع .

شخصيا ، فانا على يقين من ان المرجعية الدينية في العراق ستكون بمستوى مسؤولية المرحلة ، بشرطين :

الاول : هو ان تعمد الى تشكيل مجلس شورى المراجع ، الذي طالما دعا اليه ونظر له المرجع الشيرازي الراحل ، فالمسؤولية كبيرة والتحديات خطيرة ، لا يمكن لمرجع واحد ان يتصدى لها بمفرده ، مهما اوتي من قوة وقدرة .

الثاني : الاعتماد بشكل كبير على الاختصاصات والكفاءات ، بمختلف الميادين ، فالعالم اليوم هو عالم التخصص ، كما هو معروف ، وان شروط ومقومات مرحلة التصدي للشان العام ، وعلى راسه الشان السياسي ، تختلف جذريا عن شروط ومقومات التصدي للشؤون الدينية والحوزوية .
دعاؤنا ، ان يسدد الله تعالى المرجعية الدينية ، فهي امل العراقيين ، وسندهم وحصنهم المتين والمنيع

هل يتطلع شيعة العراق بعد إحراز الفوز في الإنتخابات العراقية على إقامة تحالف شيعي- شيعي مع الجارة إيران؟ وما الدور الذي تقوم به إيران بعد سقوط الطاغية لدعم ومؤازرة الشعب العراقي؟

سيتصرف شيعة العراق ، كمواطنين عراقيين ، قبل اي شئ اخر ، فبفوزهم في الانتخابات القادمة باذن الله تعالى ، سيكونون ملكا لكل العراق ، وسيعملون من اجل مصالح كل العراقيين ، بغض النظر عن انتماءاتهم الدينية او المذهبية او الاثنية او غير ذلك ، انهم سيتصرفون كرجال دولة ، يضعون نصب اعينهم مصالح البلاد العليا ، فوق اية مصلحة اخرى ، وسيعمدون الى بناء اوثق العلاقات الطيبة مع كل من يريد الخير للعراق ، ولا يفكر بايذائه من قريب او بعيد ، ممن يقبل بان يقيم علاقات ايجابية مع العراق ، قائمة على اساس المصالح المتبادلة ، وعلى اساس عدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلد الاخر .
نتمنى على الجارة ايران ، وعلى كل دول الجوار الاخرى ، ان تستوعب رسالة العراقيين اكثر فاكثر ، لتساعدهم ايجابيا على اعادة بناء بلدهم ، الذي دمرته الديكتاتورية والحروب العبثية وحرب اسقاط الصنم وحرب الارهاب 

يرأس سماحة آية الله السيد هادي المدرسي – حفظه الله - تجمعاً لعلماء الشيعة – على حسب علمي- فما النتائج التي حققها هذا التجمع ومالذي يهدف إليه؟

بحمد الله تعالى ، فمنذ سقوط النظام الشمولي البائد ، ولحد الان ، بادر الكثير من العلماء والقادة واصحاب الكفاءات ، بتاسيس واقامة الكثير من المشاريع الدينية والخيرية والاكاديمية والتنموية ، التي تصب في صالح الشان العام ، وتقدم الخدمة المطلوبة للعراقيين ، كلا حسب توجهاته واختصاصاته وواهتماماته ، وان المشروع ، مورد السؤال ياتي في هذا الاطار .
دعاؤنا للجميع ، بالتوفيق والسداد ، خدمة للعراق الحبيب ولشعبه الابي الذي ضحى بكل غالي ونفيس من اجل التخلص من ربقة الديكتاتورية ، ليعيش حياته الحرة الكريمة والامنة

هل تنوي منظمة العمل الإسلامي اقتسام الكعكة السياسية مع الأحزاب والتجمعات الأخرى؟

في الحقيقة ، ليس لدي اطلاع مفصل عن البرنامج السياسي الجديد المنظمة ، بعد سقوط النظام الشمولي البائد ، لانني ، وكما تعرفون ، فقد تركت العمل في صفوفها منذ قرابة ثمانية اعوام ، فلم يعد لدي ارتباط عضوي معها .
ولكن ، بشكل عام ، اعتقد بان للمنظمة ، شانها شان بقية الاحزاب السياسية العراقية الاخرى ، اهداف سياسية وطنية مشروعة تسعى لتحقيقها ، سواء من خلال المشاركة في السلطة ، او من خارجها ، من دون ان يعني ذلك ، السعي لتقاسم الكعكة ، على حد تعبير السؤال ، اذ ليس هناك كعكة عراقية في الاساس ، بل ان هناك مسؤوليات وتضحيات
 
ماسر هذا الضعف في القيادات السياسية الشيعية في العراق ؟؟ لماذا هذا الأصرار على ان يشارك سنة العراق في الإنتخابات ؟ وهل ستقوم كل هذه الضجة لو ان الشيعة هم المقاطعون ؟؟
اين منظمة العمل الإسلامي من لائحة الإئتلاف الموحد ؟؟ الم يتم تجاهلها ؟؟


انها الحكمة ، وليس الضعف ، والعقلانية ، وليس الهوان ، وانها التمسك بالمصلحة الوطنية العليا ، مع نبذ كامل لروح الانتقام والتشفي .
انها الاخلاق العالية التي ورثوها من ائمة اهل بيت رسول الله التي لا تسمح لهم بالاستحواذ على حقوق الاخرين والتمدد خارج نطاق حدودهم ، عندما يتمكنون من خصومهم ، بل حتى اعدائهم ، واذا كان الاخرون قد حفروا نهرا ثالثا من دم ضحاياهم العبيط ، عندما حكموا العراق لعشرات السنين ، واحتكروا السلطة واستحوذوا على حقوق الاخرين ، وتعاملوا معهم كمواطنين من الدرجة الثانية ، وملؤوا بهم المقابر الجماعية وشردوهم في الافاق وقتلوا علماءهم وفقهاءهم ومراجعهم ، وحرموهم من ابسط مقومات الحياة الحرة الكريمة ، وافقروا مناطقهم وحولوها الى يباب ، فهذا لا يعني ابدا ، بان عليهم ان يفكروا اليوم بالانتقام ، فيردوا عليهم الصاع صاعين ، ويتعاملوا معهم بمثل ما تعاملوا معهم في الماضي ، ابدا ، الم يقل شاعرنا ( ملكنا فكان العفو منا سجية ، ولما ملكتم سال بالدم ابطح ) ؟ ولقد عفا رسول الله عن اهل مكة بعد ان مكنه الله تعالى منها وفتحها ، قائلا لهم ( اذهبوا فانتم الطلقاء ) من دون ان ينتقم من احدهم بشعرة واحدة ، وهم الذين اذوه ما لم يؤذ نبي من انبياء الله تعالى .
ان العراق الجديد سوف لن يشهد الاستقرار السياسي ، ما لم يشترك الجميع في صياغة مقوماته ، بدءا بكتابة مسودة الدستور ، وانتهاءا بتشكيل الحكومة الدستورية وبقية مؤسسات الدولة الجديدة ، فالتنوع الاثني والديني والمذهبي والفكري والسياسي ، لا يسمح لشريحة معينة بالاستحواذ على كل شئ ، مع اغفال كامل لحقوق الاخرين ، ابدا ، لان هذا النوع من التفكير ، سيعيد العراق الى المربع الاول ، الى سابق عهده ، وهذا ليس لصالح احد ، ابدا .
ان شيعة العراق غير خائفين من احد ، وان مرجعياتهم وقادتهم ، غير وجلين من اية جهة ، الا انه التفكير بالمصلحة الوطنية العليا ، والتشبث بحقوق الاخرين ، قبل التشبث بحقوق انفسهم ، هي التي تدفعهم للحرص على مشاركة الجميع في الانتخابات العامة القادمة ، للمشاركة في المجلس التاسيسي المنتخب ، وبالتالي ، للمساهمة في صياغة الدستور الجديد ، الذي سيؤسس للعراق الدستوري الجديد .
صحيح ان من سيقاطع الانتخابات العامة القادمة ، سيحرم نفسه من المشاركة في تدوين الدستور الدائم للعراق الجديد ، وسيظل يدفع ثمن ذلك لعقود طويلة من الزمن ، وانه سيضر نفسه ، قبل ان يضر الاخرين ، وانه سيحرم نفسه حقا من حقوقه الوطنية الطبيعية ، الا ان شيعة العراق ، حريصون على مساعدة امثال هؤلاء ، بل انهم حريصون على مساعدة حتى الجهلة والمغفلين ، من اجل ان يعوا حقيقة ما يجري في العراق ، والواجب الملقى على عاتقهم ، والحقوق الوطنية التي يجب ان يتمتعوا بها .
ان هناك شرائح كبيرة من السنة العرب في العراق ، اخذهم الارهابيون رهائن ودروع بشرية ، ليحولوا دون مشاركتهم في العملية السياسية الجديدة ، وان عدد كبير من علمائهم وقادتهم وشخصياتهم ، هددوا بالقتل والتصفية الجسدية اذا ما حثوا الناس على المشاركة في الانتخابات القادمة ، سواء بفتوى دينية او براي سياسي ، او ما اشبه ، وان على شيعة العراق وغيرهم ، بل ان على كل حريص على حاضر العراق ومستقبله ووحدته ، ان يساعد هؤلاء للفرار من اسر الارهابيين ، وينتشلهم من الورطة التي هم فيها ، ليمكنهم من المشاركة في العملية السياسية الجديدة .
ان العراق الجديد ، المستقر سياسيا ، هو عراق الشراكة الحقيقة بين الجميع ، وان شيعة العراق متمسكون بهذه الحقيقة ، على قاعدة ( لا تظلمون ولا تظلمون ) و ( لا ضرر ولا ضرار ) ، فلكل مواطن حقوقه وعليه واجباته ، وبالتساوي ، من دون ان يعتدي احد على احد .
اما بالنسبة الى الشق الثاني من السؤال ، فحسب معلوماتي الخاصة ، فان لمنظمة العمل الاسلامي حضور ومشاركة كذلك في قائمة (الائتلاف العراقي الموحد ) بعدد من الممثلين
 
ماحقيقة تهميش بعض التيارات في قائمة الائتلاف الموحدة التي تضم 228 مرشحا مثل تيار السيد المدرسي والسيد الشيرازي والسيد الصدر و حركة الدعوة الاسلامية التي اسسها الراحل عز الدين سليم?

حسب معلوماتي ، فان كل التيارات مورد السؤال ، مشتركة في قائمة الائتلاف العراقي الموحد ، وان كانت تتصور بانها لم تمنح الحصص الكافية مع ما تمثله من تاريخ وتيار شعبي .
ان الذي يطلع على تفاصيل القائمة ، يلمس مدى الجهد الكبير الذي بذل للتوصل اليها ، فهي القائمة الوحيدة التي جمعت المتناقضات السياسية ( ان صح التعبير ) وهذا الكم الهائل من الاتجاهات التي كادت ان تمثل كل شرائح المجتمع العراقي بتفاصيله ، واذا اخذنا بنظر الاعتبار ، عمق المشاكل الموجودة في الساحة العراقية ، لعرفنا مدى الجهد المبذول للتوصل الى تدوين القائمة .
طبعا ، فان كل التيارات التي مثلت في القائمة ، تعتقد بانها لم تمنح النسبة المطلوبة فيها ، اذ ان كل واحد منها ، يتصور بانه اكبر واهم من الاخر ، لكنني شخصيا ، اعتقد بانها الافضل من بين كل القوائم الاخرى ، في هذا الظرف الحساس الذي يمر به العراق .
وللانصاف ، فان الكثير من التيارات المنضوية في القائمة ، ضحت بنفسها من اجل الصالح العام ، ومن اجل الحفاظ على وحدة الصف ، وللحفاظ على التماسك المطلوب ، الان .
انها مرحلة تتطلب الكثير من تقديم التضحيات والتنازلات ، للانتقال الى المرحلة الدستورية القادمة ، باذن الله تعالى ، نهاية العام الميلادي الحالي ، والتي ستشهد اجراء اول انتخابات دستورية ، لتشكيل اول برلمان دستوري ، وفي تلك الانتخابات سيشترك فيها الجميع ، كل بقائمته الخاصة
ان احب ذلك ، اذ وقتها ، ليس بالضرورة ان يتفق الجميع على قائمة واحدة فقط ، ووقتها سنتعرف على حقائق احجام ومدى تاثير التيارات في الساحة ، ونعرف مدى نجاح او فشل كل تيار في الوصول الى الناس بالعمل والمشروع الحقيقي ، لاقناعهم باهميته وضرورة دوره الوطني .
 
ما رأيكم في أن تتحق أمنية الأغلبية من المغتربين أن يرجعوا إلى بلدهم يوم من الأيام و يرون ان النظام الحاكم لبلدهم، نظام ديمقراطي، علماني. و أن يكون بلد حر كما هو في الغرب و أرجو من سماحتكم عدم أخذ القشور من الحضارة الغربية.

بغض النظر عن هوية النظام السياسي الجديد الذي سينتخبه العراقيون ، فانا اعتقد بان من الضروري بمكان ، ان يتصف بالكثير من ايجابيات التجربة الغربية ، على صعيد السلطة والنظام والقانون والحريات والخدمات الاجتماعية ، وغير ذلك ، والتي هي في جوهرها مقتبسة من تعاليم الدين الاسلامي الحنيف .
نحن لا ندعي بان تجربة الغرب متكاملة ، ابدا ، اذ ان فيها الكثير من المشاكل كذلك ، ولكن مع هذا ، فانها تبقى تجربة انسانية رائدة على الكثير من المستويات ، والحكمة تقول ( الحكمة ضالة المؤمن ) فلناخذ الجوانب الايجابية من التجربة ، وندع مشاكلها لاهلها .
لقد تمتع المواطن العراقي اللاجي الى بلاد الغرب ، بالكثير من المزايا التي كان يحلم بها في بلاده ، فلماذا لا يساهم هو بنفسه ، في نقل تجربته الايجابية الى العراق الجديد ؟ ليتمتع بها العراقيون اجمعهم ؟ .
اكيد ، فان العراقي الذي تمتع بحقوقه الانسانية في بلاد الغرب ، سيكون سعيدا اذا شعر بانه سوف لن يفقدها اذا عاد الى بلاده وارضه ومسقط راسه ، واذا علم بان النظام السياسي الجديد في بلاده ، حريص كل الحرص ، على ان يمنح كل المواطنين العراقيين ، حقوقهم الاساسية ، في اطار القانون ، ومن دون تمييز يذكر بين مواطن واخر ، لا على اساس الدين ولا على اساس الانتماء القومي ، ولا على اساس اي شي اخر ، وان المعيار الوحيد لتسنم المسؤوليات ، هو الامانة والنزاهة والكفاءة والاخلاص .
انها امنية كبيرة ، يتطلع لها كل مواطن عراقي ، وان على الجميع ان يعمل من اجل تحقيقها ، خاصة اولئك الذين تذوقوا طعمها ، فانهم احرص ، ربما ، من غيرهم ، على تحقيقها لكل العراقيين ، في العراق الجديد
 
 هل هناك إحتمال تفتت وحدة العراق أرضا وشعبا ؟.

ان من الصعب جدا ان نتصور العراق مجزءا ، ومقطع الاوصال ، لانه منسجم ومتكامل بحدوده الجغرافية وتعدديته الاجتماعية الحالية .
اقول منسجم ومتكامل ، لان جمال العراق وقوته ، بهذه التعددية الفريدة من نوعها ، سواء على صعيد الجغرافيا ، بما فيه من الجبال والهضاب والصحاري والانهار والاهوار ، وكل ما خلق الله تعالى من طبيعة ، او على الصعيد الاثني او الديني او المذهبي ، او على صعيد الموارد الاقتصادية ، بما فيه من البترول والتبغ والزراعة والمعادن والرعي وغير ذلك ، والتي تقاسمتها جغرافية العراق بشكل فريد ومتعادل ، وان العراقيين يفخرون ، منذ القدم ، بهذا التنوع الذي منحهم القوة والتكامل في تحقيق الحاجات الحياتية المتنوعة ، ولذلك ، فليس في العراق مشاكل ونزاعات اثنية او طائفية او دينية ، ابدا ، بل ان الذي عانى منه العراق ، ولا يزال ، هو الطائفية والعنصرية السياسية التي كرستها الانظمة السياسية التي تعاقبت على الحكم في العراق ، خاصة ، خلال نصف القرن الاخير .
وان كل ما يسعى اليه العراقيون اليوم ، وبعد زوال النظام الشمولي البائد ، هو ازالة اثار ومخلفات الطائفية والعنصرية السياسية التي دفع العراقيون بسببها انهارا من الدماء الزاكية ، والاف الضحايا في المقابر الجماعية والانفال وحلبجة ، وامثالها .
انهم يريدون ان يكنسوا من العراق الجديد ، كل اثار الطائفية والعنصرية السياسية ، ليعيش الجميع ، ومن دون استثناء ، سواسية امام القانون كاسنان المشط ، لا فضل لاحدهم على الاخر الا بالكفاءة والنزاهة والتجربة والخبرة ، خدمة للصالح العام ، اما الانتماء الديني او القومي او المذهبي او السياسي او الفكري ، وغيرها ، فالمواطن وما اختار ، لا يجوز ان تكون هي المعيار للتصدي للمسؤوليات ، ابدا ، لانها ، وبصراحة ، تتعارض كليا مع الحكمة التي تقول ، (الرجل المناسب في المكان المناسب ) والتي يبنى على اساسها النظام السياسي العادل والصالح .
نعم ستكون وحدة العراق في خطر ، اذا ما اصر النظام العربي (السني الطائفي ) على موقفه الداعم للارهاب ولمجموعات العنف التي صدرها للعراق ، فحاول ، مثلا ، التمسك بنهجه الرامي الى عرقلة تقدم العملية السياسية الجديدة في العراق للحيلولة دون مشاركة الاغلبية المطلقة من العراقيين فيها .
وفي هذه الحالة ، فان اي مشروع تقسيمي قد تلجا اليه الاغلبية من العراقيين ، اذا ماشعروا بان (الطائفية السياسية العربية ) لا زالت تصر على الحؤول دون مشاركتها في العملية السياسية الجديدة ، فان المسؤولية ستقع على هذه الطائفية دون سواها ، فالتقسيم قد يكون اخر الخيارات المرة التي يلجا اليها العراقيون ، دفاعا عن انفسهم امام خطر الارهاب الذي لا زال يوزع الموت والدمار عليهم .
لذلك اقول لـ (الطائفية السياسية العربية ) دعوا العملية السياسية تتقدم كما هو مخطط لها ، ليبني بها العراقيون نظامهم السياسي الجديد ، ليشعروا بانهم جميعا مواطنون من الدرجة الاولى ، من دون تمييز طائفي او تفرقة عنصرية شوفينية ، وعندها سنامن على وحدة العراق ، والا ، فان شبح التقسيم الذي بات يخيم على العراق بسبب مواقفكم ، ستكونون انتم المسؤولون عنه وحدكم ، ومن ثم ستكونون انتم ، دون سواكم ، ضحاياه في المرحلة القادمة ، ان عاجلا ام اجلا ، اذ كلنا يعرف جيدا ، بان المشاكل الدينية والازمات العرقية والمذهبية التي في بقية دول (الطائفية السياسية ) اكبر واعقد بكثير مما هو موجود في العراق ، اليس كذلك ؟

 تحدث وزير خارجية المملكة العربية السعودية الأمير سعود الفيصل، عما اسماه بسياسة تهميش سنة العراق في العملية السياسية الجديدة. كيف قرأتم هذه التصريحات؟ وماذا تعني بالنسبة لكم، انتم العراقيون؟.

لا شك ، أن تصريحات الأمير سعود الفيصل ، جاءت في الوقت الخطأ بكل المعايير السياسية والدبلوماسية ، بالإضافة إلى كونها تعتبر تدخلا سافرا في شؤون العراق الداخلية .

إننا ننتظر من جيران العراق ، على وجه التحديد ، أن يحملوا أجهزة إطفاء الحرائق ، لمساعدتهم على إخماد النيران
الملتهبة في أطراف العراق ، لا أن يحملوا الزيت ليصبوه على النيران كلما صادفتهم فرصة لذلك .

إن مثل هذه التصريحات تحرض على الحرب الطائفية ، فألا يكفي الأمير ما صدر عن (فقهاء) بلاده من فتاوى تحرض على العنف والإرهاب وتشجع المغرر بهم من جراثيم الإرهاب والعنف للسفر إلى العراق وممارسة لعبة الموت والدمار ضد الشعب العراقي ؟.

إن ما صرح به الأمير سعود الفيصل مرفوض جملة وتفصيلا ، لأنه يخالف الحقيقة والواقع ، ولا أظن انه صرح بما قال ، حرصا على العراق وشعبه ومستقبله ، والا ، لماذا لم يتحدث الأمير عن تهميش شيعة العراق طوال السبعين عاما الماضية ؟ أين كان يوم كانت الأقلية الطائفية السياسية تذبح بالشيعة ليل نهار بعد أن أقصتهم عن الحكم ؟.

لماذا لم يتفوه بمثل هذا الكلام عندما همش النظام العنصري البائد ، أكراد العراق وتركمانه واشورييه ؟.

ثم ، هل يقبل الأمير أن يتحدث العراقيون عن الشؤون الداخلية لبلاده ؟ كان يتحدثوا ، مثلا ، عن تهميش الشيعة في المملكة العربية السعودية ؟ أو عن هذا التهميش المرعب للمراة في السعودية ، وهي نصف المجتمع ؟ والتي لا زالت الحكومة ترفض أن تمنحها حق التمتع بأبسط حقوقها الإنسانية كحق الترشيح والانتخاب ؟.
اعتقد أن من الحكمة أن يلتزم الأمير بنصوص وثيقة شرم الشيخ التي وقع عليها ، ليساعد العراقيين في التخلص من الأزمة الخطيرة التي يمر بها العراق اليوم ، فان من مصلحة بلاده ، وكل دول المنطقة ، أن يستقر العراق ، ويعيش شعبه بأمان ورخاء ووئام ، ولا أظن أن الأمير نسي تجارب الماضي القريب مع النظام الشمولي البائد ، وما تسببت به سياساته الرعناء...

عندما قراءة سيرت الذاتية رأيت ان تاريخ حافل بالنضال بدءً من العام 1972 حيث ساهمتم بالعمل ضمن صفوف الحركة الإسلامية مروراً بمساهمات نضالية متعددة في عدد من الانتفاضات الوطنية والأعمال التنظيمية . . ترى كيف كانت البداية ؟ وما هي الأسباب والعوامل التي دفعتكم للعمل والمشاركة في تلك الانتفاضات؟
 
كانت البداية ، صبيحة أحد أيام تموز عام 1968 ، عندما اصطحبني والدي (رحمه الله) فجرا من المنزل إلى المحل الذي كان يمتلكه بالقرب من حرم الإمام الحسين بن علي ، في مدينة كربلاء المقدسة .
في الطريق صادفه أحد أصدقائه ، تحادثوا قليلا فيما بينهم ، لم أسمع شيئا ، سوى أنني رأيت قسمات وجهه، وقد تغيرت بشكل ملفت للنظر، ثم قال لي ، لنعد يا ولدي إلى المنزل ، وقد سمعته يسترجع ويقول (إنا لله وإنا إليه راجعون) ، فضننت أن عزيزا عليه ، قد انتقل إلى رحمة الله تعالى .
سألته مستغربا ، ولم لا نذهب إلى المحل ؟ ما الذي حصل ؟ .
أجابني ، لقد وقع انقلاب ، ويجب أن نعود إلى المنزل ، لنراقب ما سيجري .
لم أفهم العبارة ، ولم أستوعب معنى الكلمة التي طرقت أسماعي لأول مرة ، تصورت أن أحدا من أصدقائه قد مات في حادث انقلاب حافلة أو ما أشبه .
سألته ، وما الذي حصل بالضبط ؟ .
أجابني ، لقد قادت عصابة من البعثيين ، إنقلابا عسكريا ، استولوا به على السلطة في بغداد .
أردت أن أساله أكثر ، بادرني على الفور ، لا تتكلم ، فلا زلت صغيرا على مثل هذه الأمور .
ومرت الأيام ، وأنا أحاول أن أستوعب ما يجري في بغداد بعد الانقلاب العسكري .
وبدأت التطورات السيئة تتوالى على العراق والعراقيين ، فقتل من قتل وطورد من طورد واعتقل من اعتقل ، من العلماء والفقهاء والمراجع والمثقفين ورجال الأعمال والطلبة والعمال ومن كل شرائح المجتمع العراقي .
في العام 1972 - وقد كنت طالبا في الصف الثاني المتوسط - تعرفت على أحد زملائي في الصف ، وقد كان ناشطا في الحركة الإسلامية ، شعرت أنه يحاول أن يبلور في ذهني فكرة العمل ضد النظام البعثي ، من خلال توجيه حالة السخط والتمرد التي كانت تغلي في نفسي ضد ما يقوم به النظام آنذاك ، ضد كل من ينبس ببنت شفة ضده وضد سياساته المنحرفة .
عندما شن النظام حملته الشعواء ضد الحركيين الإسلاميين عام 1972 فاعتقل العشرات من خيرة القادة والناشطين ، كان من بينهم الشهيد الشيخ عارف البصري ورفاقه الأربعة ، والشيخ عبد الحميد المهاجر ورفاقه الأربعة عشر ، رحت أبحث عن طريق يوصلني للانضمام إلى الباقين منهم ، لأشاركهم العمل والجهاد ضد النظام ، وبأي شكل من الأشكال.
استفسرت من زميلي ، الذي واصل مرافقته لي وأحاديثه الهادفة ، عن شؤون وشجون العراق والعراقيين ، فيما إذا كان يعرف الذين اعتقلوا ، وفيما إذا كان بإمكانه أن يعرفني على مجموعات حركية أخرى لا زالت تعمل في الساحة ؟ وبالإمكان الانضمام إليها ؟ .
وتطور الحديث بيني وبين زميلي الذي اكتشفت بأنه حركي يرتبط بالمجموعات الحركية الإسلامية العاملة ضد النظام ، ليفاتحني بعد مدة للانضمام إليه ، ولتبدأ مسيرتي الحركية منذ ذلك الوقت وبلا انقطاع .
لقد كنت أتحين الفرصة للمشاركة في أي نشاط سياسي ضد النظام ، علنيا كان(كالانتفاضات الشعبية) أو سريا ، ومن هذا المبدأ ، كانت مشاركاتي في أكثر من انتفاضة ، أبرزها انتفاضة صفر المظفر عام (1977) ، وقد كنت وقتها طالبا في المرحلة الأولى من الجامعة.
وتواصلت وتطورت العلاقة والعمل بمرور الأيام ، في المدرسة وفي الشارع ، مرورا بسني الجامعة وسنوات الهجرة ، حتى من الله تعالى علينا وعلى شعبنا بالخلاص من النظام الديكتاتوري الشمولي البائد
 
 من خلال نشاطاتكم السياسية صدور حكم بإعدامكم ترى كيف تلقيتم القرار وماذا كانت مشاعركم في حينه وانتم بحكم نشاطاتكم السياسية كنتم بالتأكيد تتوقعون ذلك من حكم أعتاد أن يعدم بدون حكم أو محكمة؟

في بلد ، يكون فيه الإعدام اقل حكم يصدر ضد المعارض ، لا يفاجئ أحدا ، ولذلك كنت أتوقع (ككل العراقيين) مثل هذا الحكم القرقوشي الذي كان يصدر ضد الناس بالتهمة والظنة وبلا محاكمة أو مرافعة أو دفاع أو أي شئ آخر .
لقد صدر الحكم ضدي ، بعد صدوره وتنفيذه ضد عدد كبير من أعز أصدقائي وزملائي في العديد من المحافظات العراقية ، ولذلك فعندما سمعت به لم أفاجأ لكوني كنت مشغولا ، وبكل مشاعري ، بقصص الإعدام التي نالت ممن أحبه وأعزه وأقدر نضاله وتضحياته 

تديرون حالياً مركز الإعلام العراقي من العاصمة الأمريكية واشنطن وهو مؤسسة إعلامية مستقلة . . ما هي طبيعة النشاط الإعلامي للمركز ؟ وما هي أهدافه ؟ وكيف يتم تمويله؟ وهل في النية أن يتحول إلى داخل العراق أسوة بالصحافة العراقية التي عادت أو انتقلت للداخل؟

أولا ، فإن مركز الإعلام العراقي ، هو مؤسسة إعلامية مستقلة حديثة التأسيس ، تسعى لتوظيف تجربة العمل العراقي المعارض ، من أجل صياغة نظرية إعلامية جديدة ، تنسجم مع الظروف الجديدة التي يمر بها العراق ، من جانب ، وكون انتقال حركة المعارضة العراقية ، من مرحلة المعارضة المهاجرة إلى موقع المسؤولية .
إن المركز يسعى بالدرجة الأولى إلى ما يلي :
أولا : رصد الواقع العراقي بشكل دقيق ، والعمل ، من ثم ، على تحديد الرؤية الصحيحة ، فكما هو معروف ، فان من هو خارج ساحة الملعب بإمكانه أن ينظر ويشخص الحدث بشكل أفضل ، ولذلك نرى أن مؤسسات المجتمع المدني في الدول الديمقراطية تكون عادة خارج إطار السلطة ولعبة الحكم ، حتى يكون بإمكانها أن تتحدث بشكل واضح ، فوق الميول والاتجاهات والمصالح السلطوية الضيقة .
ثانيا : يسعى المركز أن يكون وطنيا في طروحاته ، لا يميل إلى جانب فئة على حساب أخرى ، فلا يميل إلى الحاكم على حساب مصلحة المواطن ، أو يميل إلى طائفة أو قومية على حساب أخرى .
إن مما يؤسف له حقا ، وهذا ما أثبتته تجربة الأشهر الثمانية الماضية ، هو أن جل المتصدين للمشهد العراقي الحالي ، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر ، يتعاملون مع العراق الجديد ومتطلباته ، برؤية انتمائية ضيقة ، ونادرا ما نرى منهم من يتعامل برؤية وطنية شاملة وعامة ، فهم ، بكلمة ، يتعاملون بعقلية المعارضة وليس بعقلية السلطة والحكم ، الذي تختلف مسؤولياته اختلافا جذريا عن مسؤوليات مرحلة المعارضة .
ولا تختلف الرؤية (الانتمائية) عن بعضها أبدا ، سواء كان الانتماء دينيا أو مذهبيا أو قوميا أو فكريا أو سياسيا أو حزبيا أو حتى عشائريا .
إن المركز يسعى للقفز على كل هذه الانتماءات ، من أجل أن يتحدث برؤية عراقية شاملة ، ولذلك أخذ على نفسه أن لا ينتمي أو يتحيز أو يميل إلى طرف على حساب آخر .
إنه ، بكلمة موجزة ، يحاول أن يؤدي دور (المراقبة والموازنة) المعمول به في البلدان الديمقراطية ، لان العراق يصوغ نفسه الآن من جديد ، بعد سني القهر والاستبداد والديكتاتورية والنظام الشمولي الذي وظف سياساته العنصرية والطائفية ونزعاته الشخصية ، لتدمير العراق والعراقيين .
وبلا شك ، فان المركز يخطط للانتقال إلى العراق في أقرب فرصة ممكنة ، وان كان يمتلك حاليا شبكة واسعة من العلاقات في داخل العراق ومع مختلف الناس ، من مرجعيات دينية وقادة رأي وزعماء أحزاب ومثقفين ورجال إعلام وصحافة وغيرهم ، بالإضافة إلى متابعته الدقيقة لتطورات المشهد العراقي ، إذ يسعى لنقل الخبر الخاص ، في بعض الأحيان ، كلما أتيحت له الفرصة لذلك ، وعندما يرى أن مثل هذه المعلومة الخاصة ، ضرورية لإيصالها إلى العراقيين عبر وسائل الإعلام ، لان المركز لا يتبنى فكرة احتكار المعلومة أبدا ، بل يرى بأن المعلومة الصحيحة والمشاعة للجميع ، تساهم في بناء رأي عام صحيح وفاعل 

هل تتوقع ان تتم محاكمة صدام حسين ؟

لا اعتقد اننا سنشهد محاكمة الطاغية الذليل ، وبالصورة التي نتوقعها .
انها ليست سوى فصول من مسرحيات ، ستعرض الولايات المتحدة الاميركية جوانب منها ، كلما احتاجت الى ذلك لسبب من الاسباب ، لان اية محاكمة حقيقة لهذا الطاغية المخبول ، ستفضح اسياده في دول الغرب ، وفي الولايات المتحدة الاميركية على وجه التحديد ، قبل ان تفضحه ، فهو ، في الحقيقة ، لا يمتلك ما يقوله عن جرائمه بحق ضحاياه من العراقيين (وشعوب دول الجوار ، خاصة الايراني والكويتي الشقيقين) ، فهم يعرفون عنها كل شئ ، بل انهم من اكتووا بها ، فكيف يغيب عنهم منها شيئا ؟ ولكنه يمتلك الكثير مما يقوله عن دور اسياده في تلك الجرائم ، ولذلك فان واشنطن غير متحمسة لتقديمه الى محاكم حقيقية يكشف فيها الطاغية عن المستور .
وكعراقي ، ليس مهما عندي ان يحاكم الطاغية ام لا ، فلقد اصدر الله تعالى ودماء الشهداء بحقه ، افضل حكم في الدنيا ، الا وهو الذلة بعد ذاك العز ، والدونية بعد الرفعة ، والهلكة بعد السلطة ، والصغار الهيبة ، وهذا هو المهم ، فماذا عسى كل محاكم الدنيا ان تصدر بحقه من احكام تشفي الغليل ، وتحقق الامال ؟ .
هذا في الدنيا ، اما في الاخرة ، فحسابه عند رب العزة عسير ، في كتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة ، الا احصاها
 
ماهو تقييم الأستاذ نزار حيدر لأوضاع حقوق الإنسان بالعراق وبشكل تفصيلي؟

للاسف الشديد ، فمنذ عقود طويلة من الزمن ، ليس في العراق شئ اسمه ( حقوق الانسان ) فلقد انتهكت في ظل النظام الشمولي البائد بشكل خطير ، لدرجة ، لم يعد فيها المواطن العراقي يفهم معنى لكلمة (الحقوق ) ، لان النظام لا يتحدث الا عن واجبات المواطن وحقوق الحاكم فقط ، ولا يتحدث الا عن الافضال الكبيرة التي يغدق بها الزعيم على المواطن ، ومنها حق الحياة ، اذا كان المواطن محظوظا ومكتوبة له الحياة ، قبل ان يموت في حرب من حروب النظام العبثية ، وما اكثرها ، او يدفن حيا في مقبرة من المقابر الجماعية ، وما اكثرها ، او يختنق في الغازات السامة في احدى تجارب النظام التي يجريها عادة على ضحاياه من المواطنين ، وما اكثرها كذلك .
وما زاد في الطين بلة ، هذه الحرب التي قادتها الولايات المتحدة الاميركية لاسقاط الديكتاتورية ، فلقد سحق قادة هذه الحرب حقوق الانسان في العراق بسبب اخطاء قاتلة ، ما كان ينبغي ان ترتكب ، لو لجا قادتها الى الحكمة ، الى جانب القوة .
وان من اكثر من سحق حقوق الانسان في العراق منذ سقوط النظام الشمولي ولحد الان ، هم مجموعات العنف والارهاب التي لا زالت تمارس لعبة الموت القذرة ضد العراقيين ، في محاولة منهم لوقف تقدم العملية السياسية الجديدة في العراق .
انهم ينتهكون حقوق الانسان مرتين وفي ان واحد ، مرة عندما يحرموه من حق الحياة الذي وهبه رب العزة والجلال، الخالق المتعال لعباده ، ومرة عندما يرهبوا الاخرين بالقتل ليحرموهم حق الاختيار والارادة .
ولكن ، ولحسن الحظ هذه المرة ، فلقد بادرت منظمات حقوقية كثيرة ( عراقية وغيرها ) لتدوين هذه الانتهاكات ، وبكل اشكالها ، فيما لم يكن ذلك ممكنا زمن النظام الشمولي البائد ، املين ان ترفع صوتها عاليا ، انتصارا لحقوق الانسان في العراق


هل إستطاعت القوات الأمريكية أن تطبق معاهدات جنيف المتعددة حول معاملة المدنيين زمن الحرب وإحترام دور العبادة؟

للاسف ، لا ، فلقد فشلت الولايات المتحدة الاميركية في تطبيق الكثير من بنود اتفاقات جنيف بهذا الشان ..

هل تجد أن تقسيم العراق خيار مفتوح على ضوء ما نراه من تناحر بين أبناء البلد الواحد؟

اعتقد ، انني اجبت على هذا السؤال ، في معرض الاجابة على سؤال سابق ..
 
بما ان الانتخابات ستجري في موعدها المحدد !! ما هو موقف القوى السياسية المختلفة منها؟ وما هو موقف المجتمع الدولي والاقليمي؟ وكيف سيتصرف اعداء الديمقراطية، واعداء العراق ازاء ذلك؟

انقسم العراقيون في الموقف من موعد الانتخابات العامة ، الى قسمين :
الاول : هو الذي اصر على الالتزام بالموعد المحدد ، مهما كان الثمن ، وهم الاغلبية المطلقة من العراقيين ، ويدل على ذلك ، هذا الكم الهائل من القوائم الانتخابية وعدد المرشحين .
الثاني : هو الذي حاول عرقلتها باي شكل من الاشكال ، اما بسبب كفره بالديمقراطية ومبدا الشراكة الحقيقية ومبدا التداول السلمي للسلطة عن طريق صندوق الاقتراع ، لوضع حد للعبة الانقلابات العسكرية (السرقات المسلحة) سيئة الصيت ، او لانه يعرف سلفا بانه سيهزم في هذه الانتخابات ، فحاول عرقلة اجرائها خوف الفضيحة ، واما انه يخاف الارهابيين ويخشى تهديداتهم ، ولذلك حاول عرقلتها .
ولكن ، وبحمد الله تعالى ، فلقد تجاوز العراقيون كل التحديات ، بصبرهم وتحديهم الشجاع واصرارهم وعنادهم على التقدم بالعملية السياسية الى الامام ، رغما عن انف اعداء العراق ، ولذلك ، اضحت الانتخابات العامة تحصيل حاصل ، ستجري باذن الله تعالى ، في الثلاثين من الشهر الجاري ، بعد ان صمم العراقيون على ان لا يمنحوا اعداء العراق اية مكافاة تذكر على مواقفهم السيئة ، وهذا ما قلته لمراسل وكالة انباء رويترز الذي التقاني امس عند مركز تسجيل الناخبين في العاصمة الاميركية واشنطن ، عندما سالني في حوار متلفز ، عن سر اصرار العراقيين على التمسك بموعد الانتخابات العامة ، مع رفض مطلق لاي تاجيل ؟ .
كذلك ، انقسم المجتمع الدولي في الموقف منها ، بين مؤيد ومعرقل .
اما الان ، وقد اصبحت الانتخابات العامة على الاعتاب ، اذ لم يبق على موعد اجرائها سوى ايام معدودة ، فلقد غير المجتمع الدولي رايه فيها ، فبات الجميع يحرض عليها ويؤيد اجرائها في موعدها المحدد ، اما بسبب فشله في عرقلتها ، او بسبب الضغوط التي مارستها الولايات المتحدة الاميركية عليه ، او بسبب ما لمس من العراقيين كل هذا الاصرار على اجرائها في الموعد المحدد ، فلماذا عليه ان يكون ملكا اكثر من الملك ؟ .
في نفس الوقت ، ستظل قوى التخلف والظلام وايتام النظام البائد وفلول الارهابيين ، تعمل من اجل عرقلة تقدم العملية السياسية في خطواتها القادمة ، الواحدة تلو الاخرى ، وان كانت العملية الانتخابية ستنزل اقسى الهزيمة وامر الياس في نفوسهم ، الا انه ، وكما هو معروف ، فان المعركة بين الخير والشر ، لن تنتهي بالضربة القاضية ابدا ، وانما بتسجيل النقاط ضد الخصم ، فكلما تقدم العراقيون خطوة بالاتجاه الصحيح ، تراجع الارهاب خطوة مماثلة ، وبقدرها الى الخلف ..

كيف تواجهون دعوة زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن الى مقاطعة الانتخابات العراقية ؟
 
لا احد في العراق ، يقلد المذكور ليستمع الى فتواه ، ولا احد من العراقيين ياخذ دينه منه ، او يهتدي الى مصلحته ومصلحة بلاده ، برايه .
انه ، بالنسبة الى العراقيين ، مجرد قاتل محترف يعمل لصالح اجهزة مخابرات دولية واقليمية معروفة ، ولذلك لم يصغ اليه احد من العراقيين ابدا .

متى ستشكل حكومة دستورية كاملة؟

ستشكل اول حكومة دستورية في العراق ، باذن الله تعالى ، في نهاية العام الحالي ، بعد ان يكون الشعب العراقي قد صادق على مسودة الدستور الدائم الذي سيدونه المجلس الوطني الذي سينتخبه العراقيون في الثلاثين من الشهر الجاري ، وبعد ان يكون العراقيون قد انتخبوا اول برلمان دستوري نهاية هذا العام ، والذي ستنبثق عنه اول حكومة دستورية ، على اساس التعددية السياسية ومبدا التداول السلمي للسلطة .

في نهاية هذا الحوار المفتوح ، الشيق والممتع ، اتقدم بجزيل الشكر والتقدير لكل الاخوة والاخوات الاحبة الذين اشتركوا فيه ، سائلا من القدير التوفيق والسداد للجميع ، متمنيا ان تكون الاجابات قد راقت لهم .

ولا انسى كذلك ، ان اتقدم بشكري وتقديري الكبيرين لكل الاخوة المشرفين على موقع ( الزينبي ) المتميز ، لما بذلوه من جهد كبير لانجاح هذا الحوار ، واخص منهم بالذكر ، اخي وعزيزي الاستاذ جعفر الصفار ، متمنيا للموقع ولاصحابه واعضائه ورواده ، كل الخير والتقدم والسداد .
                                                  والسلام عليكم
التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 2
1
محمد الزاهر
[ القطيف - العوامية ]: 22 / 1 / 2005م - 9:22 م
اللهم احفظ العراق من كيد الكائدين ومن يريد السوء بالعراقيين.
لمتابعة اللقاء على الوصلة
http://www.alzainbi.net/index.php?showtopic=1800&st=0
2
علي الاحمد
[ امريكا - .. ]: 23 / 1 / 2005م - 3:55 م
اتقدم بشكري وتقديري الكبيرين لكل الاخوة المشرفين على موقع ( الزينبي ) المتميز ، لما بذلوه من جهد كبير لانجاح هذا الحوار ، واخص منهم بالذكر ، الاخ الاستاذ جعفر الصفار ، متمنيا للموقع ولاصحابه خيرا..