مشيُ علماء القطيف نحو كربلاء
سماحة الأستاذ الحجة *السيد منير الخباز* دام تأييده
بسمه تعالى وصلى الله على محمد وآله الطاهرين واللعن على أعدائهم أجمعين .
يدور في أذهان الكثيرين سيما من أبناء منطقة القطيف الغالية هذا السؤال : هل مشى علماؤنا سيما الأوائل في طريق يا حسين ؟
لذا سألتُ الليلة سماحة الأستاذ الحجة *السيد منير الخباز* دام تأييده عن معرفته بعلماء من قطيفنا المحروسة مشوا في أيام تواجدهم في الحوزة العلمية إلى زيارة الإمام الحسين عليه السلام ؟
- فكانت منه هذه الإفادة القيمة :
نعم العلماء الأجلاء الذين مشوا من النجف لكربلاء المقدستين هم :
*الشيخ حسن علي البدر والشيخ علي الجشي والشيخ عبد الرسول الجواد والشيخ علي المرهون والشيخ طاهر البدر والشيخ محمد تقي المعتوق* أعلى الله مقامهم .
وقد سمعتُ أخبار علمائنا الذين مشوا من العلامتين الشيخ محمد تقي المعتوق والشيخ المرهون طاب ثراهما .
- من ذكريات المشي
وسألتُ سماحة الأستاذ العلامة المنير دامت بركاته عن مشيه قبل العام الماضي ، حيث أعلم بكونه مشغولاً بالتبليغ طيلة شهري محرم و صفر ؟
فأفاد أيده الله :
نعم وفقتُ لذلك أيام زيارة الأربعين فمشيتُ عام ١٣٩٩ﻫ ، ورأيت في الطريق النهري العلماء الأجلاء منهم :
*السيد عبد الصاحب الحكيم والشيخ محمد تقي الجواهري وأنجال المرجع السيد محمود الشاهرودي الثلاثة وهم المرجع السيد محمد والسيد علي والسيد حسين الشاهرودي ، والشيخ محمد تقي الإيرواني* أعلى الله مقامهم .
- مشيُ آية الله المرجع الشيخ التبريزي
ونقل لي سماحته حفظه الله أيضا : أنه سمع من أستاذه الفقيه المربي المرجع الديني العظيم *الشيخ الميرزا جواد التبريزي* طاب ثراه ، أنه مشى لكربلاء مراراً في زيارة الأربعين .
- مشيُ المرجعين السيد القمي والسيد الشاهرودي
وسألت الليلة العلامة الجليل السيد حسين نجل الفقيه الكبير المرجع الديني *السيد تقي الطباطبائي القمي* طاب ثراه عن مشيه نحو كربلاء المقدسة؟
فأجاب بما حاصله : نعم مشى أيام تواجده بالنجف الأشرف لمرات عديدة في مناسبات متعددة كالأربعين والزيارة الرجبية والزيارة الشعبانية .
ويوجد بعض الصور الفوتغرافية الشاهدة على ذلك .. وقد أرسل لي سبطه الحاج أحمد محلاتي دام توفيقه واحدة منها .
أقول : وقد عثرت الليلة أيضا على صور عدة لمشي المرجع الديني الكبير الفقيه *السيد محمد الحسيني الشاهرودي* طاب ثراه نحو كربلاء .
تعود لأكثر من خمسين سنة وهي موجودة في موقعه الرسمي الإلكتروني .
- مشيُ سماحة آية الله الشيخ محمد الغروي القزويني
سألتُ الليلة سماحة الأخ الفاضل *السيد محمد المجتهدي* دام توفيقه وهو سبط المرحوم الفاضل الشيخ محمد حسن سراجي الغروي رحمه الله الذي يكون أخاً لسماحة آية الله المقدس *المحقق الشيخ الغروي* المتوفى سنة ١٤٣٢ﻫ طاب ثراه ، وهو صاحب المؤلفات القيمة كالأمثال النبوية والمختصر في علم الأصول .
فكان الجواب بما هذا حاصله :
نعم حدثني رحمه الله أنه كان في شبابه يمشي مرارا كثيرة في طريق العلماء لزيارة كربلاء في أيام الأربعين .
واسترسل سيدنا المجتهدي قائلا كذلك حدثني طاب مثواه أنه كان يمضي ليالي الأربعاء مشيا لمسجدي الكوفة والسهلة ويعتكف بالمسجد ، وذلك بمعية أستاذه آية الله المربي الورع *الشيخ مجتبى الحاتمي اللنكراني* المتوفى ١٤٠٦ﻫ طاب ثراه .
أقول : ذكر ذلك أيضا تلميذه العلامة الحجة *الشيخ علي الحبيب السنابسي* القطيفي دام تأييده في الكراس الذي ترجم لحياته مختصرا بعنوان : *إطلالات خاطفة على حياة آية الله المحقق المحدث الأديب الشيخ*... ، فقال في ص ٦ ما نصه :
وقد كان في النجف الأشرف يذهب إلى زيارة الإمام الحسين عليه السلام ماشياً ، وقد زامله المرحوم *المقدس الشيخ بهجت* رحمه الله .
وكان يكرر سورة التوحيد للتوحيد وسورة القدر للولاية ، والخلاصة أنه كان منقطعا إلى أهل البيت عليهم السلام خصوصا إلى باب الله الذي منه يُؤتى .
- من كرامات الأولياء
أقول : وهنا فرصة لإثبات كرامة جليلة تخص زوار الإمام الحسين عليه السلام ، ذكرها شيخنا الأجل العلامة *الشيخ علي الحبيب* دام تأييده في كتابه الثاني عن المقدس الغروي طاب مثواه ، طبع سنة ١٤٣٧ﻫ بعنوان : *العلامة الغروي القدوة النيرة والنفحات العطرة* ، قال في فصل : خواطر وذكريات ص ٥٧ ما نصه :
نقل المرحوم الغروي عن بعض المشائخ أن الشيخ خضر صعد السفينة مع جماعةٍ قاصدين كربلاء المشرفة من شطّ الكوفة إلى طويريج .
فاشتدّت بهم ريح عاصفة واضطرب من فيها .
فرفع الشيخ خضر سيفه وضرب به الهواء قائلاً :
اسكن هؤلاء زوار الحسين عليه السلام وأنا واحد منهم فسكن ، واستقرت السفينة ومن هنا عرف عنه أيضاً ب (طبار الهواء ) كما أنه ( أبو عشاء) وهذه كرامات للأولياء ، وقد نقل عنه نزول المطر بدعائه لمّا تحدّاه النواصب كما في [ كتاب المحدث الميرزا النوري طاب ثراه ] دار السلام .
أقول : ولمزيد الفائدة انقل ما كتب في أول هذه الخاطرة من ص ٥٦ :
إن من المشهور لدى النجفيين أيدهم الله تعالى قديماً وأخيراً أن من قرأ الفاتحة على قبر العالم الرباني العظيم *الشيخ خضر بن شلال* المتوفى ١٢٥٥ﻫ ، فإنه يحصل على طعام عشاء بغير حساب ولذا يسمونه (أبو عشاء) وقد قرأ له [أي الشيخ محمد الغروي] الفاتحة عند قبره بالعمارة في عقد السلام ولم يقصد الحصول على عشاء لكنه تفاجأ به على باب غرفته لمّا كان قاطناً في مدرسة الصدر بالنجف الأشرف .
وكان الشيخ خضر من الأولياء الذين يستسقى بهم الغمام ، نُقل جثمانه إلى وادي السلام بعد تخريب منطقة العمارة ظلماً وعدواناً ، وحدثني الدفان الذي نقله وكان تحت إشراف السلطة آنذاك أن جثته طرية لم تبل .
- شكرٌ وتقدير
أقولُ : هذا ما تسنى لي كتابته ونقله هذه الليلة مع صدور كتاب مهم بعنوان : *زيارة الأربعين الحسينية* ، للأخ الفاضل المؤمن الموالي خادم أهل البيت عليهم السلام *الدكتور إبراهيم عبدالله الدبوس* القطيفي دام توفيقه ، الذي فاجأني بذكر الكثير مما كتبته في العام الماضي بشأن مشي المراجع العظام والعلماء الأعلام .
وأشكر له هذه المساعي الجليلة من أجل خدمة أولياء الله عليهم السلام وترغيب المؤمنين للزيارة المليونية .. تبعا للسلف الصالح من علماء الطائفة .
وأسأل الله أن يشركنا جميعا في ثواب الزائرين ، ويجعلنا معهم دنيا وآخرة ويدخلنا معهم مدخل صدق عند مليك مقتدر ، في سفينة سيد الشهداء عليه السلام الرحمة الواسعة أنه جواد كريم وصلى الله على محمد وآله الطاهرين المنتجبين .
محبكم المخلص :
أمين أبو علي القطيفي
سحر ليلة الإثنين : ١٥ صفر ١٤٤١هـ .
مجاوراً لحرم السيدة المعصومة عليها السلام .