إليك نعم إليك
خاطره في رحيل العلامة الشبيب
إلى روحٍ أحسست كثيراً بأنها تعانق روحي
إلى فكرٍ لطالما سيطر على أمهات فكري
إلى قلبٍ عظيمٍ شعرت بأنه استوعب كياني
وأخمد بركان الشبهات أمامي .
--------
إلى من تنساب الكلمات إليه سوقا
وتهيج المشاعر لمحياه شوقا
وكم كانت للمفردات من فيه ذوقا
------
إلى من أسكب الدمع عليه من عيني جمرا
إلى من سقاني من رحيق العشق خمرا
إلى من أثار الروح والفكر .. طوراً بعد طورا
إلى من فجر زفرات النوح من كبدٍ حرا
إليك نعم إليك
-------
إليك .. أستاذي ومعلمي
ترتسم أمام عيني صور تلك الأيام التي
كنت أتطلع فيها إليك كأخٍ اكبر وأستاذٍ
ومرشد ٍ وصديق .. أشعر نحوه بجوار المحبة
بنوعٍ من الافتتان .. والسحر
كنت أضغط وأكتم .. قدر ما أستطيع كتمانه
مما يصيبني من الانبهار والتقديس
من تواضعٍ دمثٍ رقيق خلاب
بأحاديثه وملاحمه العلمية
------
لا ألومن كثيراً على نظرات الدهشة في أعينهم
فأنا نفسي مندهش لمّا فارقتنا من اتجاه
هذه المشاعر إليك ...
فكأن فراقك أثار دفائن مشاعر الشوق إليك
كنت تغيب .. نعم تغيب ..
ولكن غيابك الأخير جدٌ مختلف
فيغابك الأخير ضحى الثلاثاء المشئوم
أحسست منذ بدءه ..
أنني بحاجتك .. وأي الحوائج أُقدّم ؟
لا أعلم ..
عندها أمسيت كالثكول
وصرخ فؤادي صرخة الحزن العميق
-------
كنت أستحي أن أقول لأحدٍ أني : أحبك
وأقسم أنني أحبك
وأنني لأعلم أن هذه الكلمة ليست ككل الكلمات
.. أو العبارات ..
لأني أظن أنها صادرة من ذات الشيء إلى ذاته
هذا ما أكتشفه في داخلي
------
ولا أحب الإطالة عليك حبيبي
كما كنتُ في الماضي ...
فأستودعك الله
وأسمح لي أن أقدم لك اعتذاري
وإلى لقاءٍ بجوار قدس الرحمن
ومع أولياء الملك المنان
مع خالص حبي وشوقي