مختارات من دقيقة تأمل
القراءة الواعية للتاريخ تمد الإنسان بالكثير من البصائر التي تعينه على فهم الحياة بصورة أعمق، وتجعله أكثر قدرة على استشراف المستقبل، وأقدر على مواجهة المصاعب والظروف القاسية.
فعندما يتأمل الإنسان سيرة العظماء المصلحين على طول التاريخ وما تعرضوا له من أذى كبير من مجتمعاتهم التي كانوا يسعون لإصلاحها، وكيف واجهوا ذلك بالصبر الجميل والإصرار على مواصلة الدرب حتى النهاية، فإنه سينهل من ذلك دروسا عملية قيمة لا تقدر بثمن.
أنبياء الله المرسلون هم خلاصة أزمانهم المخلَصون المخلِصون الذين أرادوا إخراج الناس من الظلمات إلى النور، ولكنهم، ويا للأسف، قوبلوا بالتكذيب والأذى والاستهزاء والقتل أحيانا. يقول تعالى(يا حَسْرَةً عَلَى الْعِبادِ ما يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ).
هؤلاء العظام لم يستسلموا للأذى، وما ضعفوا وما استكانوا، بل صمدوا، وكان ردهم على الأذى أن قالوا مؤكدين على نهجهم الذي لا يحيدون عنه: (وَلَنَصْبِرَنَّ عَلى ما آذَيْتُمُونا).