شكري الرضوان ( الحسيني )

قصيدة ألقيت في ليلة الختام لفاتحة الشهيد شكري الرضوان

شبكة مزن الثقافية

 

 رسمتُ على السطر قلباً
وأتممتُ مدَّ الشرايين ِ لهْ
وفي غفلةٍ من عيون القمرْ
وقدْ أسدلَ الليلُ أستارهُ المظلمة
جثا القبحُ فوق صدر الإخاءْ
وحزَّ مواويلهُ وقطعَ أوتارَ ألحانهِ
فيا للدهاءِ ويا للغباءِ ويا للتعاسةِ
كيف نمتْ بيننا خصلةٌ مثلُ هذهْ
في واحةٍ للحسينْ
 وفي جنةٍ للإله  
وكيف بنتْ عشها فوق أغصاننا
ولاكتْ عناقيد كرمٍ
وباضتْ على خدِّ أزهارنا مثلها
 
إلى أن تكاثرَ في مائنا شرُّها المستطيرْ
فها أنا قدْ تبتُ عن رسم قلبٍ
على أيِّ سطْر جديدْ
لئلا ... لئلا ... لئلا .... !
 
 
 فلنْ أرسمَ اليومَ في السطر قلباً
أخافُ السكاكين أن تنهشهْ
ولكنْ سأعمدُ للوحة السابقة
سأرسمُ وجْهاً من الحبِّ
ذا وجنتين من الوردِ أحلى
جبيناً تطرزه ثفْنة الساجدينْ
وعينين تتسعانِ لهذا الوجودْ
سأرسمُ فيه الشفاه التي تصنعُ
البسمة الرائعة ...!
 
غداً عندما تصبحونَ تعالوا إليَّ
ومدوا يدَ العونِ لي
فلستُ الوحيد الذي أتقنُ الرسمْ
فأنتم لديكم صورْ
وأنتم تضيفون ألوان شكري
إلى لوحةِ الشعراءْ . 
  
   
سأرسمُ في الليل وجه قمرْ
فهاتوا مصابيحكم
خذوا قبساً منهُ للعتمة القادمة
سأرسمُ شكري على صفحات القلوب
بريشتكمْ فاحرسوهْ .
 
سأرسمهُ حاملاً بيرقاً للحسين
سأرسمهُ باكياً زينباً ويتامى الحسين
سأرسمهُ ، وفي كفهِ قِربة لعطاشى الحسين
فألقوا عليه السلامْ
  
فمنْ سوفَ يأتي معي ؟
نقبلُ كلَّ جهاتِ التواضعِ في جبهتهْ
ومنْ سوف يأتي معي ؟
لنملأ أوعية الشوقِ منْ دمعتهْ
ومنْ سوفَ يسمعُ منهُ النداءْ
ويجمعُ كلَّ حروفِ التألمِّ من صرختهْ ؟ 
  
 
فشكري الذي مرَّ في نبضات القلوبْ
وشكري الذي عطر أنفاسنا
وشكري الذي شنفَ أسماعنا
وشكري الذي يحملُ أحلامنا
رسولٌ لنا حقق المستحيلْ
رسالتهُ صفحةٌ من نقاءْ
رسالتهُ هالةٌ من بهاءْ
رسالته علمتنا
بأنْ نجعل الدينَ
وجهاً مضيئاً كما أنزلته السماءْ
 رسالتهُ الحبُ فاعجبْ لهذا الصفاءْ
  
 
تدينهُ كانَ عشقاً سمواً
محا من قواميسهِ الكرهَ والبغضَ
 كما فعلَ الأنبياءْ
 
محا من تضاريسنا كلَّ لغات التعصبِ
هذا الذي سنه الأولياءْ
لذا جمعَ الفذُ ما شتتهُ مواسمُ
ذاك الخريفِ وهذا الشتاءْ
 
هو الرمزُ فاتخذوهُ هوى
أو أنصفوهُ رؤًى
فقدْ صيَّرَ الدين في صدرهِ
واحةً للقاءْ 
  
سأرسمُ شكري على شاطئ ٍنورساً
نسيماً وخفة موج ٍ وماءْ
 سأجعلهُ على لوحة الشعر بيتاً
تحجُ إليه القصائدُ في كل يوم ٍ
وتبحثُ عنه الدواوينُ في
كوكبٍ منْ سناءْ
 
تعالوا معي فأنتمْ قرأتمْ محاسنهُ
وأنتمْ جمعتمْ لنا مفردات الشعور
وصغتم حروفَ البكاءْ
 
فأنتم بدمعتكم وأنتم بآهاتكم
وأنتم بأناتكم شعراءْ
   
  
أنا مفلسٌ أيها الفاقدونْ
تلعثمتُ في حضرة الفقدِ
أشكو ارتباكَ النصوص ِ
فلمْ تبخلوا ...!
 
 مللتم عليَّ القوافي
فدونتها دون تنقيح حرفٍ
لأني أرى الصدقَ في قسَمات الوجوهْ
وأسمعُ نبض القلوب التي في الصدورْ
تدندنُ : شكري وشكري وشكري
فشكراً لكم كل هذا العطاءْ
وشكراً لكم كل هذا الرثاءْ
وشكراً لشكري على كل تلك الدماءْ