التسامح يقي من الامراض النفسجسمية "السيكوسوماتيك"

كلنا نتعرض لمواقف صعبة وبعضها ربما ادى الى ازمة او صدمة نفسية تترك اثاراً داخلية لدينا، هذه الاثار لاتبدو للوهلة الاولى واضحة بل بعد مضي اسابيع ومن هذه الاعراض المرضية هي مرض السكري الشائع الانتشار او ارتفاع ضغط الدم او قرحة المعدة او التهاب القصبات الرئوي او الطفح الجلدي او امراض القلب, كل هذه الاعراض تسمى الامراض النفسية –الجسمية وتعني انها نفسية المنشأ في اسبابها وجسمية الاعراض في نتائجها . قد تؤدي احياناً الى امراض مزمنة تنتهي الى الموت المحتم لذا فأن دعوتنا ترى ان من اساء اليك لاتواجهه بالعنف او الاعتداء او العدوانية المبررة او غير المبررة انما بالتسامح ونبذ الكراهية ، فالكراهية كما يصفها علماء النفس الانساني بأنها ورم خبيث في دواخلنا ، فما ان يكبت الشخص غضبه , ادى ذلك الى امراض عديدة ومتنوعة .

اما لغة التسامح , فهي لغة الحوار واحتواء الغضب , لغة كف العدوان وقمعه , فما ان يلجأ اليها الانسان العاقل ابعد نفسه عن التعرض للامراض وبذلك فهي وقاية من مرض اكيد . اظهرت الدراسات النفسية ان الاشخاص الاكثر قدرة على السيطرة على انفسهم والتحكم في حياتهم هم الاكثر انتاجية والاكثر سعادة ورضى بحياتهم .

ان التسامح يزيل سرطان الكراهية من نفوس الناس ويقدم لهم الدليل ايضاً على ان العظماء من الانبياء والمصلحين والمؤمنين ذاقوا المر من اجل التسامح , ودعوا الى نبذ التعصب والعنف الذي يعمي العقول قبل العيون ويولد المشاعر السلبية تجاه ابناء البشرية عموماً ثم ينتهي الى نبذ الاخر ولو كان من نفس الدين وان اختلف معه في المذهب ، وعلينا نحن البشرية ان نتحلى بروح التسامح لا بروح التغاضي او النسيان او التصالح مع الاحقاد الدفينة ، فالتسامح هو فعل من مجني عليه تجاه المسئ واساسه التحول من موقف سلبي الى موقف ايجابي .

ان البشرية اليوم تموج تحت وطأة الكراهية وتعميق السلبيات الناجمة عنها ، فالبعض منا يكره اخيه المسلم من المذهب الآخر لا لانه كفر او ارتد بل لانه اختلف معه ، والحال نفسه مع اصحاب الاديان الاخرى ، فعلينا ازالة السلبيات من خلال فحص افكارنا ودوافعنا ومشاعرنا ثم بعدها نبدي تعاطفنا مع من سبب لنا الالم قبل ان نبدأ في تعلم كيفية التسامح معه ونتحرر من افكارالماضي , وليعلم الناس جميعاً ان التسامح مهارة من الممكن تعلمها مع شئ من التدريب وصقل هذه المهارة بدون تكلفة مادية وانما بالابتسامة الصادقة وبذلك نتفق مع قائل هذا المثل : انه في افضل الحالات يتم اختيار رؤية اخرى للحياة .