الجهة الثانية عشرة
بروحٍ على تلك الجثامين ساطعة
ورجلٍ إلى مجد القيامات راجعة
فتحتُ جراحَ الطفِّ
علِّي أزورها
كعينٍ بفيض الرزء للدمعِ جائعة!
وقلتُ: معي ما شكَّل السبطُ طينَهُ
أصيحُ
وصحراءٌ من الطينِ خاشعة
يغادرني كلِّي
وما الفرق يا تُرى؟
تغادرك البلوى .. فتأتيك فاجعة!
أنا بعضُ ما لم أستطع أن أبوحَهُ
بصدري يبحُّ الصورُ
والروحُ قارعة!
رسمتُ لعيني الدرب
قلتُ: تهيأي!
فما نفع عينٍ لم تكن فيهِ دامعة؟
وما المصرع الدامي هنا غير آيةٍ
بلون الدمِ المنساب في الطفِّ ناصعة!
هو الدهرُ سلطان المتاهات
إنَّما
يتوهُ على روحٍ من الحزن شاسعة!
هنا أعينٌ بالحزن خطت مصيرَها
هنا باسقات الجرح في الصدر فارعة!
هنا المشتكى لله
لن تنضبَ الدما
ستبقى على كل الأعاصير نابعة