الاحساء : دور المرأة الأحسائية بين الواقع و المأمول (منتدى المعيلي الثقافي)
في سابقة هي الأولى من نوعها في الشرقية دشّن منتدى المعيلي الثقافي بالهفوف مساء الأربعاء نسخته النسائية بمشاركة نخبة من المثقفات والكفاءات العلمية والأدبية الأحسائية.
وعلى الرغم من استضافة المنتدى للشيخ عبد الله الياسين متحدثا رئيسيا في الندوة عن «إشكالية فهم النص بين الموروث الديني والمفهوم القرآني» وتقديم الأستاذ يحي العبد اللطيف.
.. إلا أن جل المشاركات كانت عبارة أوراق عمل ومداخلات نسائية لافتة من السيدات اللاتي شاركن من صالون مستقل عبر الصوتية للمنتدى.
وينظر القائمون على المنتدى الى هذه الخطوة باعتبارها نقلة نوعية باتجاه ايجاد مساحة واسعة للمرأة لايصال صوتها وآراءها جنبا الى جنب مع أخيها الرجل.
وضمن هذا السياق انتقد الشيخ الياسين بعض المدارس القديمة في نظرتها القاصرة للمرأة ودورها في المجتمع والتي لا زالت تجد لها صدى لدى البعض حتى الآن في تداخل خاطي بين الثابت الديني والموروث الإجتماعي مما يقف حائلا امام تقدم ورقي ونهوض المرأة.
وجاءت مشاركات الأخوات الفاضلات كما يلي:
• الأستاذة اعتدال الذكر الله «صحفية»:
وتقدمت بورقة عمل بعنوان «المرأة الأحسائية والإعلام»:
تحدثت عن تجربتها الصحفية وطموحاتها في الوصول للعالمية وذكرت الكثير من الأسماء النسائية السعوديات اللاتي وصلن للعالمية وحققن نجاحات كبيرة على المستوى الدولي في الأمم المتحدة واليونسكو وجامعة الدول العربية «سميرة إسلام, باسمة الغريافي, ناهد باشطح, خلية السقاف, فاتنة شاكر, نوال بخش, بثينة النصر نوال اليوسف, منى أبو سليمان وغيرهن الكثيرات».
ثم أنحت باللائمة على بعض المعوقات التي تعتقد بأنها السبب في بقاء المرأة الأحسائية رهن منطقتها وذكرت منها, المحافظة على العادات والتقاليد البالية التي لم ينزل الله بها من سلطان كالخجل من ذكر أسم المرأة واعتبار ذلك سبة وعار, كذلك عزوف المرأة الأحسائية عن الحضور الإعلامي ومرده الرئيس رفض ولي الأمر, الأب والزوج والأخ لما يرى في ذلك من خروج وتمرد على العادات والتقاليد, كما تحدثت عن دور المرأة الإعلامي في صدر الإسلام في الدفاع عن الإسلام وخدمة أهدافه السامية, وضربة مثالا لذلك السيدة الزهراء والسيدة زينب .
وعن تجربتها في تغطية الأحداث والتقارير الصحفية, قالت: أن العمل الصحفي لا يتعارض مع تمسك المرأة بدينها وحجابها وأداء دورها في البيت, فقد قمت بتغطية حادث حريق القيصرية وأنا في البيت حيث اتصلت بعدد من المسئولين لمعرفة تفاصيل الحادث, كما أرسلت أحد أقاربي لالتقاط بعض الصور.و في نهاية حديثها تساءلت الأستاذة اعتدال, لماذا لا تستطيع المرأة الأحسائية مجارات قريناتها في المناطق الأخرى؟
• الأستاذة سعاد الجاسم «معلمة - باحثة تربوية»:
وتقدمت بورقة عمل بعنوان «دور المرأة الأحسائية الاجتماعي والثقافي»:
تحدثت خلالها عن إخفاء دور المرأة بسب الموروث الثقافي في مجتمع محافظ من الدرجة الأولي, وعدم وجود من يتبنى المواهب والقدرات النسائية.كما أشارت إلى وجوب تفعيل دور الجمعيات الخيرية والمنتديات الثقافية في الرقي بمستوى المرأة.
• الأستاذة تهاني الصبيحة «معلمة - أديبة وكاتبة»:
وتقدمت بورقة عمل بعنوان «واقع المرأة الأحسائية»:
عدم مبالاة الرجل بدور المرأة. عدم إتاحة الفرصة للتعبير عن رأي المرأة. اقتصار الأندية والمنتديات والدوريات على الرجال. عدم وجود من يتبنى مواهب المرأة.
كما تمنت الصبيحة أن تشارك المرأة في جميع قضايا مجتمعها جنبا إلى جنب مع الرجل ومحاربة الواسطة والوجاهة الزائفة. كما أنها لا تجد أي عيب في ذكر أسم المرأة مع سمو المشاعر من أجل تحقيق الأهداف السامية.
وفي ختام حديثها طالبة بكل قوة, بحصانة للمرأة الأحسائية الشاعرة والأديبة والمثقفة, كما طالبة بتأسيس ناد متكامل لهن في الأحساء.
• الأستاذة ليلى الشواكر «ناشطة اجتماعية- شاعرة وكاتبة مسرحية - رئيسة القسم النسائي بفرع جمعية البر الخيرية- مركز الشعبة المبرز»:
وتقدمت بورقة عمل بعنوان «دور المرأة في خدمة المجتمع»:
أهم ما جاء في محاورها:
• دور المرأة في خدمة المجتمع.
• التكامل والتكافل الاجتماعي.
• العمل التطوعي الخيري وضرورة مشاركة جميع أفراد المجتمع فيه.
كما أبدت أسفها لعدم وجود من يساعدها في تفعيل بحثها الميداني عن المشاكل الاجتماعية «مشاكل بلا حلول», مطالبة أخواتها النساء بالانخراط والمشاركة في العمل التطوعي الخيري, حيث الملاحظ بعد العنصر النسائي وعدم تفاعله مع هذا النوع من العمل الاجتماعي. كما طالبت أيضا بتعاون أكبر بين جميع فروع الجمعيات الخيرية.
وأشارت السيدة الشواكر إلى بعض معوقات العمل الاجتماعي في طريق المرأة, كونها امرأة في مجتمع ذكوري دائما ما يشير إليها أنت امرأة؟؟؟
وفي نهاية الندوة جاءت مداخلات الأخوة والأخوات ضمن عدة محاور واشكاليات كان أبرزها:
• عدم الاعتراف بنضج المرأة ورشدها.
• عدم استقلال المرأة ووصاية الرجل عليها.
• الظلم الاجتماعي على المرأة.
• استعباد الرجل للمرأة.
• مستقبل المرأة في المملكة.
• مازال الرجل العائق الأول في وجه المرأة.
• سرعة الحراك الثقافي وشرعنته.
• وجود مشهد ثقافي رائع في الأحساء.
• إنعاش حال المرأة ووجودها.
• عدم ممانعة كثير من الرجال ظهور المرأة إعلاميا.
• عدم وجود الفاعل الحقيقي والرئيس في التغيير لوضع للمرأة الاجتماعي.
• مساندة سماحة الشيخ الياسين للمرأة.
• على المرأة المبادرة الجادة في الأخذ بزمام الأمر في تغيير واقعها الاجتماعي.
• تشكيل جمعيات ومنتديات نسائية.
• الإشكال الثقافي في إطار المتغير الديني والموروث الثقافي والاجتماعي.
• النزول من أبراج الثقافة النخبوية إلى واقع الحياة لتغيير ثقافة المجتمع المرأة والرجل.