نعمة القـرآن
شهر رمضان بصائر وأحكام
- وبالإضافة إلى نعمة معرفة أهل البيت عليهم السلام فان هناك نعمة أخرى ينعم الله تعالى بها علينا خلال شهر رمضان المبارك، إلا وهي نعمة القرآن.
- فشهر رمضان هو شهر القرآن وربيعه؛ ففي طياته تلك الليلة المباركة التي هي خير من ألف شهر؛ أي أنها خير من ثلاثين ألف ليلة.
-وسرّ هذا التفضيل يكشفه لنا القرآن الكريم في قوله: ﴿إِنَّآ أنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ﴾ (القدر،1).
- فهذه الليلة هي ذكرى نزول القرآن الكريم من السماء، حيث نزل كله جملة واحدة على قلب نبي الرحمة صلى الله عليه وآله وسلم في تلك الليلة المباركة.
-ولذلك فان من ضمن المظاهر الكبرى لعظمة شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن، هو انه ربيع القرآن، الذي فيه خبر من كان قبلنا، وعلم من يأتي بعدنا، وهو حكم ما بيننا. فمن جعله أمامه قاده إلى الجنة، ومن جعله وراءه ساقه إلى النار. وهو شافع مشفّع، وما حل مصدّق.
- فلابد - إذن - من الاهتمام بكتاب الله في هذا الشهر الشريف، من خلال الخطوات التالية:
- تلاوة القرآن وختمه
ينبغي أن نستثمر أوقات هذا الشهر الفضيل وساعاته ولياليه في تلاوة القرآن. ويا حبّذا لو عقدنا العزم على ختمه اكثر من مرة واحدة، بدلاً من ان نقضي أوقاتنا في جلسات اللهو واللغو الفارغة.
- والله سبحانه يوفق قارئ القرآن، ويبارك له، ويوفّقه للعمل به. فالقرآن هو رسالة الله تعالى إلينا، وحبله المتين والكتاب الأعظم الذي يتضمن حقائق الكون والوجود.
- التدبر في آيات القرآن
والتدبر هو الوقوف عند الآية، وإجالة النظر فيها، وما تنطوي عليــه من أبعاد فكريـة واجتماعية وسياسية وأخلاقية.
-فلا ينبغي أن تكون تلاوة آيات القرآن الكريم مجرد قراءة عابرة، بل من الضروري للإنسان المسلـم الذي يريد التسلح بالقـرآن أن يتلو كتاب الله بإمعان وتوجه.
-فلا بد من أن ننسجم مع خطاب الله سبحانـه وحديثه معنــا، لكي تطمئن بـه قلوبنـا، وتنـزل السكينة على أرواحنا ونفوسنــا.
- فبالقرآن يصيــر الإنسان إلى القناعــة، وبه يمتلئ سعادة وراحـة روحية ومعنويــة.
-أن تدبر القرآن يزوّد المؤمن بالبصيرة، فيفهم الحياة بأفضل وجه، ويميّز الجيد فيها عن السيء، والطيب من الخبيث، ولا ينخدع بالمظاهر الجوفاء.
-فلابد من فهم القرآن والانسجام معه، وان لا نوحي إلى أنفسنا بأننا دون مستوى فهم القرآن.
- صحيح ان بعض الآيات تحتاج إلى مراجعة التفاسير لفهم مغزاها، ولكن القرآن على العموم واضح المعنى، سهل الفهم، وهو نفسه يؤكد على هذه الحقيقة قائلاً: ﴿وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْءَانَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُدَّكِرٍ ﴾ (القمر،17)
- ولذلك فان من يفتح قلبه للقرآن، سيفهمه بإذن الله تعالى، وسيمنحه الله إلهاماً خاصاً يفهم به لغة القرآن.