حكاية القلم

حين أكتب في آل محمد أشعر بأن لقلمي علي خلافا و كأن فيه عاطفة بنوازعها. فهو يجاذبني نفسه تاركا بناني فاقدا للقرار و كأنه يفقه ما يلوج خلف أضلعي من كلمات. طالبة من بنات أفكاري أن تجذبه من حين إلى حين عله يقر في راحتي.  ليستقيم و يمطر بعض بعيض فضائل آل محمد عليهم الصلاة و أتم التسليم.

و لكني أراه الساعة مرتبكا متلبدا بعض الشيء تمشي به يدي مصورة شيخا فان مدعوم على عصا.يراه الرائي مترنحا فيحسبه يرتعش و لا يمشي..

سألته ..ما بك يا قلم؟ فرد قائلا مابي سوى الضجر مما يمليه علي قلبك الضيق الحرج الذي لطالما هاب الشيطان و ملكه على مساجده فغدا تابعا إياه كما يتبع الظل صاحبه وقت الغداة. فصاحبته طريقه المظلم و تجاذبت معه هرطقته  فغواك و غواك فظلمت نفسك.و أصبحت تستجدي الرزق من المرزوقين و أمسيت مهتما فصار الفقر إلى الرحمة ممثلا بين عينيك ومالئا لقلبك.تنادي في ظلمة الليل :من أين ؟ و إلى أين؟و كيف أحتال؟و من لي؟و ما أصنع؟ و من أين أطلب؟و من يعود علي؟خائفا شماتة الأعداء و كارها حزن الأصدقاء متناسيا السبيل بعد السبيل و الخيرة بعد الخيرة. فيا تاركا سبل الأطهار اتخذ قلما سواي و أكتب فيمن تعتقد و اتركني و يقيني في آل محمد.فما أظنك قادرا على الاتكاء علي.

فحسبت أن قلمي لا يتمنى إلا أن يكتب بغير يدي على أن لا يكون مايخط من رسائل إلا من قلبي أنا.فهو رفيق الدرب في رحلتي إلى العترة الطاهرة.

يود لو يكون في يد الصالحين دلوا يستخرج من نبع قلبي أعذب المعان و أبلغ الكلام. و كأنه يعقل و يتلو معي فضائلهم المالئة لكل سطر حوته وريقاتي.

سأدعوه أخرى.قلمي؟ أما زلت غاضبا؟ألا  ترق لحال صاحبك  المذنب الفقير.أم نسيت قول أمير المؤمنين عليا عليه الصلاة و أتم التسليم لا تأيسن مذنبا قط..أما كنت توا تذكرني بحب الآل ؟ أم أنك من أولئك الذين يعبدون الله من حيث يريدون لا من حيث يريد.منتقين زخرف القول و هم أبعد ما يكونون عن الحق. أقدم و استلقي تحت أنفاسي و تلقف ما يهوي من شهد شفتي.فكر قليلا و أرفق بحالي .لكأني  أراك و الله نفسا معلقة بين أصابعي تحب و تشتاق.

ما عساك تكتب يا قلمي ..و أنت ذاهل في راحتي و قد غلبك السكر من أنفاس لطالما شربت حب الآل حتى ثملت. أقدم و لا تكن كالميت من إفراط هذه الحياة كلها عليه.و لكنه مازال مترفعا على الوجود كله.

تعقل يا قلم و لا تكن عونا للدهر على رفيق دربك. كفاني ما جنت يداي على نفسي . عد إلي و اطرد عني تلك الملالة التي غزت جناني. أم أنك ستتركني و أنا الذي لطالما احتضنتك بين أناملي حتى لكأني أما تسقيك أعذب القول و أثمن الكلام .علني أراك تكبر أمام ناظري لتخطوا خطواتك الأولى على صفحات هذه الأوراق.

أوا تتركني الآن و أنت الواسطة بين قلبي و آل محمد؟

تعقل و أقدم فوالله ما أراني لأحرفي  في نور مدادك إلا مودعا. فلا تكن لذلك المداد سجان. و أأذن له بالخروج على صفحات المادة. و أعدك بأني سأكون منذ اللحظة لله شاكرا .و أني  سأقدم آلة الحرمان بين يدي.و أسأل الله مالا أستحقه.و أدعوه ما لا أستوجبه.و سأتضرع له بما لا أستأهله . و لن يخف عليك حالي و إن خفي على الناس كنه معرفة أمري.فقط لأعلمك بأن لي ربا رحيما و دودا لم يغلق على ذاته بابا تبعده عن عبيده و إن كانوا أذنب المذنبين. و انه سيكون معي عليك حين أرتقي و أكون من التوابين و المتطهرين. عندها فقط سترى كل أقلام الدنيا تستجدي أحرفي فأنا الذي لم أعتد فراق الآل. لذلك أقدم إلي الآن و كفاك لي إذلالا . و أعدك بأني نشرت صفحة بيضاء و غطيت بها رين قلبي و سواد أفعالي. فكن رفيق دربي و لا تكن ممن كادني فدعوت الله عليه أن يكده .

 و أخيرا. عاد قلمي واحتضن بناني و أمطر الأوراق غزلا في آل محمد. و بدأنا بالصلاة عليهم طريقا غير الطريق الذي كان منا. و الآن!! اعلم يا قلمي بأنك وعظتني سابقا فلم أتعظ و زجرتني عن محارم ربي فلم أنزجر.

ولكني اليوم أعلن توبتي  طالبا من ربي أن يرحم ذلي بين يديه. و تضرعي إليه. و وحشتي من الناس. و أنسي به فهو الكريم و أنا عبده و ابن عبده .أتقلب في قبضته.فيا ذا المن و الفضل و الجود و الغنى و الكرم اهد قلمي و اهدني و ارحم ضعفي و شيبتي من النار يا كريم..و أجمع بيننا في دار الدنيا و لا تفرق بيننا أبدا.