هُوَ تاجُهُ .. مِنْ أحْرُفٍ
في ذكرى رحيل الإمام السيد الشيرازي ( قدس سره )
ذِكْراكَ في شَفَةِ المدَى تتَرَدَّدُ باقٍ .. وإنْ أَوْدَعْتَ جِسمَكَ قبرَهُ وقفَ الزَّمانُ عَلَى ضَريحِكَ شاهدًا : أمطَرْتَ ماءَ العُمْرِ فوقَ رمالِهِ والفِكْرُ ينبُعُ من يمينِكَ أَنهُرًا قدْ لُحتَ مِصباحًا يُضيءُ جهاتِنا بِكَ قَدْ تجلَّى في السَّمَاحةِ أَحمَدُ يَا فَرْعَ دوحَةِ حيدرٍ ، أوراقُها قابلْتَ كُلَّ المُفرداتِ بضدِّها والرِّفْقُ كانَ بُراقَ نهجِكَ ، هل تُرَى ورسمتَ في شفَتَيْكَ بسْمَةَ عارفٍ ولِذَاكَ شِيرازيّةٌ أخْلاقُنَا مَا مَاتَ مَنْ كانَ الحُسَيْنُ طَريقَهُ أَنَا كُلَّما أتلوكَ يملأُ خافقي وجَرَتْ أصابعُكَ البيانَ فلم يكنْ وعُرِفْتَ بالسُّلطانِ ، تاجُكَ أَحْرُفٌ وَهَزَزْتَ للتأليفِ عُمْرًا مُزْهِرًا هلْ أَنتَ مُعجزةُ البيانِ ، وكفُّهُ فِقْهٌ ، وفلسفةٌ ، أُصُولٌ ، حِكْمَةٌ وبكَ النَّقيضانِ اجتماعُهما ، فما أَفْكَارُنَا في النَّهْجِ شِيرَازيَّةٌ جَسَدٌ وإنْ يُنْمَى لبَعْضِ جهاتِهِ فَجَمِيعُنا حُبُّ الحُسَيْنِ سَفِيْنُهُ |
وثَرَاكَ ظِلٌّ فيهِ قَلبيَ فالموتُ في قامُوسِ مِثلِكَ مَولدُ أَنْ جُزتَهُ وشَذاكَ فيهِ مُخلَّدُ فاعشَوشبَتْ وغدَتْ لغَيمِكَ تسجُدُ لسُطُورِهِ ثغرُ المعارفِ يسردُ مِنْ حبِّ فاطمةَ الشهيدةِ يُوقَدُ فسكنتَ بَينَ ضُلوعِنا تتفرَّدُ خُلُقُ النّسيمِ بلُطفِهِ لا يحقدُ فالظُّلْمُ .. صَفْحٌ , والعَدَاءُ .. تودُّدُ كانَتْ عصا مُوسَى بِكَفِّكَ تعضِدُ ؟ أَنَّ التَّخَلُّقَ في الرِّسَالةِ سُؤدَدُ " لا عُنْفَ " علَّمَنَا التقيُّ مُحمَّدُ وهَل السَّماءُ بوَسْطِ قبْرٍ تُلْحَدُ ؟ وَحْيٌ ، فأَنتَ -وإنْ دُفِنْتَ - الفَرقَدُ نِدٌّ إليكَ ، ففي وُجودِكَ أوْحَدُ ورُؤَاكَ شُوْرَى ، وَالوِلاَيَةُ مَقْصَدُ فاسَّاقَطَتْ رُطَبًا علومُكَ تُحمَدُ عِيسَى ، بها يخضرُّ حتَّى الجلمَدُ شِعْرٌ ، وتفسيرٌ .. وكيفَ أُعَدِّدُ ؟ عجَبٌ إذا ما قيلَ : أَنتَ مُجَدِّدُ ! لكنَّنَا مَعَ غَيرِنا نتوَحَّدُ هُوَ وَاحِدٌ وبِفِكْرِهِ مُتعدِّدُ وجميعُنا رَغْمَ الخِلافِ مُسَدَّدُ | يرقُدُ