بيان حول : تدنيس القرآن الكريم في معتقلات ( غوانتنامو )
أصدر المشرف العام على برنامج علوم القرآن الكريم بأم الحمام سماحة الشيخ غازي الشبيب حفظه الله بياناً حول : تدنيس القرآن الكريم في معتقلات ( غوانتنامو ) ، وقد تم نشر البيان وتوزيعة في نشرة البرنامج الشهرية .
نص البيان
بسم الله الرحمن الرحيم
﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا ﴾ (143) البقرة
إنّ ديننا الإسلامي يدعو إلى التعارف والحوار بين الشعوب والقبائل ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾ (13) الحجرات
وكان المسلمون إبان سيطرتهم وقوتهم وفي فترة ازدهار حضارتهم يحترمون الأديان الأخرى ، ولم يمارسوا أساليب القمع تجاه من يخالفهم في الفكر والمعتقد والثقافة ، وكان شعارهم ﴿لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ﴾ البقرة
وأمتنا الإسلامية اليوم تواجه أكثر من أي وقت مضى حملات شرسة تهدد مصالحها وقيمها ووجودها ومنذ فترة ليست بقصيرة وأمريكا تتربص بالإسلام والمسلمين ، وكم هو مؤسف هذا الغرور والاستكبار الذي يحيط بهذه الدولة التي تدعي زعامتها للعالم الحر ،والتي ترفع راية الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان !
فمنذ سقوط الشيوعية أخذت تتبلور فكرة العداء الأمريكي للإسلام ، وأن نهاية الشيوعية لا تعني نهاية الصراع عند الغرب ، ولا تعني نهاية المشاكل التي تواجه الحضارات الغربية .
وقد صرح ( صامويل هنتنغتون ) وهو القريب من دائرة صنع القرار الأمريكي في نظريته – صراع الحضارات – التي نشرها في كتابه ( صراع الحضارات وإعادة صياغة النظام العالمي ) صرح بأن هناك مخاطر جديدة ستواجه الغرب من جهة العالم الثالث ، وفي مقدمة هذه المخاطر ( الإسلام ) !
فبعد استلاب فلسطين العزيزة ، والاعتداء على أفغانستان ، وانتهاك حقوق الإنسان في سجن أبو غريب ، هاهي الوقاحة الأمريكية تصل مداها في إهانة المسلمين جميعاً وعدم الاكتراث بمشاعر مليار ونيف من المسلمين الذين يدينون دين الإسلام ويعتبرون القرآن الكريم دستورهم ومنهجهم ونورهم الذي يضيء لهم الحياة .. ها هي الوقاحة تطال الكتاب العزيز كما حدث في معتقلات ( غوانتنامو ) صراحة وبكل جرأة فهل زعامة العالم مبرر لإهانة الحضارات الأخرى وما تمثله ؟! وهل الديمقراطية المدعاة مسوغ لاحتقار الديانات وما تمثله ؟! وهل حرية التعبير والرأي الآخر تدفع للاستهانة والاستخفاف بالشعوب الأخرى ؟!
فكم هو مزعج ومؤسف أن نعيش في زمان حوار الحضارات بينما نمارس أساليب الصراع واقعياً .
وإننا في الوقت الذي ندين فيه الانتهاكات التي حصلت في معتقلات ( غوانتنامو ) تجاه القرآن الكريم وتدنيسه ، وفي الوقت الذي نسجل فيه مطالبتنا للجهات السياسية المسؤولة بالاعتذار والتكفير عن تلك الجرائم وعدم تكرارها .. فإننا نسجل احترامنا للشعب الأمريكي ولا نعتبر أن هذه الممارسات تمثل الرأي العام الأمريكي .