لا وربّـي، وحـقِّ طـه أبـيـكِ |
|
لا يَـطـيبُ الـمَديـحُ إلاّ فيـكِ |
بضعةُ المصطفى، وللجُزء حكم الـ |
|
كـلّ، يُرضيه كـلُّ ما يرضـيكِ |
فِلذةٌ منه في المشاعرِ والإحساس |
|
يُـؤذيـهِ كـلُّ مــا يُـؤذيـكِ |
إنْ بَـدَت مسحةٌ مِن الحزن يوماً |
|
في مُـحيّـاكِ شُوهِدت في أبيكِ |
وحدةُ الـذات لم يَنَلْها انفـصامٌ |
|
وهــو سـرٌّ ورَّثتِهِ في بَنـيكِ |
أنتِ شبهُ الـنبيِّ في كـل شيءٍ |
|
يشهـدون النـبيَّ إن شاهـدوكِ |
أنتِ ريحانـةُ الـنبـيّ إذا مـا |
|
شمّـها سُرَّ، كيـف لا يُدنيكِ ؟! |
حينما تُقبِلين يـنهضُ مـسروراً |
|
ومـن بـحر عطفـهِ يَرويـكِ |
رُتبةٌ دونها المراتـبُ في القُرب |
|
وفـضلٌ من الإلـه الـمـليكِ |
رتبـةٌ أخرَجَت ضـغائنَ أقوامٍ |
|
فـبَثّـوا الأحـقادَ بـالتشكـيكِ |
فسَّروا قولَهُ « المودّةَ في القُربى » |
|
بـقـربى الـجميع، لا بذويـكِ |
وأحاديث أنـكـروها وأخـرى |
|
ضَعّـفوهـا لأنـها تـَعنـيكِ |
حَـسَداً منـهمُ وجهلاً، فـلولا |
|
جـهلُهُم بالمـقام ما حـسدوكِ |
لو أحـبّوا أباكِ حـقّاً أحـبّوكِ |
|
ويـَقلـيه كـلُّ مَـن يَـقلـيكِ |
فَرِحوا بالخلاف في إرث « فدكٍ » |
|
لَم يُراعوا الآدابَ إن ذكـروكِ |
ثم قالـوا: أزواج طه هـم الآلُ |
|
وأتـباعُـه، ولـم يـقـدروكِ |
وحديـثُ الكساء حصنٌ منيـعٌ |
|
وهْو سُورٌ مِن كلّ رجسٍ يقيكِ |
وحديث الكساء تاجٌ من المـختار |
|
يَـزري بـتاجِ كـلِّ الـملوكِ |
ودلـيلُ التـطهير تاجٌ مـن اللهِ |
|
فـتِيهي بفـضلِ مَن تَوَّجـوكِ |
هُم من الرجس طهّروك وأبناكِ |
|
وهـم عـن جهـنّمٍ فـَطَموكِ |
قد قـضى الله أن يُتِمّ بـكم نورَ |
|
هُداهُ.. بالـرغـم مـِن شانـيكِ |
أنتِ كالبحرِ في الـعطاءِ، وأولا |
|
دُكِ كـالـدرّ مـالئاً شاطئـيكِ |
قد دعا المصطفى بأن يُخرِجَ اللهُ |
|
كـثيراً مِن نسلـكِ المـبروكِ |
فـكأنّـي بـه يُهَمـهِمُ يـدعَـو |
|
فـي ليالي الزَّفافِ إذ يَحْبـُوكِ |
بدعاءِ الأبِ الشـفـيقِ، ويـُولِي |
|
زوجَـكِ المرتضى بما يُولِيـكِ |
أنـتِ آثَرتِـهِ بـخبزٍ وقد جاعَ |
|
ثلاثاً وليـس بـالمَــنهـوكِ |
وبلا خادم صبرتِ عـلى البيـتِ |
|
فبالصبرِ دائـمـاً يـوصـيكِ |
والرَّحى أثَّرت بكفَّيكِ.. لو تَدري |
|
الـرَّحى مـن تَمـَسُّها تَفديكِ |
وأسرَّ النبيُّ في ساعةِ الكـَربِ |
|
فـأبكاكِ.. مـا الذي يُبكيكِ ؟! |
قـد ألِفـتِ الحياةَ بالقربِ مـنهُ |
|
فتأثَّرتِ بالـفـراقِ الوَشـيكِ |
ثـُمّ أدنـاكِ ثانـياً فـتبسَّمَـتِ.. |
|
فـهذا أبـوكِ يـَستـرضيـكِ |
باللَّحاقِ السريـعِ بـعد شهـورٍ |
|
كلُّ شيءٍ يَهـونُ بـعد أبيـكِ |
تـلـك واللهِ رُتبـةٌ ومــقـامٌ |
|
لا يُسامى، سبحانَـهُ مُعطيـكِ |
فـهنيـئاً أمَّ الـحُسيـنِ هـنيئـاً |
|
وحـناناً أُمّـاهُ أنـّا بـَنـوكِ |
أوَ تـُنسيـكِ جنّةُ الخُلدِ أولادَكِ |
|
حـاشا، وإن هُمُ قـد نَسُـوكِ |
فـأسألي الله أن يـَمُنّ عـلـينا |
|
بالرضى، في السكون والتحريكِ |
واذكـُريـنا عـند النـبيِّ فإنّـا |
|
قـد بَعُدنا عن سيَرهِ والسلوكِ |
واذكُرينا أُمّاهُ في موقفِ الحشرِ |
|
ونـادي بَـنيـك فَـلْيَتْبعـوكِ |
أنـقِذينـا مـن الزِّحامِ وأهوالٍ |
|
عـظامٍ، فـاللهُ لا يـُخـزيكِ |
ولـنا فـي الإلهِ ظـنٌّ جـميلٌ |
|
منه وعدٌ في « هل أتى » يُنبيكِ |
قـد وَقاكِ شُرورَ يومٍ عَـبُوسٍ |
|
وسروراً ونـَضـرةً يَجْـزيكِ |
وَلـكُم يُعـقَدُ اللواءُ وفي ظـلٍّ |
|
ظـلـيلٍ إلــهُنـا يـُؤويـكِ |
فـإذا رفـرفَ اللـواءُ عليكـم |
|
فـاذكـُرينا.. لعلـّنـا نأتيـكِ |
واذكُرينا إذا وَرَدتِ على الحوضِ |
|
لِنُسقى بـكفِّ مـَن يـَسقـيكِ |
فـعسى الله أن يَـمُنَّ برؤيـاكِ |
|
وفينا ما تَـرتـَضيـنَ يُـريكِ |
وسـلامٌ علـيكِ في كلِّ حـينٍ |
|
فـهْو يغشاك مـن لَدُن باريكِ |
مـا هَـمى ماطرٌ وما قالَ حادٍ: |
|
لا يَطيبُ الـمديـحُ إلاّ فــيكِ |