العاملي : هنا أسماؤهُ الحُسْنى تجلَّتْ
في دفن الأجساد الطاهرة
سيدي يا أبا عبدالله الحسين :
فَجَعْتَ بكربلا إنساً وجِنَّا
ومُذْ قتلوكَ ليلُ القهرِ جَنَّا
هنا أسماؤهُ الحُسْنى تجلَّتْ
لِتَتْرُكَ مُقْلَةَ الملكوتِ حَزْنَى
إلى اللهِ اعتذرتُ فكيفَ تغدو
وأسيافُ العِدى نفَشتْكَ عِهنا
عجيبٌ يا حبيبَ اللهِ تبقى
ثلاثاً لمْ تنَلْ غُسلاً ودَفْنا
ولا أهلٌ على مثواكَ ناحوا
فعنهُ رحَّلوا أُختاً وإبْنا
لَئِنْ لمْ تُتْلَ (ياسينٌ) عليهِ
فذا ياسينُ فوقَ النحْرِ أنَّا
وما رشَّ البنونَ عليهِ ماءً
ولكنْ صبَّتِ الزهراءُ هَتْنا
ترى السَّجادَ يجمعُ منكَ جسماً
عفيراً ضعضعتهُ البيضُ طعْنا
بلا رأسٍ ولا كفَّينِ تُمسي
وقدْ طحنتكَ جُردُ الخيلِ طَحْنا
كسيرَ الظهرِ عندَ القلبِ أحنى
وعندَ الخنصرِ المبتورِ حنَّا
لقدْ واركَ شبلُكَ بافتجاعٍ
ويَمَّمُ في ثرى كوفانَ سِجْنا
بهِ باتتْ بناتُ الوحيِ سهرى
ومنها ورَّموا بالسوطِ متْنا
فقالَ الرَّأسُ هلْ ألحدتَ جسمي
وهل أخبرتَهُ في الأسرِ عنَّا ؟
أجابَ : نعمْ، وأوصاني ببنتٍ
مدلَّلةٍ لهُ تشتاقُ أَمْنا
ألا يا ليتَ ينظرُها بقيدٍ
تكابدُ في السِّبا وهناً فوَهْنا
لها قُرطانِ في كفَّي زيادٍ
وكعبُ الرمحِ فوقَ الرأسِ رنَّا !..
تمت بعناية الحجة (عجل الله فرجه)