دقيقة تأمل
دقيقة تأمل
من المهم جدا أن نلتفت للحوافز بشكل عام حين نريد تشجيع أحد على أداء عمل ما. فالحوافز هي محركات للسلوك اهتمت بها الدراسات السلوكية والإدارية اهتماما كبيرا، وقسمتها إلى مادية ومعنوية.
ويختلف التفاعل مع الحوافز باختلاف الأشخاص أنفسهم، بحسب حاجتهم للحافز، وبحسب إدراكهم له أيضا. وهو ما ينبغي أن يراعى عند دراسة الحوافز التي نريد تقديمها للآخرين. فمراعاة الفروق بين المستهدَفين بالحوافز أمر في غاية الأهمية، وبدون أخذ هذا العامل بنظر الاعتبار قد لا نحصد من الحوافز أي تحفيز أ...و تحفيزا دون المطلوب.
لنتأمل في قوله تعالى في سورة الصف: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (10) تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (11) يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (12) وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِّنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (13).
نلاحظ في هذه الآيات ما يلي:
1- الانطلاق من الدافع الداخلي أولا، المتمثل هنا في الإيمان (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا).
2- الأسلوب التشويقي الجميل لتقديم العروض التحفيزية. وذلك من خلال الاستفهام في قوله (هَلْ أَدُلُّكُمْ). وهو استفهام قُصِد به التشويق والترغيب.
3- التمثيل بالمحسوس لتقريب المعاني للأذهان، مما يجعل التفاعل مع الحوافز أكثر وأعمق: (هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ).
4- ذكر عوائد الحوافز على المستهدَفين: (تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ).
5- ذكر العمل المراد القيام به للحصول على الحوافز، كما في الآية 11 من السورة.
6- ذكر النتائج المتوخاة التي تمثل حوافز للأشخاص، كما في الآيتين 11 و 12 من السورة.
7- الجمع بين الحوافز الآجلة والعاجلة. فبالإضافة لغفران الذنوب ودخول الجنات، هناك (وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا). فالإنسان يريد أن يرى نتائج قريبة ملموسة لأعماله، كي يستمر في العمل.