لماذا نحن مضطهدون؟

اقرأ للكاتب أيضاً

 
سال حبري حمما على أرض الجحيم، فارتسمت معالم لحرب تطحن في جماجم الأرواح... لست أدري أخيال ما تنسج محبرتي؟؟ أم أنني في روح القبر أكتب ما أريد؟؟
لست أدري!! أتنطفئ جذوة الشمس إبان الشروق؟ أم هل تبزغ لؤلؤة القمر قبل الغروب؟؟؟
لست أدري!! أأموت أم أسكت وفي فمي خنجر الذل؟؟ لست أدري!!
هيهات لا.. لا لن أسكت... هيهات من الذلة.
في غياهب الليل أصرخ وحدي وأرتعش، وتنتابني عواصف الآلام، أدور كالتائهة في مهرجانات القدر الدامية، فتنسلخ أحلامي المصونة في اختلاط المتناقضات، ويجثم الهم العميق على صدر الأمل!!

آه يا كربلاء!! يا قربان الحق ويا وعد الصدق، حَرَقتك أبابيل الشيطان فلا أتذكر منك إلا أشلاء تعاتبني عند زاوية التاريخ؛ تردد: مضيت شريد الروح، جريح الفؤاد، وحيد ألوذ بدفء قرآني، وأناجي صهيل الخيل وصليل السيوف... ثم أضيّعُ دربي لأغرق في بحر دمعة حائرة!!

حملت صحيفة الدمع بكفي، أجوب أنحاء السحاب، ليس هذرا ما أنطق وإن سلبت مني فاجعة كربلاء قرار العقل، لكن عقلي يسير بي عبر متاهات الألم، يهيئني لمزيد من الوخزات الموجعة، التهمت الريح بقايا الصحيفة المقدسة، وتكسرت أشلاء قلبي على أرض الطف، وسقطت صحيفة الدمع المعصوبة بعطر الشهادة وعبق الصمود.
في قلبي حديث طويل يطول بامتداد أفق العالم ويبحر في ترهات زمن أقذر من أن يوصف، وتتولد فيّ أحاسيس مقت غاضبة...
في جنون أمسية غزلتها خيوط هذا العالم تخبرني شروح حقائق حظنا العاثر عن جرح يصهر بنار الحقد والثأر اللعين في مليون دار سقيفة!! وليل يسرق من عين النهار بهجة الحلم الشريف، وتخبرني عن أفكاري التي احترقت برماد الوريد!!

لم يحظى الصراط المستقيم منذ أن استقام بوجود هادئ، وتاريخ أئمة الهدى عليهم آلاف التحية والسلام لهو شاهد على ذلك.. ألم يحز رأسَ ريحانة رسول الله صلى الله عليه وآله ثعبانُ بني أمية؟؟ ألم يطال شيعة الحسين عليهم السلام ما طالهم من التشريد والقتل والإرهاب؟؟ وغيرها من الاضطهادات التي هي في الواقع اضطهاد لجوهر أحكام الله، بل اغتيال لوجه الله تعالى عما يشركون، لكن إن كنا على الحق أنبالي إن وقع الموت علينا أم وقعنا عليه؟؟؟ حتما لا، لا نبالي.

لكن يبدو أن ما نعيشه من ظلم واضطهاد ليس سوى غضبة الإله العظيم علينا؟؟ فقد قال جلت قدرته: (ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا) وهذا يؤكد أن من أسباب وقوع الظلم على العباد الإعراض عن ذكر الله والبعد عن تعاليمه الجليلة.

لعل الإعراض عن ذكر الله سبب للجهل والجهل سبب للفرقة والفرقة سبب لاعوجاج مسيرة الأرض وهذا الاعوجاج سبب لأن يحدث زلزالا عنيفا من شأنه أن يولد في الضمائر الواعية دافعا إيمانيا من أجل الحفاظ على استقامة الصراط المستقيم.

  • إني أرى أن السبيل لاستقامة ما اعوج في هذه مسيرة الأرض هو بواوات ثلاث:

الوفاء لدم سيد الشهداء
الوعي بمسؤولياتنا تجاه الطائفة المباركة، لعل عاشوراء تلهمنا دروس وعي الذات والانتفاضة على خبث النفس ولؤمها، فتستطيع حينها أن تميز بين الحق والباطل، وبالتالي امتلاك الرؤية السليمة لحقيقة الإسلام الناصعة.
الوحدة لئلا تغدر بنا الأيام أو يشمت بنا الأعداء فينالون منا.

فهل نحن متمسكون بمبادئ المدرسة الحسينية؟؟

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 1
1
mualyah
[ qatif - saudi ]: 22 / 1 / 2007م - 6:47 ص
السلام عليكم
اثابك الله
في الحق ميعاد وفي الصدق وفاء
كان دينا اراه يوفى بقلمك اختي الكريمه
لازال الكل متمسكا بمبادئ المدرسه الحسينيه ان شاء الله وفقت واناايضا لرؤية قلما كقلمك بوركت ومثابه