عسلٌ.. لكنه مغشوش
العِلْم وما أدراك ما العِلم. بحرٌ كبير من المعرفة ونورٌ مقذوف في قلب طالب الهدى.
به يتضح المقصود، ومنه يُستقى المطلوب.
طالبُه جشع، وتاركه ظامئ.
هذا العلم الذي رأسهُ معرفةُ الله حق معرفته، كما قال الرسول ، لهو أمر في غاية الأهمية، مما يدعو الى توخي الحيطة والحذر في كيفية أخذنا لهذا العلم.
فما هو المنهج؟
ومن المعلّم؟
وكيف نثبت انّه من منبع صافٍ؟
كلها أسئلة مهمة.
حين سافرت مرة الى إحدى البلدان وحين مررتُ بمنطقة جبلية مرّ على ناظري محال بيع العسل الطبيعي، فسألتُ سائق سيارة الأجرة عن بائع ثقة، فكان ردّه:
ما تراه ليس عسلا طبيعيا.. انه مغشوش!
...
هذا حال العِلم أيضا.. فبعضه مغشوش. ظاهرهُ جاذب لكن باطنه مغاير، وربما فاسد أيضا، فاذا نهلَ منه الانسان فانه قد يؤثر على كيانه وروحه فيلوثها ويُرديها، وقد تذهب به المذاهب الى الخسران المبين، مما يفرض على الباحث عن الحقيقة الاجتهاد في البحث عن اجابات الأسئلة السالفة وعليه التمعن والتفحص، فان الأمر عظيم!
ونحن هنا من موقفنا الإسلامي نورد رواية عن الامام الباقر لاثنين ناصحا لهما: شَرِّقَا وَ غَرِّبَا فَلاَ تَجِدَانِ عِلْماً صَحِيحاً إِلاَّ شَيْئاً خَرَجَ مِنْ عِنْدِنَا أَهْلَ اَلْبَيْتِ.
فأهل البيت (عليهم السلام) والقران الثقلان اللذان من تمسك بهما نجى ومن تخلف عنهما غرق وهوى.