العلامة المصطفى : أدبيات التعايش بين المذاهب
صدر عن دار الملاك - بيروت ، كتاب : « أدبيات التعايش بين المذاهب » ، لمؤلفه : العلامة الشيخ حسين علي المصطفى ، الطبعة الأولى 1431هـ / 2010م ، وجاء الكتاب في « 160 » صفحة من الحجم المتوسط .
يحتشد المجال البشري بتنوعات دينية وطائفية ومذهبية غير مسبوقة ، وتتوالد التيارات السياسية والفكرية والتربوية والاجتماعية في العالم بمتواليات قلّ نظيرها في التاريخ الإنساني ، ويمكن لهذا التنوع أن يشكّل قاعدة صلبة ووعاء جامعاً ، تجري في داخله عملية تفاعلٍ خلاّقة بين هذه المكونات إذا أحسن أتباع الديانات والمذاهب إدارة التنوّع والاختلاف فيما بينهم ، وقد وفّق المؤلف الأستاذ سماحة العلامة الشيخ حسين المصطفى في هذا الكتاب ، حيث أسس من خلال طرحه قواعد مهمة لآداب التعايش والحوار بين المذاهب والأديان ، وأجاب في ضمن بحثه أيضاً على تساؤلٍ هامّ ومركزي ، وهو أن الأديان هي رسائل الله إلى البشر ، فهل يمكن أن نلتقي جميعاً على ثوابتها حتى لو اختلفت تفاصيل أدياننا ومذاهبنا وخصوصياتها ؟
افتتح سماحة الشيخ المصطفى كتابه بمقدمة رائعة أشار فيها إلى أن هناك ظاهرتين خطيرتين تجتاحنا يجمع بينهما التهاون وانعدام الوعي ، وهما وجهان لعملة واحدة ؛ أحدهما : ظاهرة التشهير والتسقيط بين المسلمين . وثانيهما : اجتياح ظاهرة التكفير من قبل بعض الجماعات .
وأشار إلى هاتين الظاهرتين ومدى انتشارهما في الآونة الأخيرة بكثافة ، وتحدّث عن أسباب انتشارهما وخضوعهما إلى مموّنات المحيط البيئي الذي يعيش فيه بنو البشر ، من قبيل التشدّد الفكري أو السلوكي ، وكذا العزوف والانعزال عن المجتمع ، وأن اجتياحهما يعدان تجاوزاً لكل القيم الإنسانية وانتهاكاً فاضحاً لكل الحرمات ، وتشويهاً صارخاً لكل تعاليم النبي .
اشتمل الكتاب على تقديم لمؤسسة الفكر الإسلامي المعاصر للدراسات والبحوث والتي تهتم بالكتب المؤصلة ، كما اشتمل على مقدمة للمؤلف وأربعة فصول رئيسية تندرج تحتمهما عدة عناوين :
1- فقه أدب التعايش .
2- التعايش ووحدة الوطن .
3- التعامل مع الإختلافات .
4- لوحات مضيئة .
واستعرض سماحة العلامة الشيخ المصطفى أيضاً الملامح الفقهية لبعض العلماء المعاصرين في أدبيات التعايش والتي كان من أهمها رأي سماحة المرجع الديني الراحل السيد محمد حسين فضل الله (قده) ، ومحاربته لظاهرة التكفير والتضليل المتنامية في الأوساط الإسلامية في أساليبها المدمرة ، وتجلياتها القاتلة .