سكينة المشيخص: أرفض ما ذكر عن لساني في «تحقيق الشرق» جملة وتفصيلاً

شبكة مزن الثقافية
صورة من مقال مجلة الشرق «زواج المتعة: ايدز ولقطاء وفاحشة»

  تلقت «شبكة مزن الثقافية » رسالة  من السيدة سكينة المشيخص، وهي الكاتبة التي ظهر تحقيق المجلة المذكورة الذي تناول زواج المتعة بعنوان: «زواج المتعة... ايدز ولقطاء وفاحشة بسببه وتحت غطاءه» بإعتبارها إحدى القائمين على اعداده.

هذا نصها:

تابعت والسادة القراء التحقيق المنشور في مجلة الشرق في العدد (1247) الصادر في 7 يناير 2005م الموافق 26 ذو القعدة 1425هـ، بعنوان «زواج المتعة... ايدز ولقطاء وفاحشة بسببه وتحت غطاءه» والذي احتوى على الكثير من التجني على الطائفة الشيعية المسلمة وعدم الموضوعية في تناول موضوع حساس يمس عقيدة وكرامة قسم كبير من المسلمين الشيعة، بما يصل لحد القذف في الأعراض والتشكيك بالممارسات الدينية، وقد أثارني هذا التحقيق تماماً كباقي أخوتي وأخواتي من أبناء الطائفة الكريمة، وإن كنت أفوقهم ألماً جرّاء نشر هذا التحقيق منسوباً لي بالتعاون مع زميل آخر كما لا يخفاكم.

بيد أن الحقيقة لا يمكن حجبها بغربال كما يقول المثل، وقد آن الأوان أن أكشف بعض خبايا ما جرى خلف الكواليس قبل وبعد نشر التحقيق المعني، وذلك بعد أن آثرت في الأيام الماضية وفور صدور العدد المذكور من المجلة اتباع الإجراءات المعتادة في العمل الصحفي من خلال مخاطبة مجلس ادارة المجلة، وطلب تفسير لكل ما جرى من تجاوز على شخصي وما مس أبناء طائفتي من أذىً بالغ جرّاء نشر هذا التحقيق غير الموضوعي والذي أرى أنه لا يستحق النشر على صفحات مجلة تحترم عقول قرّاءها.

ولذا أرى اختصاراً للموضوع أن أطلع السادة القراء على نص الخطاب الرسمي الذي وجهته لإدارة المجلة فور صدور العدد المذكور، والذي يتضمن بدوره اجابة وافية لقدر كبير من علامات الاستفهام التي سيقت في الايام الماضية في بعض المجالس والمنتديات والمواقع الالكترونية رفضاً واستنكاراً للتحقيق المذكور، والذي اعتقد بأنه سيكشف من خلاله الجميع الكثير من ملابسات القضية المثارة التي كثر فيها اللغط والقيل والقال، اقول هذا لا لشيء إلا ابراءاً لذمتي واعلاناً لرفضي المطلق لما جاء في التحقيق المذكور جملة وتفصيلاً، ومقدمة عميق أسفي لجميع أبناء طائفتي إن كنت تسببت من حيث لا أعلم ولو بقدر يسير وغير مقصود في ما تم استغلاله ظلماً لإيذائكم ومن ثم ايذاءي بهذه الصورة القميئة التي تعلمون.

 

نص الرسالة الموجهة لإدارة «مجلة الشرق» من السيدة المشيخص:

بسم الله الرحمن الرحيم

السادة مجلس إدارة مجلة الشرق المحترمين

عناية رئيس التحرير السيد/ عبد الإله الخناني المحترم

تحية طيبة وبعد...
 
أود أن الفت عناية مجلس الإدارة الموقر ممثلا بشخص رئيس التحرير إلى عدة ملاحظات بخصوص التحقيق المنشور في العدد رقم (1247) الصادر في 1 يناير 2005م تحت عنوان «زواج المتعة.. وهم المتعة: أيدز ولقطاء وفاحشة بسببه وتحت غطائه» والذي أثار ضجة كبيرة لدى قسم كبير من قراء المجلة والمواطنين نتيجة لعدة أسباب سأعرض لها هنا راجية أن أجد لديكم الصدر الواسع والحكمة الكافية في تدارك ومعالجة ما حصل من قصور واضح في تحرير الموضوع، وخطأ فادح في إعداد التحقيق المذكور الأمر الذي أدى إلى أن ينحى إلى اتجاهات خطيرة وبعيدة كل البعد عن المهنية والعمل الصحفي، وذلك للأسباب والملاحظات التالية التي أحببت توجيهها لمجلس إدارتكم الموقر راجية أن يتم نشرها على صفحات العدد القادم من المجلة:

• أولاً: أود بدايةً أن الفت نظركم إلى الخطأ الفادح الذي أرتكب ولا أدري شخصياً من المسئول عنه وذلك من خلال إقحام اسمي عنوةً كمعدة للتحقيق بالتعاون مع الزميل سلطان الطولاني، مع أن الأمر ليس كذلك، أي أني عملياً لست مشاركة في إعداد هذا التحقيق بالشكل الذي ظهر بتاتاً، وبالتالي أعتبر مسألة إلصاق اسمي بهذا الشكل التعسفي تجاوزاً لا أقبله، بل يصل الأمر إلى حدّ التوريط المتعمد حين يكون موضوع التحقيق على هذا المستوى من الحساسية والخطورة.

• ثانياً: يعلم الأخوة الزملاء والسيد رئيس التحرير والزميل الطولاني نفسه بأني لم أكن لأشارك في إعداد هذا النوع من التحقيقات حتى لو كانت المشاركة بالمستوى الضئيل الذي سأبينه لاحقاً، لولا أن العملية كانت على شكل تبادل معلومات بيني وبين الزميل الطولاني، فقد كان الاتفاق بيننا على يقدم لي هو ملف معلومات كنت بحاجة إليها في إعداد ورقة عمل بغرض التقدم بها للمنافسة في مسابقة عربية، في حين طلب هو بالمقابل أن أساعده في إجراء استطلاع رأي لعينات عشوائية من الناس في منطقتنا بغرض معرفة رأيهم حول "زواج المتعة" موضوع التحقيق، دون أن يضمّن أحدنا اسم الآخر سواء في التحقيق الذي يعمل هو على إعداده، أو في الورقة التي أعمل أنا على إعدادها وهذا ما التزمت به شخصياً وأخل به الزميل الطولاني لأسباب أود أن أجد لها تفسيراً من قبل إدارة التحرير بالمجلة.

• ثالثاً: في ضوء ما سبق أقول، يشهد الله وملائكته ورسله أن تربيت في كنف عائلة كريمة علمتني أن أحترم البشر بمختلف ألوانهم ولغاتهم وعقائدهم دون تمييز طبقي ولا ديني ولا طائفي، من هنا أخذتني المفاجأة على حين غرة، متسائلة كيف تجرأ من تجرأ على إلصاق اسمي ضمن معدي هذا التحقيق الصحفي المغرض وهو ينال بهذه الصورة المشوهة والبعيد كل البعد عن الموضوعية عقائد المسلمين من بني طائفتي وأهلي!! وعليه أعلن رفضي التام لما ورد في ذلك التحقيق جملة وتفصيلاً.

• رابعاً: فضلاً عن أني لم أشارك في إعداد ذلك التحقيق بالمعنى الحرفي للكلمة، لم يكن التحقيق بالمستوى اللائق لا صحفياً ولا أخلاقياً بحيث يقبل أي كاتب يحترم قلمه ويحترم عقل القارئ أن يكون من معديه، وذلك من حيث افتقاده لأدنى مستويات الموضوعية في عرض مختلف آراء المتخصصين والمعنيين بشؤون الدين والاجتماع من كلا طرفي الخلاف، إضافة إلى تضمنه مستوى مبالغاً من الإساءة إلى عقائد الآخرين وخلطاً متعسفاً لا مبرر له بين عقائد الناس وبين بعض الممارسات الخاطئة التي قد يرتكبها الكثير الناس في مختلف أرجاء الدنيا بمختلف عقائدهم وأديانهم، وبالتالي إذا كان غاب عن الزميل المحرر فهم هذا المعنى، فكيف فات على السادة في إدارة ورئاسة التحرير أمر الالتفات إلى هذا المعنى الحساس والخطير الذي يمس عقيدة قطاع غير قليل من المسلمين.

• خامساً: كما سبق وأن تحدثت لأحد الأخوة من أصدقاء العائلة حين اتصل مستفسراً عن سبب إدراج اسمي ضمن معدي التحقيق المذكور وعن حقيقة ما ذكر عن لساني، أكرر هنا ما سبق وأشرت إليه في تلك المكالمة الهاتفية وهو أني لم أكن لأنكر يوماً تشريعاً إلهيا أجمع عليه المسلمون ذات يوم، وإن اختلفوا فيه فيما بعد بين مؤيدٍ ورافض، فأنا لست في مقام من يتناول إشكالية القبول أو الرفض لمبدأ زواج المتعة من الناحية الفقهية باعتباره مسألة خلافية شائكة تقع ضمن نقاش المتخصصين من رجال الدين في الأروقة العلمية وحلقات التدريس لا على صفحات مجلات الإثارة والترفيه، ويبقى لي كل الحق كما سائر الناس أن التزم بعقيدتي التي تربيت عليها واقتنعت بها عن علم وبصيرة وان لا تخدشها وجهات نظر صحفية ملفقة عن لساني لا تسمن ولا تغني، فكما أني لا ألزم أحداً باعتناق فكر أو عقيدة معينة فلا يجب أن يصادر مني غيري مثل هذا الحق، أقول هذا لأن كل من أطلع على التحقيق المعني يتبادر إلى ذهنه نتيجة لإلصاق اسمي أعلاه كما لو أني مقتنعة كل الاقتناع بكل ما ورد فيه من تجنٍ فاضح وتجاوز للحقيقة، وكل هذا غير صحيح بالمرة فأنا مسلمة أؤمن بالله جل جلاله رباً وبمحمد صلى الله عليه وآله نبياً، شيعية على مذهب آل بيت النبي محمد عليهم السلام على ذلك ولدت وعليه أموت وعليه أبعث حية يوم القيامة.

• سادساً: أود الاشارة هنا الى أني وفور نشر التحقيق المذكور تحدثت هاتفيا مع السيد عبد الرحمن الفلاج "مدير التحرير" الذي أبدى عميق أسفه لما نشر، بل ذهب بعيداً في ذلك حين أبدى استعداده لتقديم الاعتذار عن التحقيق المنشور لأي شخصية شيعية في المنطقة مهما كانت، بيد أني أجبته بأن إعتذاره هذا ليس كافياً، وأن المطلوب هو اتباع ألأعراف الصحفية العالمية ازاء ما يشبه قضيتنا المثارة الآن، وذلك من خلال تقديم اعتذار علني على صفحات المجلة عله يعيد بعض الإعتبار للمتضررين المعنيين بالأمر.

• أخيراً: من هنا أتقدم رسمياً لمجلس الإدارة الموقر بطلب تقديم اعتذار رسمي وعلني على صفحات المجلة عما لحق بي شخصياً من أذى نفسي وإرباك مسّ حياتي الخاصة نتيجة وضعي في موقف لا أحسد عليه من الناحية الصحفية والعائلية والاجتماعية، والا فسيكون خطابي هذا مثابة خطاب الاستقالة -غير آسفةٍ - من العمل لذى المجلة، مع الاحتفاظ بحقي المطلق في اتخاذ أي إجراء لاحق قد أقدم عليه بغرض رد الاعتبار لشخصيتي والتعويض عما لحق بي من ضرر.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

سكينة المشيخص/ القطيف

  يمكنكم متابعة كامل المقالات حول ( تحقيق الشرق ) عبر شبكة راصد الأخبارية