محاضرة الليلة السابعة من محرم 1444 هـ
الشباب و خيارات المستقبل || سماحة الشيخ أمين محفوظ
عن أمير المؤمين :( قَدَر الرجل على قَدر همّته)
خيارات المستقبل من الأمور المحوَريّة و الأساسية التي تشغل تفكير و اهتمام فئة الشباب و ذلك لأن هذه الخيارات ترتبط بالمستقبل المادي للشاب ، وهذا الأمر يجعل مسألة الاختيار همًّا يشغل بالهم واهتمامهم ، خصوصًا أن المراتب العلمية والشهادة في عصرنا هذا هي الوسيلة الأولى و الأساسية للصعود و تحقيق مستقبل مادّي و اقتصادي آمن.
- الحديث في هذا الجانب له أهمية كبيرة و عدّة دوافع ، منها :
١- مسألة المستقبل التعليمي للشباب هي القضية التي تتشكل من خلالها الكفاءات ، وهي مصدر قوّة المجتمعات.
٢- العناية بالمستقبل التعليمي له دور كبير في محاربة مشكلة الفقر في المجتمع ، لأن الكثير من حالات الفقر الموجودة تتمثل في فئة من الشباب الذين لم يهتموا بِمستقبلهم التعليمي فواجهوا مشكلة في الحصول على وظيفة ذي مردود مادي تكفي حاجته.
٣- حالات الفقر لا ترتبط فقط في انخفاض منسوب الرتبة التعليمية ، و لكنه أيضا يجر معه ويلات أخرى كالانحراف .. فمن لا يجد مصدرًا معقولًا للكسب الحلال ربما يضعف أمام المغريات التي تدفعه للحصول على كسب المال بِطرق غير شرعية كالاحتيال والنصب و المخدرات.
٤- مسألة الأسرة و الزواج ، حيث أن ضعف المصادر المالية بالنسبة للشباب هو من أكثر العوامل المؤثرة في ظهور الخلافات الأسرية.
فئة الشباب هي عماد المجتمعات و هي بحاجة لرؤية واضحة و بحاجة لِمن يقدّم لها الدعم في هذا الإطار ، و هناك بعض الأمور التي يجب على الشاب وضعها في اعتباره لِيصنع مستقبله صناعة سليمة ..
• الشاب والفتاة في هذه المرحلة هم الأحوج لدعم من حولهم من الأسرة ، حتى و إن كان معنويًا بالكلمة الطيبة التي تدفعه لاِتخاذ قرار معيّن أو تزيد من دفعه باتجاه الغاية التي يسعى إليها.
• تقديم المشورة و الإرشاد لهم ، حيث أن الرؤية في هذه الفئة العمرية غير واضحة و هم بحاجة للرجوع إلى من يثقون بهم و يستعينون بتجاربهم و يستشيرونهم.
- هناك ٣ أمور جوهرية تُساهم في صناعة المستقبل وتحديد الخيارات :
١- علو الهمة : فينبغي أن يكون للشباب تطلّعات بعيدة ، فمن واجب الأسرة أن تعمل على شحذ هِمم أبنائهم و بناتهم.
٢- حُسن الاختيار : بأن يُحسن الإنسان اختياراته المستقبلية فيما يرتبط باختيار التخصص الجامعي و يتجنّب العواطف في الاختيار و أن يكون للعقل حضور ، كما ينبغي الحذر من التأثّر بالأقران في الاختيار ، فليس ما يناسب البعض قد يناسبك.
٣- التخطيط السليم : بأن يكون لدى الإنسان أهداف واضحة و تصوّر للمستقبل، فالكثير يعيش حالة غموض في هذه المرحلة ولا تتشكل في ذهنه الأهداف ، و غالبًا لأن مستوى اهتمامه بالقضية متراجع .. فعدم وجود الأهداف يعني عدم التخطيط ، و عدم وجود التخطيط هو نتيجة لِكثير من العوامل ، منها عدم الشعور بالمسؤولية تِجاه مختلف احتياجاته.
فعلى الأبناء أن يجعلوا تطلّعاتهم بعيدة ولا يستصغروا أنفسهم في الوصول لهذه الغايات.