دقيقة تأمل
لة هم أولئك الذين يستطيعون أن يقولوا ما قاله الفيلسوف اليوناني أرسطو في أستاذه أفلاطون، بعد أن أكثر التلميذ من النقد اللاذع لنظرية المُثُل التي تبناها الأستاذ. فاتهم البعض أرسطو بالعقوق وعدم الوفاء لأستاذه بعد رحيله، فرد عليهم أرسطو: أنا أحب أفلاطون، ولكني أحب الحقيقة أكثر.
غالبا ما تؤثر الروابط بمختلف تنويعاتها في قدرتنا على تقييم الأشياء والأشخاص والأفكار بصورة موضوعية. فالقرب النفسي أو الجسدي أو الروحي من شيء أو شخص أو فكرة ما، ربما يجعلنا نميل كل الميل نحوه أو نحوها، مما يبعدنا عن الإنصاف والحقيقة. أما البعد فإن له ذات النتيجة، أي عدم الإنصاف، ولكن من منشأ معاكس هو النفور.
من الصعب جدا أن يقف المرء على مسافة محايدة عند التقييم، فيتجرد من تأثيرات القرب والبعد ما أمكنه، مع أن هذا هو مقتضى العدل والعدالة. لنتأمل في قوله تعالى: (وَإِذا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كانَ ذا قُرْبى) وقوله جل شأنه (وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلى أَلَّا تَعْدِلُوا).