واقعنا الديني وصناعة القرار

طرح رواد النهضة في العالم الإسلامي تساؤلاً حضارياً محورياً مفاده: لماذا يتقدم الغرب؟ ولماذا لا تزال الأمة الإسلامية في عداد الأمم المتخلفة؟

إن كل من ينظر إلى ما يعرف بالأمم المتقدمة يرى أن واقعهم قائمٌ على المؤسسات، وعلى الجماعية في صناعة القرار، بينما واقع الأمة الإسلامية في جميع مجالاته -في الأعم الأغلب- هو قائمٌ على قرارات فردية.

لا ريب أن التقدم والتكامل في أي مجالٍ من المجالات الدينية أو الاجتماعية أو السياسية لا يصنعه فرد أو أفراد قلائل، وإنما تصنعه العقول المشتركة لذوي الاختصاص في هذا المجال أو ذاك. وفي الحقيقة، إن الأمم التي تقدمت علمياً وعملياً لم تتقدم بالقرارات الفردية والعمل الفردي، وإنما لكفاءتها في صناعة القرار الجماعي. حيث أن التقدم العلمي الذي تميزت به الأمم المتقدمة لم يكن صناعة فردٍ واحد، وإنما هو صناعة مؤسسات تمتلك القدرة على العمل المشترك، الذي يتجاوز الذاتيات والأنانيات. وهكذا فيما يرتبط بمواجهة التحديات والقضايا العامة، تجد أن هنالك أطر جماعية منها تنبع القرارات.

 وأمتنا حينما تخلفت علمياً وعملياً لم تتخلف لأنها تفتقر إلى عوامل النهوض، وإنما تخلفت لأنها عجزت عن صناعة القرار الجماعي. وحينما نقول القرار الجماعي، فإننا لا نريد القرار الذي ينبثق من الأغلبية، وإنما مرادنا القرار الذي ينبثق من الشورى كآلية للتداول وانتخاب الأحسن.

إن كل من ينظر إلى واقعنا الديني والاجتماعي يدرك حاجته إلى التجديد والتطوير، وبالخصوص فيما يرتبط بصناعة القرار. حيث أن واقعنا لا يزال يفتقر إلى القدرة على صناعة القرار الجماعي بالشكل المطلوب، فتجد أن كثير من الكيانات والأعمال تغلب عليها الرؤية الفردية والعمل الفردي، والذي هو بطبيعة الحال عاجز عن أن يصنع كل شيء.

  • بصائر الوحي في الشورى

حينما نرجع إلى آيات الشورى في القرآن الكريم نجد أنه يؤكد على صناعة القرار الجماعي من خلال تأكيده على مفردة الشورى. بل إنه يكفي أن سورة من سور القرآن الكريم جعلت باسم الشورى تأكيداً على هذه المفردة الهامة في قيادة شؤون الأمة والمجتمع الإيماني. وهاهنا عدة بصائر نستوحيها من آيات الشورى:

ألف: الشورى وقيادة الأمة المؤمنة

القرآن لم يكتفِ بجعل الشورى في العلاقة الأخوية بين المؤمنين، وإنما جعلها قاعدة عليها تقوم الإمامة للأمة الإسلامية، فضلاً عن ما هو أدنى من المستويات. ولهذا نجد أن الله سبحانه أمر نبيه بالشورى لكونها تزيد من تلاحم المجتمع حول قيادته الرسالية.

قال تعالى: (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ)[1] هذه الآية لها سياقٌ واحد، وهي تبين الصفات التي ينبغي على القيادة أن تتحلى بها من أجل احتواء الأتباع، بصرف النظر عن موقع هذه القيادة، سواءً كانت هذه القيادة اجتماعية، أم كانت قيادة على شأنٍ من الشؤون الدينية، أم كانت مرجعية دينية وقيادة عليا بالنسبة للأمة. وهذه الآية تؤكد على عدة صفات:

(فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ) حيث كانت شخصية الرسول لينة مع أصحابه وأتباعه، وهكذا ينبغي على كل من يتصدى إلى قيادة شأنٍ من الشؤون الدينية أو الاجتماعية أن يتحلى باللين وسعة الصدر. أما إذا كان القائد غليظاً في تعامله مستبداً في آرائه من الطبيعي، فإن هذا سينعكس سلبياً على من هم حوله :(وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ). ومن الطبيعي أن من يتصدى للقيادة قد يتعرض إلى الإساءة ممن هم حوله، ولهذا هو بحاجة إلى أن يتصف بالعفو والتجاوز متى ما صدر منهم الزلل :(فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ) ثم تبين ضرورة إشراك الأتباع في صناعة القرار :(وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ) حيث أن الشورى وإشراك الأتباع في صناعة القرار يساعد بشكل كبير على تنفيذه، بل إن الشورى لها آثارها التربوية، حيث أنها تجعل من الأتباع يتحسسون مسؤولياتهم، ويفكرون في شؤونهم بجدية. ثم تبين الآية: (فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ) حيث أن القيادة الرسالية تبقى فوق كل الآراء التي تطرح من أهل الشورى، فليست وظيفة القائد أن ينسق بين الآراء، وإنما من حقه أن يتخذ القرار الحازم بناءً على بصيرته ورؤيته للأمور. [2]

وعن معمر بن خلاد عن الإمام الرضا قال: (هلك مولى لأبي الحسن الرضا يقال له سعد، فقال أشر علي برجلٍ له فضلٌ وأمانة. فقلتُ أنا أشيرُ عليك؟فقال شِبهَ المغضب: إن رسول الله كان يستشير أصحابه ثم يعزمُ على ما يريد).[3]

ولهذا ليس من الصحيح أن تغفل القيادة الدينية عن تطبيق مبدأ الشورى مع الأتباع، بل في كل دائرة من دوائر العمل الديني ينبغي أن يكون هناك إطارٌ للشورى حتى بين العلماء والفقهاء، حيث أنه فيما يرتبط بالقضايا العامة والتحديات المصيرية التي تواجه الأمة المؤمنة لا بد من شورى الفقهاء، حيث ينبغي أن يشكل إطارٌ موحد للتخطيط والتفكير الجمعي من أجل مواجهة تحديات الأمة.

باء: صفات أهل الشورى

قال تعالى: (وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ)[4] المجتمع الإيماني حتى يتمكن من تطبيق الشورى لا بد أن يتصف أفراده بمواصفات هي التي تؤهلهم إلى الاشتراك في صناعة القرارات العامة؛ المرتبطة بواقع العمل الديني أو الاجتماعي.

قال تعالى: (وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ) حيث أن أهل الشورى هم أولئك الذي استجابوا لقيم الرسالة، ولهذا كان تحركهم من أجل خدمة الدين والمجتمع، فأفراد الشورى كلهم على خط واحد ومسيرة واحدة، وهي الاستجابة لله سبحانه ولقيم الرسالة. (وَأَقَامُوا الصَّلاةَ) أي حققوا في داخلهم روح العبودية الخالصة لله سبحانه. لأن الصلاة إذا كانت خالصة لله سبحانه، فإنها تشكل الضمانة في تفكير الإنسان وتوجهه في الحياة. بل إنه ليس الجميع يمتلك الاستعداد النفسي للتشاور مع الآخرين، وإقامة الصلاة بحقيقتها هي التي تقتلع المرض الداخلي حتى يصبح الإنسان مهيأ للتشاور مع المؤمنين. (وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ). حيث أن المؤمنين كتكتل وتجمع حتى يتمكنوا من النهوض بواقعهم الديني والاجتماعي ومواجهة التحديات والقضايا العامة لا بد من تطبيق مبدأ الشورى، وهذا لا يكون إلا من خلال إطار جامع يوحدُ كلمتهم.

جيم: الشورى وإتباع الأحسن

قال تعالى: (الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الأَلْبَابِ).[5]حيث أن أولي الألباب وأصحاب العقول لا يكتفون بإتباع الحسن في حياتهم، وإنما هم دائماً يتطلعون إلى إتباع الأحسن. وفيما يرتبط بقيادة الواقع الديني على جميع مستوياته هنالك حسن، وهنالك أحسن، وحتى تصل القيادة الرسالية إلى الأحسن لا بد لها الشورى.

قال تعالى: (وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الأَلْوَاحِ مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْعِظَةً وَتَفْصِيلاً لِّكُلِّ شَيْءٍ فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُواْ بِأَحْسَنِهَا). حيث أن رسالات الله هي رسالة متكاملة جاءت لتبين كل ما تحتاج إليه البشرية :(وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الأَلْوَاحِ مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْعِظَةً وَتَفْصِيلاً لِّكُلِّ شَيْءٍ) ولهذا لا بد للقيادة الرسالية أن تتمسك بالرسالة بكل قوة :(فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ) (وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُواْ بِأَحْسَنِهَا)[6]تقييم الأحسن من الحسن ليست مسؤولية فرد، وإنما هي مسؤولية الأمة، وهذا لا يكون إلا بالشورى والقرار الجماعي. فالتجارب لا بد أن تتراكم والخبرات لا بد أن تتلاقى وتجتمع حتى يتمكن المؤمنون العاملون من صناعة القرارات الأحسن، والتي تعود على المجتمع بالنفع والخير.

البعض قد يتصور بأن اختيار الأحسن الذي ينفع الناس هو مجرد حق إن شاء أخذ به وإن شاء تركه، ولكن في الحقيقة اختيار الأحسن الذي به النفع للمؤمنين وللعمل الديني هو مسؤولية وأمر مطلوب على من يتصدى لقيادة المجتمع، لأنه كلما كان القرار أحسن وأصوب كلما كان النفع أتم وأشمل.[7]

  • محاسن الشورى ومساوئ الفردية

وصناعة القرار تارة تكون من خلال الشورى ومن خلال آلية جماعية، وتارة تكون من خلال رؤية فردية هي التي تصنع القرار بعيداً عن الأطراف الأخرى. والشورى لها محاسنها، كما أن الفردية لها مساوئها، وفي الحقيقة، المجتمع المتعقل الذي يتطلع إلى النهوض هو الذي ينتخب النظام الأحسن والأكمل، والذي به صلاح واقعه. وهنا من الضروري أن نقف على بعض محاسن الشورى والقرار الجماعي، وعلى بعض مساوئ الفردية في اتخاذ القرار.[8]

أولاً: تكامل الأدوار:

حيث أن العمل القائم على الشورى يتيح الفرصة لتكامل الأدوار، بخلاف العمل الذي يتمحور حول فرد واحد أو أفراد قلائل، من الطبيعي أنه لا يتمكن من التكامل والتطوير المستمر. وحينما نأتي إلى أي إطار عمل في واقعنا الديني والاجتماعي، سواءً كان هذا العمل برنامج في مسجد، أو مؤسسة اجتماعية، أو مركز ديني، نرى أن الأعمال القائمة على الشورى هي التي تتكامل وتتقدم، بينما الأعمال التي تختزل في فرد أو أفراد قليلة من الصعب عليها أن تتطور وتتكامل.

ومن الطبيعي أن عامل الخبرة له دورٌ كبير في النجاح والكفاءة، لكن كل عمل مهما كان واقعه متقدماً لا يزال تنتظره آفاقٌ واسعة من التطوير والتكامل، والتي من خلالها يتمكن من الوصول إلى أهدافه. إلا أن تكامل الأعمال والبرامج لا يقوم على فردٍ واحدٍ أبداً، أو على رؤية واحدة، وإنما على القرار الجماعي الذي تتلاقى فيه الآراء والخبرات.

 ثانياً: العمل الجماعي:

حيث أن العمل القائم على الشورى يزرع في أفراده روح العمل الجماعي، بينما حينما تتحكم الرؤية الفردية على الواقع تغيب الروح الجماعية عن واقع العمل، إلى أن يصاب العمل بالشيخوخة إلى أن يموت. ولهذا أي كيان تقوم سياسته على فردٍ واحد، هذا الكيان لا يمكن أن يستمر، بل وإن استمر هذا الكيان طيلة حياة قائده، فإن تلك السياسة حتماً ستتغير بعدها.

وهذا ما يصدقه الواقع، حيث أنك تجد أن الكيانات السياسية التي تقوم على رؤية فردية لا يكتب لها عمرٌ طويل، وبمجرد رحيل أصحابها ومؤسسيها تجد أن تلك السياسة يعرض عليها التغيير والتبدل، بخلاف الأنظمة القائمة على الديمقراطية والقرار الجماعي فهي أكثر استقراراً بطبيعة الحال.

وهذا الأمر كما يصدق في الواقع السياسي، هو يصدق أيضاً على غيره، أي عمل يقوم على الفردية والاستبداد هو يعمل عوامل فنائه في داخله، سواءً كان هذا العمل دينياً أو اجتماعياً أو سياسياً، وهذه سنة طبيعية أن الحياة لا يمكن أن تختزل في شخصٍ واحد، أو أشخاص قلائل.

ثالثاً: توحيد الاتجاهات وكسب الأصوات:

ألف: حيث أن الواقع الديني والاجتماعي ليس لوناً واحدة أو طريقة واحدة، وإنما هو قوى متعددة لها آراؤها واتجاهاتها. والشورى هو الآلية التي من خلالها يتمكن المجتمع من توحيد الاتجاهات المختلفة في إطار القيم والمبادئ، بينما حينما تسود الرؤية الفردية التي لا تجيد التعاطي مع الأطراف الأخرى، من الطبيعي أننا سنحتفظ حينها بتشرذمنا وتفرقنا.

في السياسة، العلاقات الدولية قائمة على التحالفات التي تؤسس من أجل تحقيق أهداف سياسية واقتصادية وأمنية. حلف الناتو مثلاً والذي هو تحالف بين دول غرب أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية، أسس من أجل مواجهة التحديات الأمنية من قبل السوفيت.

فالأهداف السياسية والاقتصادية والأمنية للدول، تتحقق من خلال التحالفات. وفي السياسة الدول تجتمع حول مصالحها، بينما في واقع العمل الديني والاجتماعي العاملون تجمعهم القيم والمبادئ، والمفروض أن القيم والمبادئ تجمع المؤمنين أكثر مما تجمع المصالح أصحابها، لأن المصالح تتغير وتتبدل، بينما القيم ثابتة.

باء: بل إن الشورى لها دور كبير في كسب القلوب والأصوات، لأنك حينما تستشير أحداً، فإن هذه المشورة تبعث بموجة من الإحساس بالاحترام في نفسه، ولهذا أنت تكسب قلبه وصوته إلى جانبك، بل لو كان معارضاً ومخالفاً لك فإن هذه المشورة قد تجعل منه محايداً بالنسبة إليك. بخلاف الرؤية الفردية، والتي قد تتسبب في خسارة كثيرٍ من الأصوات. هنا البعض قد يقول بأنني قد لا أكون مضطراً لاستشارة هذا واستشارة ذاك، ولهذا لا يضير أن أخسر أصواتهم أو دعمهم وتأييدهم، بطبيعة الحال الإنسان حينما يستشير الآخرين فهذا لا يعني أنه مضطرٌ لتنفيذ آرائهم.

حينما نطالع سيرة الرسول الأعظم نجد أنه كان يستشير أصحابه في مواقف كثيرة، مثل في واقعة بدر أو في واقعة الأحزاب، وكانت تلك المشورة لها أبلغ الأثر من الناحية النفسية على قلوب الأصحاب.

رابعاً: تفجير الطاقات:

حيث أن الأعمال القائمة على الشورى هي التي يتاح فيها المجال للآخرين للتجديد والتطوير، وهذا الأمر هو الذي يفجر الطاقات والقدرات. حيث أنه في داخل الإنسان طاقات مخبوءة، حينما يشرك هذا الإنسان في الإدارة وفي القيادة حينها تتفجر في داخله كثير من الطاقات. هذا بخلاف الأعمال القائمة على الرؤية الفردية حيث تحجر فيها الحريات أمام الآخرين.

وصفوة القول إن مراجعة الآيات القرآنية التي تأمر الرسول بالشورى، مع أنه أكمل الخلق عقلاً وعلماً ورشداً، وكذا مراجعة سيرة الرسول مع أصحابه والتي قامت على الشورى، كل ذلك وثيقة شرعي وتاريخية على أن القيادة الدينية بمختلف مراتبها لا غنى لها عن الشورى، وذلك لما للشورى من محاسن، ولما للفردية من مساوئ.

 

[1] سورة آل عمران، 159
[2] من هدى القرآن، ج1، ص478، بتصرف
[3] وسائل الشيعة: ج12، ص44
[4] سورة الشورى، 38
[5] سورة الزمر، 18
[6] سورة الأعراف، 145
[7] من هدى القرآن، ج8، ص401
[8] للتوسع راجع: معطيات شورى الفقهاء، الشيخ فاضل الصفار