خمسة دروس ملهمة من يوم عاشوراء
الموقف الشجاع للامام الحسين في يوم عاشوراء هو مثال على كيف يمكن لشخص أن يواجه الفساد والإنحلال ، مهما اقتضى الأمر. وفيما يلي خمسة دروس ملهمة يمكن أن نتعلمها جميعًا من عاشوراء ...
1. التمسك بالقيم الأخلاقية
بمجرد وصول الجيش الأموي إلى كربلاء كان من الواضح التباين الشاسع بين الجيشين . انتقل الأمام الحسين مع مجموعة صغيرة من أنصاره وأهل بيته ، وكانوا في المجموع أقل من 100 شخص، في حين ارسل الخليفة الأموي جيشًا قوامه 30 ألفًا. لم تكن هناك فرصة للإنتصار العسكري أمام الأمام الحسين، وكان هذا واضحًا لكلا الجانبين. الامام الحسين يعلم أنه الوحيد الذي يطلبه الخليفة الأموي ، فحث أتباعه على تركه. في إحدى المرات ، جمعهم جميعًا معًا وأخبرهم بعبارات لا لبس فيها أنهم لو بقوا معه سيُقتلون جميعًا. وقال لهم جميعًا أن عليهم أن يرحلوا ويتركوه. حتى أنه أطفأ الأنوار ، حتى يتمكنوا من المغادرة دون خشية من الإحراج. وعندما أشعل الأنوار مرة أخرى ، لم يغادر ولا واحد منهم . الرجال والنساء والأطفال الذين رافقوا الأمام الحسين كانوا مخلصين ، ليس فقط له كفرد، ولكن لكل شيء كان يمثله الأمام الحسين. لقد شعروا أن الرحيل لن يكون خيانة للرجل فحسب ، بل خيانة للمبادئ التي كانوا يعتزون بها: وهي الحقيقة والاستقامة والشرف.
2. الدفاع عن الحق
الاستمرار حتى النهاية ، كان لدى الامام الحسين خيار أن ينجو من موت وشيك. ولقد كانت رغبة الخليفة الأموي يزيد منذ البداية أن يبايعه الامام الحسين ويخضع له بشكل سلمي. لو فعل ذلك ، لكان الأمام الحسين قد حصل على مكافأة سخية ، وقضى باقي حياته قي راحة ورفاهية في مسقط رأسه المدينة المنورة. ومع ذلك رفض الإمام الحسين أن يفعل ذلك. عندما قال الحسين "ومثلي لا يبايع مثله [يعني يزيد]" ، لم تكن هذه العبارة عبارة نابعة من البطر أو الكبرياء ، بل بالأحرى عبارة حقيقية. وهو الرجل الذي كان معروفًا بالعدالة والاستقامة ، ورجل الشرف والرجل الذي كان الناس يتطلعون له بسبب امتلاكه لهذه الصفات العاليات، لم يستطع ببساطة الانصياع والولاء لحاكم مستبد. لذلك مثّل الامام الحسين الحق حتى النهاية ، ورفض أي تسوية تنطوي على المساومة على مبادئه الأخلاقية العالية. كان هناك طريقان: طريق سهل وطريق حق ، واختار الامام الحسين الطريق الثاني ، وهو يعلم جيدًا أن ذلك سيؤدي الى استشهاده.
3. عدم تفويت فرص التوبة
الحر الرياحي قائد إحدى كتائب الجيش الأموي. وهو المسؤول عن اعتراض الأمام الحسين ومن معه والجعجعة بهم نحو سهل كربلاء. وفي عشية المعركة ، بدأ الحُر الرياحي بتغيير معسكره حين اتضحت له حقيقة ما كان على وشك القيام به. وأدرك أن ضميره لن يسمح له بالقتال إلى جانب الخليفة الأموي وقتل الأبرياء. عبر الحر الرياحي خط المواجهة وانضم إلى صف معسكر الأمام الحسين ، وهو يعلم جيدًا أنه سيكلفه حياته. لم ينضم لأنه كان يعتقد أن لديه فرصة أفضل للانتصار العسكري مع الأمام الحسين؛ لقد ترك جيشًا قوامه 30 ألف فارس لينضم إلى جيش قوامه أقل من 100شخص، قصة الحر تثبت حقيقة أن الفرصة دائمًا ما تكون موجودة وأنه لم يفت الأوان بعد لاتخاذ القرار السليم والتوبة، حتى النهاية. واستشهد في ذلك اليوم، لكنه مات ميتة شرف إلى جانب الحق.
4. الصفح لأجل الخير العام
عندما غيَّر الحر الرياحي موقعه عشية المعركة والتحق بركب الامام الحسين ، كان من الممكن أن يلومه الأمام الحسين على كل أخطائه الماضية. كان من حقه أن يشير إلى أنه هو المسؤول عن الجعحعة بهم إلى كربلاء ، وهو الشخص الذي حاصره وعائلته. لم يكن لدى الامام الحسين ما يكسبه حتى يسامحه. زيادة جندي آخر [يلتحق بالمعسكر] ما كان ليقلب الاحتمالات الكؤودة لصالح الأمام الحسين ، لا يزال المعسكر الأموي يفوق معسكر الأمام الحسبن عددًا بنسبة أكثر من 300: 1. ومع ذلك فقد غفر الأمام الحسين للحر لأنه رأى أن توبته صادقة. رحب به وقاتلا واستشهدا معًا في اليوم التالي.
5. الثبات على الموقف الحق
من السهل أحيانًا البدء في طريق الحق ، لكن التحدي الحقيقي هو البقاء في ذلك الطريق برغم المحن والمآسي. في يوم عاشوراء ، شاهد الأمام الحسين أن أقرب وأعز الناس عليه يُقتلون بين يديه. فقدان أحد الأصحاب المقربين أمر مؤلم نفسيًا. فقد شاهد الأمام الحسين أصحابه وإخوته وأبناء عمومته وأبناءه وأفراد عائلته وطفله ذا الـ 6 شهور قُتلوا أمام عينيه. كان عليه أن يجمع أجسادهم. وفي غضون ساعات ، قُتل جميع أحبائه. كان يعلم أن نساءه وأطفاله سيؤخذون سبايا بعد استشهاده. ومع ذلك لم يتردد مرة واحدة. حتى النهاية ، كان بإمكانه الاستسلام والبيعة ليزيد وكان الأخير سيسمح له بالمغادرة بدون قتل.
