الدكتور محمد التيجاني السماوي ضيافة المرجع الشيرازي دام ظله
استقبل سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله في بيته المكرّم بمدينة قم المقدسة المستبصر المعروف الأستاذ الدكتور محمد التيجاني السماوي.
وبعد أن رحّب سماحته بضيفه الكريم ذكر له قصّة قصيرة وقال: هذه القصّة هزّتني بقوّة وأثّرت فيّ كثيراً وما تزال رغم مرور زهاء أربعين عاماً على وقوعها.
قال ـ حفظه الله ـ: لقد كنّا في بيروت وذهبنا للقاء أحد العلماء في منزله، فأخبرنا أنه خارج المنزل وأنه على وشك الخروج وأنه يمكننا الدخول وانتظاره ريثما يأتي. وعندما جلسنا جيء لنا بطبقٍ من تين، فشكرنا المضيّف واعتذرنا له عن الزحمة التي سبّبناها له، فقال: كلوا فهذا تين أبي ذر رضوان الله عيله ـ يعني أنه تين الجنوب.
فعدت بذاكرتي فوراً أربعة عشر قرناً إلى الوراء، إذ اُبعد أبوذر إلى جبل عامل وعاش فيها عامين وهو لا يعرف لغة سكّانها ولا سلوكهم ولا كان يعرفه حتى أحد فيها، ولكنه كان يتحلّى بخصلة جعلته يبلغ مرتبة بحيث يقال اليوم وبعد مرور أربعة عشر قرناً: هذا تين أبي ذر، وتلك الخصلة هي الهمة الرفيعة.
وتوجّه سماحته لضيفه بقوله: فهل سيقال بعد أربعة عشر قرناً أخرى هذا تين التيجاني مثلاً.
ثم عقّب سماحته بالقول: لقد كان أصحاب رسول الله كثيرين جداً، حتى قيل إنّ الذين صحبوا رسول الله أو رأوه وسمعوا حديثه بلغ عددهم 250 ألفاً، ولكن كم منهم كان كأبي ذر (ره). واليوم فإن الذين يسمعون الحق كثيرون ولكن من يعمل به قليل جداً.
وقال سماحته في جانب آخر من حديثه: روي أن الإمام الرضا عليه السلام قال: رحم الله من أحيى أمرنا.
فسأله أحد أصحابه الثقات: وكيف يحيي أمركم؟ قال عليه السلام: يتعلّم علومنا ويعلّمها الناس.
- وأضاف سماحته: إن علوم أهل البيت يمكن تقسيمها إلى ثلاثة أقسام:
1. أصول الدين.
2. أحكام الإسلام.
3. الأخلاق والآداب الإسلامية.
- وفي الختام أوصى سماحة الشيخ التيجاني بوصيتين هما:
1. التأليف في الأخلاق والأداب الإسلامية.
2. السعي لتربية أشخاص كالتيجاني وأن يصنع شباباً تيجانيين أيضاً.
- هذا وخاطب الأستاذ التيجاني سماحة السيد المرجع بقوله:
عندما أتطلّع إلى وجهكم البشوش وأرى الابتسامة لاتفارتكم أتذكر رسول والإمام علي الذي قال فيه خصومه عندما لم يروا ما ينتقصونه منه: إنه امرؤ فيه دعابة. فأرادوا أن يذمّوه فمدحوه