دقيقة تأمل
27-01-2015
عندما تفعل خيرا ما، فلا تنتظر من أحد من الناس جزاء ولا شكورا. قد يُقدّر البعض فعلك فيقدم لك ما يراه حقا عليه من شكر المحسنين، إذ (هَلْ جَزاءُ الْإِحْسانِ إِلاَّ الْإِحْسانُ). وقد لا يلتفت إليه البعض أو لا يرى فيه ما يستحق شيئا. وقد ينظر إليه البعض الآخر نظرة سلبية، فلا يرون سوى جوانب النقص فيه، أو يخترعونها إن لم يجدوها، وربما يذهبون أبعد من ذلك فيفتشون في نواياك ولا يتورعون عن اتهامك بالرياء وحب السمعة والظهور.
المطلوب منك في كل المواقف أن لا يُحدِث فيك الإطراءُ والثناء زهوا وتعاليا، ولا يُقعدك الصمت المطبق أو النقد الجارح عن مواصلة فعل الخير. يكفيك في كل الأحوال وجودُ مطلع على فعلك وما وراءه من نية باعثة عليه، وأنه كما أخبر عن نفسه في كتابه الكريم (لا أُضِيعُ عَمَلَ عامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ).
العاملون في المجال الاجتماعي التطوعي يحتاجون دائما للتأمل في قوله تعالى ﴿وَما تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ﴾. فالمهم أن يتأكدوا من خيرية ما يقومون به من فعل، أما ما بعد ذلك فإنه سيأتيه دون أدنى شك ﴿وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرى. ثُمَّ يُجْزاهُ الْجَزاءَ الْأَوْفى﴾.
المؤمنون بالغيب لهم حساباتهم الأخرى التي يفترقون فيها عن غير المؤمنين به. فلا تزيدهم كثرة الثناء إلا تواضعا، ولا عدم الثناء أو ضده إلا إصرارا، لأنهم يريدون بفعلهم وجه الله الذي ﴿يَعْلَمُ ما تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَما يُعْلِنُونَ﴾.