المراقد المقدسة أعلام لا تدرس


قال تعالى:( وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ)(الحج: من الآية40)
لا يسع أحداً ذا ذمة دينية إلا أن يشجب ويدين الأعمال الشيطانية التي ارتكبتها تلك العقول الساذجة الخائنة لدينها وأمتها، ونحن مع سائر الغيارى والعقول العالمة من أبناء هذه الأمة المرحومة نستنكر هذه الجريمة النكراء التي طالت مركزاً دينياً من أهم مراكز أهل البيت الكرام، وهو المرقد الشريف لإثنين من ذرية النبي محمد علي بن محمد الهادي وإبنه الحسن بن علي العسكري.

ونحن إذ ندين نعلم علم اليقين أن هناك أيدي لا يروق لها صعود نجم أهل البيت، فهم امتداد لتلك الأيدي المجرمة التي خانت نبيها وتعقبت ذريته واحداً تلو الآخر، حتى قضى بعضهم مخضباً بدمائه وبعضهم الآخر متجرعاً كأس السم. وهذه الطغمة الفاسدة المعاصرة هي امتداد لذلك المخطط اللئيم الذي أبدى إلا أن يتعقب أهل البيت حتى في قبورهم كما فعل المتوكل العباسي تماماً.

وقد خابت مساعيهم طوال التاريخ، وهي خائبة اليوم لا محالة، لأن مثل هذه الأعمال ما هي إلا دليل عجز وفشل، فالقوي لا يتوسل بمثل هذه الجرائم، وإنما يقابل الحجة بالحجة.
ولقد قالتها عقيلة الطالبيين زينب بنت علي بن أبي طالب وهي تخاطب ابن أخيها السجاد بعد مقتل الحسين أثناء الرحيل من كربلاء:(فوالله إن هذا لعهد من الله إلى جدك وأبيك ولقد أخذ الله ميثاق أناس لا تعرفهم فراعنة هذه الأرض وهم معروفون في أهل السماوات إنهم يجمعون هذه الأعضاء المقطعة والجسوم المضرجة فيوارونها وينصبون بهذا الطف علماً لقبر أبيك سيد الشهداء لا يدرس أثره ولا يمحى رسمه على كرور الليالي والأيام وليجتهدن أئمة الكفر وأشياع الضلال في محوه وتطميسه فلا يزداد أثره إلا علواً).لهذا ففي الوقت الذي ندين فيه مثل هذه الأعمال الاجرامية الدنيئة التي لا تدلل إلا على خيبة وغباء فاعليها، فإننا على اطمئنان تام بأن ذلك لا يزيد أهل البيت إلا شموخاً ورفعة، ويجعل من مدرستهم المباركة مدرسة التشيع علماً يرفرف على مستوى العالم. وبناء عليه فإننا لن نقابل هذه الأعمال إلا بالحكمة والرشد، ولن تكون دافعاً لنا للإنجرار وراء الحالة الطائفية المقيتة.