الليلة الرابعة من فعاليات برنامج منقذ البشرية الثقافي
سماحة الشيخ هيثم الجشي: المرأة في دائرة المفاهيم
ضمن فعاليات برنامج منقذ البشرية الثقافي الرابع لشهر محرم الحرام لعام 1432هـ كانت محاضرة الليلة الرابعة بعنوان «المرأة في دائرة المفاهيم» لسماحة الشيخ هيثم الجشي.
افتتح سماحة الشيخ هيثم الجشي محاضرته بقوله تعالى في كتابه الكريم: ﴿فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى﴾ وأشار إلى القيمة المعنوية للرجل والمرأة وتساويهما عند الله تعالى، فلا فرق في أن يكون العامل ذكراً أو يكون أنثى! لأن الجميع يعودون في أصل الخلقة إلى نبع واحد «بعضكم من بعض»، وإلى ومسيرة واحدة يطيعون فيها الله ويشعرون بمسؤولياتهم إزاء ذلك كله في كل مجال من مجالات الحياة.
وأشار إلى أن الآية الكريمة أيضاً لا تعتبر الفروق العضوية وما يلحقها - بالنسبة للمسؤوليات الاجتماعية - دليلاً على اختلافهما في إمكانية الحصول على درجات التكامل الإنساني.
فالدور الذي أعده الإسلام للمرأة لا يختلف كثيراً في الخطوط الرئيسية العامة للحياة عن الدور الذي جعله الإسلام للرجل، فالمرأة من وجهة نظر إسلامية مكلفةٌ بالدعوة إلى الله وهداية المجتمع بمقدار طاقتها كما هو حال الرجل!
وقال سماحته بأن الإسلام العزيز رفع من شأن المرأة وحررها من قيود القيم الجاهلية التي امتزجت مع تقاليد مجحفة وأوهام بالية كانت تستوطن الذهنية القديمة على مستوى التشكيك في إنسانيتها، وأنّ مَنْ له أدنى اطلاع على تاريخ الإسلام وموقفه تجاه المرأة لابدّ أن يعترف بأنّ موقف الإسلام من المرأة كان بمثابة منعطف حضاري في تاريخها وتاريخ الإنسانية عامة، حيث أحسّت المرأة ولأول مرّة في تاريخ حياتها المليء بالاضطهاد والتحقير والازدراء، أنّها تقف في إنسانيتها على قدم المساواة مع الرجل لتطالب بحقوقها المشروعة على مستوى الحياة الاجتماعية والعائلية.
وأكد سماحة الشيخ الجشي أنّ النصوص الدينية والمفاهيم الإسلامية والقرآنية العامة تقرُّ حقيقة مساواة المرأة للرجل في شرف الإنسانية والحقوق الفطرية، بحيث يمكن جعل هذه النصوص كأصل أوّلي وأساسٍ فقهي يقوم عليه صرح البناء التشريعي والحقوقي لقضايا المرأة، ومن هذه النصوص القرآنية قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً ۚ﴾.
وغيرها من النصوص الشريفة الواردة في القرآن والسنة والتي تقرر اشتراك الرجل والمرأة في الإنسانية، وكونهما مخلوقين من نفسٍ واحدة وأنّ كلكم من آدم وآدم من تراب، وبيّن موقف الإسلام من المرأة كـ "دين" وموقفه كـ "شريعة" موضحاً الفرق بينهما.
ثم تطرق سماحته إلى بعض الروايات والنصوص الواردة حول المرأة على مستوى المفاهيم والتصورات الفكرية والثقافية التي تعيشها بعض الذهنيات المسلمة، مما يخلق انطباعاً خاصاً عن المرأة قد يؤثر كثيراً في صياغة التشريعات الحقوقية على مستوى الحكم الفقهي، وقال بأن هناك تصورات خاطئة وردت في بعض النصوص والروايات تحتاج إلى مناقشة:
أشار سماحته إلى ما ورد في بعض الروايات التي تحطّ من شأن المرأة وتحقيرها واستصغار شأنها وإهدار كرامتها، ما نسب إلى أمير المؤمنين : «المرأة كلّها شرٌّ وشرُّ ما فيها أنّه لابدّ منها».
وقد أورد على هذه الرواية:
أولاً: هذه الرواية مخالفة لكتاب الله العزيز حيث قرن القرآن الكريم في العديد من آياته: المؤمنين بالمؤمنات والمسلمين بالمسلمات، بل وضرب للذين آمنوا «من الرجال والنساء» مثلاً وقدوة بمريم بنت عمران وآسية زوجة فرعون، حتى إنّه يقول عن خَلْق المرأة: ﴿فَتَبَارَكَ اللهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ﴾.
اتفق المفسّرون أنّ هذا القول في الإنسان يشمل الرجل والمرأة، فهل يعقل أن يخلق الله تعالى مخلوقاً شريراً ثم يقول عنه ﴿فَتَبَارَكَ اللهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ﴾؟ فهذه الرواية تخالف كتاب الله، وكل ما ينسب إليهم مما يخالف كتاب الله يجب أن نضربه عرض الجدار كما أمرنا الإمام الصادق بذلك، فالإنسان لم يُخْلَق شريراً في أصل خلقته، بل خُلِقَ على الفطرة ﴿فِطْرَتَ اللَّـهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ۚ لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّـهِ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾ فكيف تكون المرأة كلها شرّ؟.
ثانياً: إذا كان باعتبار عنصر الإغراء، فالرجل يمثل عنصر إغراء للمرأة أيضاً، وإذا كان من جهة الحاجة إليها في التناسل؟ فالرجل كذلك يمثّل طرفاً في عملية التناسل فلِمَ لم يكن شراً؟!.
ثالثاً: هل يعقل أن يتحدث إمام المسلمين بمثل هذا الكلام ويطرد نصف المجتمع من الدين؟ إننا نربأ بعلي أن يتكلم بهذه الطريقة، وسيرته تكذّب صدور هذه الكلمة عنه، لأنه أكرم المرأة أيّما إكرام، وأحسن إليها أيّما إحسان، وهو العارف أنّ في النساء من يفيض الخير منهن وأنّ في الرجال مَنْ هم في غاية الشر، وأنّ في النساء مَنْ تفوق الرجال أدباً وعلماً وعملاً.. وإنَّ حياته مع الزهراء تؤكد ذلك.
رابعاً: إذا كانت المرأة شراً كلها، فكيف يعاقبها الله تبارك وتعالى إذا كان هو الذي خلقها؟!
أشار سماحة الشيخ الجشي أنّه ورد في نهج البلاغة أيضاً من أنّ النساء: «ناقصات العقول والإيمان والحظوظ»، وقال سماحته: لو عرضنا هذا الحديث على القرآن والوجدان، لرأينا أنّ هذا الكلام لا يتوافق مع القرآن الكريم وأنه من بنات أفكار الثقافة السائدة التي كانت تحتقر المرأة.
فمن حيث «نقصان الحظ في الميراث» وأنّ سهم الأنثى نصف سهم الذكر فهو فرض من الله لا لنقص في المرأة، وإلاّ فالوالدان سهمهما أقل من النصف بالنسبة للأولاد، أي السدس، فهل معنى هذا أنّ الوالدين ناقصا الحظ؟
وهكذا في مسألة «نقص الإيمان» المعبّر عنه في الرواية أنّها تترك عبادتها أيام عادتها، فهو أيضاً بأمر الله تعالى، فنفس ترك العبادة يكون عبادة لأنّها بأمر الله، كما أننا نترك الصوم في السفر امتثالا لأمر الله تعالى.
وأشار سماحته إلى أنّ الإيمان شيء باطني وقلبي يختلف باختلاف الأفراد ولا علاقة له بالرجل والمرأة ولا يرتبط بعدد الصلاة والصيام، فالخوارج كانوا من أصحاب الجباه السود من كثرة العبادة ولكنّ مصيرهم إلى النار، وكلُّ مَنْ له أدنى معرفة بالدين والإسلام يعرف بأنّ الإيمان شيء قلبي.
أمّا «نواقص العقول» فالحقيقة أنّ عقل المرأة لا نقص فيه، غاية الأمر أنّ عاطفة المرأة قد تغلب على عقلها في أغلب الأحيان لما أعطاها الله تعالى من عاطفة وحنان ورحمة يتناسب مع دورها في تربية الأطفال، وفي مقابل ذلك قد تغلب الحماقة على عقل الرجل كما هو الملاحظ في غالبية الناس، فالعقل لوحده غير مطلوب في الرجل إلاّ مع اقترانه بالعاطفة، فقد تصل المرأة بعاطفتها في مدارج الكمال ما لا يصل إليه الرجل بعقله.
أشار سماحته إلى أنه ورد في هذا المضمون روايات في كتب الفريقين بأنّه لو جاز السجود لغير الله لكان ينبغي للمرأة السجود لزوجها، منها ما ورد عن النبي أنّه قال: «لو كنتُ أمرتُ أحداً أن يسجد لأحد لأمرتُ المرأةَ أن تسجد لزوجها»، ومفهوم هذا الحديث واضح من حيث إيحائه بعظيم حق الزوج على الزوجة إلى درجة تقرب من العبادة والإلوهية!!
وقد أورد سماحته على هذا الحديث عدة ملاحظات:
أولاً: لكل إنسان وخاصة الزوجة الحق في أن تتساءل عن العلة والمناط في كل هذا التكريم والتقديس الذي يتمتع به الزوج دونها، فلأي شيء كان هذا التكريم، ولأي سبب تدنّى مستوى الزوجة إلى الحد الذي يكون من شأنها السجود لزوجها لولا الحرمة الشرعية في هذا العمل؟
أهو الفضل بالإنسانية!! وقد تقدم حسب النصوص القرآنية أنّهما خلقا من نفس واحدة وأنّ الذكر والأنثى سواء في الإنسانية لو لم نقل أنّ المرأة أكثر إنسانية من الرجل!
أو هو الفضل في النفقة، وهذا يعني أنّ قيمة المرأة وكيانها وشرفها الإنساني يساوي في واقعه عدّة جنيهات يتصدق بها الرجل على زوجته! فلو أنفقت عليه الزوجة لبعض الظروف الطارئة لاستحقت أن يسجد لها أيضاً إذا كان هذا هو المعيار، فهل يلتزم بهذا اللازم أتباع هذه الرواية؟ أم هو الفضل في القوة البدنية؟؟
ثم لماذا لم يكن للأب كل هذا الحق بدل الزوج؟ فهو الذي أولدها وانفق عليها طيلة فترة الطفولة والرشد التي قد تمتد إلى عشرين سنة؟
ثانياً: القرآن الكريم يصرّح في العديد من آياته بأنّ حق الوالدين يأتي بالمرتبة التالية بعد حق الله تعالى على العبد: ﴿ألاّ تَعْبُدُونَ إِلاَّ اللهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً...﴾ فاحترام الوالدين وحقهما على الأولاد أكبر من حق الزوج على زوجته في المفاهيم القرآنية.
ثالثاً: من حقنا أن نتساءل: لماذا هذا التحقير والإذلال للمرأة في مقابل الرجل؟! أليست هي شريكته في الحياة والإنسانية وأنّ كلاً منهما يحتاج إلى الآخر بنفس الشدّة؟! أليست الزوجة توفّر السكن والدعة والهدوء النفسي للزوج بما لا يعادله ثمن ولا يقيّم بمال؟ والقرآن الكريم يصرّح بهذه الحقيقة: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيات لِقَوْم يَتَفَكَّرُونَ﴾.
لماذا يكون حق الزوجة على زوجها أن «يسدّ جوعتها وأن يستر عورتها ولا يقبّح لها وجها»، في مقابل حق الزوج الذي لا يتحدد بحقه في الطلاق والزواج من أربع ولزوم الطاعة المطلقة على الزوجة وعدم جواز الخروج من المنزل إلاّ بإذنه، وإلى غير ذلك حتى يصل به الحال إلى أن يكون إلهاً للزوجة مع وقف التنفيذ!
أليست هذه قسمة ضيزى؟! ألا تساهم هذه الرواية في خلق حالة نفسية متوترة في نفس المرأة تجاه الموروث الديني؟! ألا تبعث مثل هذه الرواية في الرجل حالة طاغوتية تعمل على قهر المرأة وإذلالها باسم الدين والشرع؟!
أشار سماحة الشيخ الجشي أنه وردت روايات عديدة بهذا المضمون: «شاوروهن وخالفوهنّ».
يلاحظ على هذه الرواية عدّة أُمور:
أولاً: أنّها مخالفةٌ للقرآن الكريم ومعطيات الآيات الشريفة بالنسبة إلى المشورة مع المرأة، فهذا النبي شعيب لا يرى بأساً في العمل بما قالته ابنته في حق موسى : ﴿قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنْ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِىُّ الأمين﴾.
وفعلاً أخذ بنصيحتها وطلب من موسى العمل عنده لقاء تزويجه من إحدى ابنتيه، ولم يرَ من العمل بقولها إلاّ الخير والبركة رغم أنّه نبيٌ معصوم وعلى درجة عالية من العقل والعلم.
وكذلك يقول تعالى بالنسبة إلى المشاورة بين الزوجين في مسألة الرضاع: ﴿فَإِنْ أَرَادَا فِصَالاً عَنْ تَرَاض مِنْهُمَا وَتَشَاوُر فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِمَا...﴾.
وهذه أيضاً ملكة سبأ تستشير قومها في أمر سليمان فلم تجد منهم سوى الطاعة، فقررت: ﴿وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِمْ بِهَدِيَّة فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ﴾ وكان ما كان من إسلامها وإسلام قومها بسبب رجاحة عقلها وصواب رأيها.
وأساساً فإنّ القرآن الكريم يوصي المؤمنين باتّباع الحق والأحسن من الكلام سواء كان قائله رجل أو امرأة: ﴿الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمْ اللهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الألباب﴾.
ثانياً: أنّها مخالفةٌ للأخلاق والآداب التي أكّدت عليها النصوص الدينية من حسن المعاشرة ومداراة الزوجة والعمل بكل ما من شأنه تقوية روابط المحبّة بين الزوجين!
وتساءل سماحته: هل كان رسول الله ـ الذي أمرنا القرآن الكريم بالاستنان بسنته والاقتداء بسلوكه ـ يتعامل مع خديجة بمثل هذا التعامل؟ أو هل كان الإمام علي ينطلق في تعامله مع الزهراء «عه» من موقع المخالفة لمّا تشير عليه في أمر من الأمور؟! أو هل كان الأنبياء يصنعون ذلك مع نسائهم؟!
ثالثاً: أنّها مخالفةٌ للعقل والمنطق وسيرة العقلاء، فقول الرواية «شاوروهن وخالفوهن» يعني أنّ الحق في مخالفتهن والباطل في رأيهن، ولا نعلم بأي معيار كان رأيهن باطلاً دائماً؟ فإن كنّ مؤمنات فإنّ الله تعالى كما يرشد الرجل المؤمن إلى الحق فكذلك المرأة المؤمنة لقوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَاناً...﴾ وهذا الفرقان والدليل إلى الحق كما يكون للرجل المتقي كذلك للمرأة المتقية.
وفي ختام محاضرته استشهد سماحة الشيخ الجشي بزوجة زهير بن لقين وقال: لو رجعنا إلى التاريخ الإسلامي لوجدنا شواهد كثيرة يخطئها الحصر على حصافة رأي بعض المؤمنات ورجاحة عقلهنّ، فهذه زوجة زهير بن القين ترى التردد في سيماء زوجها في تلبية دعوة الإمام الحسين فتقول له: عجباً هذا الحسين بن علي يدعوك ليحدثك ولا تجيبه؟! فما كان منه إلاّ أن نهض من مكانه وتوجّه إلى الحسين، ثم عاد بوجه متهلل وبشّر زوجته بالتحاقه بالحسين وبذلك فاز بالشهادة والجنّة في حين أنّه ما خرج من الكوفة إلاّ تهرّباً من رؤية الحسين .
السَّلام عَلَيْكَ يَا أبا عَبْدِ اللهِ وَعلَى الأرواحِ الّتي حَلّتْ بِفِنائِكَ، وَأنَاخَت برَحْلِك عَلَيْكَ مِنِّي سَلامُ اللهِ أبَداً مَا بَقِيتُ وَبَقِيَ الليْلُ وَالنَّهارُ، فالسَّلام عَلَى الحُسَيْن، وَعَلَى عَليِّ بْنِ الحُسَيْنِ، وَعَلَى أوْلادِ الحُسَيْنِ، وَعَلَى أصْحابِ الحُسَينِ الذينَ بَذَلُوا مُهَجَهُم دُونَ الحُسين.