كهرباء .. بنزين .. حزام ناسف

مفردات يومية في قاموس المواطن العراقي، تفخخ واقعه بكل ما فيه من احلام وآمال وطموحات ورغبة في الحياة!!

فالكهرباء، ذلك المخلوق الجميل العصي على الفهم، والذي هو حق طبيعي لكل انسان يعيش في الالفية الثالثة عصر التكلنولوجيا والتطور العلمي والحضاري، ارهابي يحرم اطفالي من حقهم في مشاهدة برامجهم المفضلة او الاستمتاع بالهواء البارد او الانارة فيرغمهم على الحلم بكل ذلك، وسط توقعات الجميع ومنهم نحن اولياء الامور بان يكونوا طبيعيين واسوياء مقارنة بغيرهم من اطفال العالم!!

والبنزين في بلد البنزين، ارهابي ايضا!

ففي  الوقت الذي نتطلع الى جلسات البرلمان في الساعات الاقل من القليلة من توفر الطاقة الكهربائية الدائرة حول تعديلات الدستور بعيون ملئها الترقب لما ستكون عليه التعديلات، يصعقنا – ليس التيار الكهربائي – وانما شحة الوقود من بنزين وكاز اضافة الى ارتفاع اسعاره، فسائق التكسي لا تكفيه الالفين دينار التي كان يأخذها من المواطن المسكين الذي قد يملك راتب شهري متواضع او قد لا يملك هذا الراتب، ويطالب بالثلاثة الالاف وربما في الايام القادمة اربعة او خمسة لانه يقضي ليلتين او اكثر مبيتا في محطة البنزين ليتمكن من ملأ سيارته التي هو ايضا يعيل عائلته المسكينة من مواردها المتواضعة!!

لذلك شعرت بالالم يحفر اخاديده في قلبي وانا اتشاجر قبل يومين مع سائق تكسي طلب مني الفين ونصف توصيلة لمكان لا يتعدى 300 متر، وعندما غضبت قال لي: "سامحيني يا سيدتي ماذا نفعل، ننام ليلة او ليلتين لكي نملأ سيارتنا. انا اسف واشعر بالخجل من المواطن عندما اطلب منه هذا المبلغ ولكن ماذا افعل؟"

علما ان العشرين لتر من البنزين يباع خارج محطات البنزين بمبلغ 25000 دينارا في مركز الحلة و بمبلغ 35000 دينار في اقضيتها ونواحيها!!

يا ترى ماذا يفعل المواطن البسيط الذي لا يملك راتبا شهريا؟

وماذا يفعل المواطن الذي يملك راتبا شهريا ولكنه لا يكفي لسد متطلبات المعيشة خاصة للاسر الكبيرة واسعار جميع الاشياء في ارتفاع لا يرحم؟

وماذا تفعل المرأة الفاقدة للمعيل والتي اصبحت في بلد البترول معيلة لاطفالها وكل ما حولها يفخخ الحياة فيها؟

ويبقى الحزام الناسف المفردة الارهابية الاكثر فاعلية على ارض الواقع، فيا ترى هل سنضطر الى اصدار معاجم للمفردات الارهابية؟

ألم يأن الاوان لانساننا العراقي ان يستريح ويتمتع بحياته الكريمة اسوة بغيره من شعوب العالم؟

اظن ان الامر لا يحتاج الى اكثر من اخلاص وشيء من المواطنة وشجاعة لمواجهة الخوف عندما يصبح الانسان هو همنا وهدفنا ومستقبلنا.