|
|
مقدمة
في كثيرٍ من الأحيان وعندما نذهب لإحدى المجمعات التجارية يلفت انتباهنا تظاهرة غذائية عنيفة في القسم المخصص للمطاعم... تجمهر في غاية الغرابة... ماذا يجري هنا؟... هل نحن في سباق مع الأكل؟ وهل هناك مسابقة لمن يلتهم أكبر قدر ممكن من الطعام ؟
نعم مثل هذه المظاهر كثير، و ينتج منها الكثير من الأمراض وعلى رأسها السمنة وما يتبعها من أمراض كارتفاع ضغط الدم، داء السكري، التهاب المفاصل، تصلب الشرايين، وارتفاع معدل الكولسترول وغيرها.
أعتقد أن هذه الظاهرة ناتجة عن قصور في ثقافتنا الغذائية، فنحن لا نعير لما نأكل أي اهتمام، وإنما أصبح الأكل لمجرد التسلية والمتعة، وغفلنا أن الغذاء الصحي هو أساس الحياة الصحية...
كما أن سلوكنا الغذائي يعاني من ثغرات ساهمت في ارتفاع العديد من المشاكل الصحية وكمثال للسلوك الغذائي الخاطئ الأكل في أي وقت ومن أي صنف كان!
لهذا نحن بحاجة إلى عملية إرشادية في ثقافتنا الغذائية وسلوكنا الغذائي... عملية ترشدنا إلى خطوات التغذية الصحية وتؤكد على ضرورة التغيير السلوكي...
وهذا ما سعيت له في هذه الصفحات المتواضعة حيث أشرت إشارات سريعة إلى ضرورة إمتلاك الوعي الغذائي والصحي فهما السبيل لحياة سعيدة ملؤها النشاط والحيوية.
وهذه الصفحات ما هي إلا مجموعة مقالات كتبتها في فترات ومناسبات مختلفة ونشرتها في العديد من المواقع على الشبكة العنكبوتية (الانترنت) وقد ألح بعض الأصدقاء إلحاحاً شديداً بضرورة إخراجها من فضاء الشبكة العنكبوتية إلى واحة الكتاب والمكتبات.
آمل أن تكون هذه الكلمات مساهمة متواضعة لبث الوعي الغذائي لأبناء مجتمعنا العزيز، كما أتقدم بالشكر الجزيل لكل من ساهم معي في إخراج هذا الكتاب، وأخص بالشكر أخي وصديقي العزيز د.خالد بن علي المدني الذي قام بمراجعته مراجعة علمية، وكذلك أشكر أخي العزيز صادق العسيف أبو جعفر الذي كان ولا يزال يراجع ما أخطه مراجعة لغوية دقيقة.
رضي منصور العسيف
أخصائي التغذية العلاجية
القطيف في 1 رجب 1429هـ
الموافق 4 يوليو 2008 م