لا يستطيع التكفيريون السكوت .. صدقوني..!!

اقرأ للكاتب أيضاً

بالأمس حورب الإمام الحسين و قتل هو وأولاده وأصحابه وأنصاره في كربلاء وقطع رأسه الشريف وداست الخيول الأعوجية على صدره حتى هشمته .. وهو ابن نبي هذه الأمة محمد المصطفى وابن الوصي علي المرتضى وابن السيدة فاطمة الزهراء .. فبالأمس أحرقت خيام الحسين وسلبت وسبيت نساءه .. واليوم تُحارب شيعته ومواليه وعشاق مسيرته والسائرين على خطه المبارك .. يحسب الطغاة أن بفعلهم هذا سيثبطون المسيرة أو سيقتلون روح الولاء له أو سيثنون المحبين عن  نصرته لكن هيهات ذلك ..     

(يأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون)

أقول ..

مادامت روح سيد الأحرار وأبا الثوار أبا عبدالله الحسين تتجلى فينا كأمة أخذت على نفسها العهد بالتضحية والفداء لنصرة الحق وقد استقت مبادئها وقيمها ومفاهيمها من معين النهضة الحسينية الخالدة ومادمنا نيمم رؤوسنا ونرفع أيدينا باتجاه كربلاء ونردد آيات السلام والنصرة للشهيد(لبيك يا حسين) حسيننا الذي كان يقول ذات يوم : (( إني لا أرى الموت إلا سعادة والحياة مع الظالمين إلا برما))

وهكذا فإن روح يزيد وزمرته تتجلى أيضا في التكفيريين الذين أشعلوا نار الفتنة الطائفية في العراق الجريح ويريدون بتلابيبها أن تعصف بالدول المجاورة لاسيما الكويت والسعودية وما جاورها و يُدلل عليه أعمال القتل و الإبادة وهتك الأعراض التي يقومون بها في شيعة أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب في كل مكان .. كما فعلوا ذلك أيضا في أفغانستان وباكستان وغيرها من أراضي وليس بمستبعد حتى في الغابات وبين الأنهار يودون لو يحصلوا على شيعي واحد ليكون بين أيديهم يقطعوه ويمثلوا به ويحرقوه ليقضوا على وقت الفراغ النفسي والروحي الذي هم معذبين فيه ويحققوا آمالهم وأهدافهم ..

هم هكذا .. أخذوا على أنفسهم العهد أن يمزقوا شمل الأمة المحمدية لعلهم يحوزوا على مثل  ملك الري كما كان يحلم به عمرو ابن سعد (لع) وفي قوله أبيات من الشعر بيان على صراع نفسي وعدم ثبات كان يعاني منه وهو أحد حثالات الزمرة اليزيدية الفاجرة ..

أأترك ملك الري والري منيتي      أم أصبح مأثوما بقتل حسين

 ، في الحقيقة هم يعانون من صراع نفسي شديد والله العالم بحالهم؛ فكيف لا تثور ثائرتهم وهم يرون هلالنا الشيعي الذي أصبح نوره يزداد وأصبحت إشعاعاته تصل إلى كل دار تمتلك الوعي والفهم ، لكل دار تبحث عن الحقيقة دون حياد..!!

هذا الهلال الذي كان قد حدثهم به شيطانهم قبل فترة من الزمن و أصبح كالوسواس في صدر ملك الأردن ( عبدالله الثاني) إلى أن أخرج ما بصدره وأفصح عن مقولته التي عنونها تحت اسم (مشروع الهلال الشيعي) حيث أن معظم الكتاب والصحفيين المهتمين برصد التحركات الشيعية (الإيرانية) في المنطقة اعتبروها مقولة حقيقية تكشف حقيقة الأهداف الإيرانية الشيعية في العالمين العربي والإسلامي وأصابتهم الصاعقة حين فكوا طلاسمها ومغازيها من خلال التحديق في التوسع الإعلامي الشيعي عبر القنوات الفضائية وغيرها وعملوا الحوارات والمقابلات في سبيل تحليل أبعاد المشروع الإيراني وفضحه كما يزعمون كما في الحوار تحت عنوان (خفايا مشروع الهلال الشيعي) الذي دار بين أحد أزلامهم وهو المدعى السيد أبو داوود و أستاذهم/محمد يحيى في موقع البينة الذي جعلوا تحت عنوانه مسمى (الموسوعة السنية في الشيعة الإثنى عشرية) والذي قال أثناء حواره عن مسيرة تخطيط الجمهورية الإسلامية في المشروع:

( فى السنوات الاخيرة ظهر الوجه المذهبى الإيراني القبيح فى أفغانستان حيث تحالفت مع الولايات المتحدة الأمريكية التى تسميها بالشيطان الأكبر ضد طالبان "السنية". وممارسات الإيرانين الداخلية كانت تنم عن وجه مذهبي صارخ فتعاملهم مع المسألة الكردية الداخلية لم يكن على أساس إسلامي واسع .. بل نظروا إلى القضية على أنها قضية سنية ومن ثم حاربوا الأكراد من هذا المنطلق. والأقلية السنية داخل إيران تعاني الأمرين وهناك ضغوط شديدة عليها و اضطهاد وقتل لقادتها وأئمتها. وتحالف الثورة الإيرانية مع النظام السوري لم يكن تحالفا إسلاميا، خاصة بعدما تبين أن مشروع النظام السوري ليس مشروعا نضاليا ضد إسرائيل و أمريكا وأن الأمر لا يعدو أكثر من شعارات . وما جذب الإيرانيون للنظام السورى هو حقيقته العلوية النصيرية و بعدها الشيعي وليس نضاله ضد أعداء الأمة كما يزعم )

فليس بمستغرب إذن أن نرى تكفيري يسمع لمثل هذه الأحاديث والأقوال فيتأهب لتفجير نفسه بين صفوف الشيعة المؤمنين ليقول لقائده وواليه ها قد أثلجت قلبك بقتل عشاق الحسين ، وليس بمستغرب أن تطفو على سطح الماء في هذه الحياة فتاوى تكفيرية ضدنا في كل واد كفتاوى ابن جبرين و ناصر العمر وغيرهم من الذين يحرضون على العنف والفتن الطائفية ، كيف لا وهم يرون الامتداد الشيعي يصل إلى جميع أقطار الأرض بتوفيق الله تعالى وبتأييد سرمدي .. كيف لا وهم يرون التوسع الإعلامي الشيعي عبر القنوات الفضائية وغيرها يزداد ازدهارا في نشر الحقائق ودحض الباطل ..

لقد بات التكفيريون في وقتنا الحاضر يحتاجون لمهدئ أعصاب أكثر من السابق وباتوا يبحثون عن وسائل أكثر فاعلية لتحطيم ما أسموه أسطورة الشيعة وطمس نور الهلال الشيعي وهم يتناولون أحاديثهم على الطاولات التي ملت منهم وتحت طاولات الطعام وباتوا يهلوسون حتى في حمامتهم وحتى في مخادعهم ..

فيا أيها الشيعي السائر على درب الحسين .. إن كنت قد حججت إلى الله عبر الحج الأكبر في عرفة .. أو كنت قد حججت بروحك فقط مع حجاج بيت الله الحرام .. أو وربما لم تحج .. ومع كل هذا أقول: لا بد أنك أعلنت الحج مع الحسين في عاشوراء بكل جارحة فيك .. فأنت تتوجه إلى مجلسه لتستمع إلى دروس ومعطيات نهضته العالمية التي تحدثت ومازالت تتحدث عنها كل الديانات السماوية وتترجم معناها ومعنى خلود الانتصار بالدم ..

الأهم من كل ذلك أنك حينما رجمت في الحج فإنك نويت أن ترجم الشيطان الأكبر الذي يمثل (الباطل) بكل المعاني والمقاييس مع تطبيق ومواصلة ما يبرهن إعادة صياغة نفسك وتوجهك مع الله سبحانه وتعالى أي مع الحق وتكمل المسيرة إلى ما بعد الحج لتكون من المحسنين و المتقين المتيقظين لكل ما يحيكه الشيطان من دسائس ومكر للنفس الأمارة بالسوء ..

وكذلك حجنا مع الحسين في عاشوراء يتطلب أن نواصل المسيرة معه بأخذ جمرات الولاء وإتباع خطط الثبات والصمود على خطه المبارك فبحضورنا ونهضتنا لممارسة أدور العمل لله في سبيل الله لإعلاء كلمة الله رجم ليزيد ولأتباعه فهو الشيطان الأكبر في الدولة اليزيدية المعتوهة..

ولندعَ القافلة تسير والكلاب من ورائها تنبح

 محرم الحرام 1428هـ