08/02/2015
دقيقة تأمل
نتضايق أحيانا حين نقف مع أحدهم وقفة صادقة في أزمة من الأزمات ثم في وقت لاحق نراه موليا عنا وجهه، كأنْ لم تكن بيننا وبينه مودة سابقة. قد نُعِده ناكرا للمعروف، وربما نذهب في انفعالنا شططا فنقابل عدم تقديره بأسوأ منه، فيضيع أجرنا ويذهب معروفنا سدى.
قبل أن تنفعل في المرة القادمة، فكِّر كم من المرات أنعم الله عليك بنعمه السابغة، وتفضل بآلائه المتواترة، ثم لم تقم بأداء الشكر المطلوب ولو بأدنى درجاته؟! ولكنه لا يزال يتابع إحسانه إليك.
فكِّر كم من المرات جئت إليه خاضعا متضرعا تسأله حاجتك وأنت في حال الاضطرار، فاستجاب لك، ثم توجهت إلى غيره وغفلت عنه؟! ولكنه لا يزال يتابع إحسانه إليك.
تأمل في الآية التالية، وفكر كم من المرات انطبقت عليك دون أن تشعر؟! ولا يزال الله يتابع إحسانه إليك.
يقول تعالى: ﴿وَإِذا مَسَّ الْإِنْسانَ الضُّرُّ دَعانا لِجَنْبِهِ أَوْ قاعِداً أَوْ قائِماً فَلَمَّا كَشَفْنا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَنْ لَمْ يَدْعُنا إِلى ضُرٍّ مَسَّهُ كَذلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ﴾.
فعندما نصاب بالضر في أنفسنا أو أهلنا أو أموالنا نفزع إلى الله بإلحاح شديد، كي يكشفه عنا، ويعيدنا إلى أحسن حال. ثم لما يرتفع الضر من غير استحقاق منا، نعود لما كنا فيه من قبل، ونغفل عن ذكر الله ومقامه الأعلى.
ألا يدعونا هذا لإعادة التفكير في مواقفنا من أولئك الذين لا يكترثون بنا بعد إحساننا إليهم؟!
علينا أن لا ننشغل بهم كثيرا، وأن نشتغل بأنفسنا وإصلاح علاقاتها مع ربها قبل ذلك.