الإمام المجتبى (ع) ... على لسان الحوراء زينب (ع)
أوَّاهُ ا مَنْ أبكي بليلِ الخِرْبَةِ
حَسَناً ، حُسَيناً ، أمْ مصابَ الطِّفْلَةِ ؟
قدْ صارَ للآلامِ قلبي كَعْبَةً
فرأتْ بهِ الآلامُ أصْبَرَ كعْبَةِ
لَمْ تُنْسِني الأرزاءُ رُزْءَ المُجْتَبَى
كلَّا ولَمْ تَرْقَأْ عليهِ دمعَتي
سبطُ النبيِّ، شبيهُهُ ، ووريثُهُ
بشمائلٍ ، ومحاسنٍ ، وبهَيْبةِ
وهْوَ السُّوَيْدا مِنْ فُؤادِ المُرتضى
وهْوَ الشِّغافُ لِقلبِ أمِّي البضعةِ
لَمْ يكفِ ما قاساهُ منْ شتْمٍ ومنْ
طعْنٍ فغودِرَ في مكيدةِ جُعْدَةِ
دسَّتْ إليهِ سُمَّها فتفَطَّرتْ
كبدُ السَّماءِ بلوعةٍ وبِعَوْلَةِ
في الطشتِ أمسى قاذفاً أحشاءهُ
متورِّماً ، مُتقلِّباً في محنةِ
فإذا قضى ، مَنَعَتْهُ ربَّةُ بغلِها
أنْ يدفنوا جُثْمانَهُ في الحُجْرةِ
ولنَعْشِهِ سبعينَ سهماً سدَّدتْ
فبكتْ عليهِ دماً عيونُ السَّبْعةِ
عنِّي مضى لكنْ بقيتُ كَدُرَّةٍ
بينَ الحُسينِ وبينَ باقي إخْوَتي
يا ضَيْعَتي فاليومَ عنِّي كُلُّهُمْ
رَحَلوا وصرتُ وحيدةً في غُرْبَتي
بعْدَ الخبا صُفِّدتُ في قيدِ السِّبا
ووقفتُ أنظرُ للمصابِ بدهشةِ
رأسُ الحُسينِ ، يزيدُ هشَّمَ ثغْرَهُ
بالخيزرانَةِ وهْوَ دامي الجبهَةِ
ماتتْ عليهِ رُقيَّةٌ في حُزْنِها
وأنا بقيتُ لكيْ أموتَ بحسرتي..
تمت بعناية الحجة عجل الله تعالى فرجه