تأملات في لحظات ألم ( 2 )


جرس الإنذار...

في الآونة الأخيرة ازدادت حالات العنف في قريتنا الوادعة و لم يحرك أحد ساكناً لمواجهة هذه المشكلة الخطيرة على الرغم من أن ضحاياها – وإن كان قد كتبت لهم الحياة – ما زالوا يعانون من آثار جراحهم و البعض منهم أصيب بحالات مرضية مزمنة .

 في يوم الاثنين دق ناقوس الخطر ولكن جرس الإنذار كان عالياً في هذه المرة بل مدوياً فالضحية فقد حياته و لم يكن أي ضحية ... لقد كان قمراً من أقمار هذه القرية و خيرة شبابها وكان فقده بهذه الصورة المروعة صدمة  تركت أثرها داخل و خارج أم الحمام.

إنني أتساءل عما سيفعله الناس في أم الحمام تقديراً لشهيدها و تلافياً لكوارث أخرى ... هل كان لا بد من حدوث هذه الكارثة لكي يتنبه المخلصون من أهلنا لهذه المشكلة العظيمة؟!

ترى من سيحاول إعادة السلام لبلدتي التي فقدت إحدى حماماتها؟! أو ليس اسم بلدي رمزاً للسلام؟!

إكراماً لذكرى أبي أحمد تطوعوا –كما اعتاد أن يفعل – و أسسوا حملات و ندوات لمحاربة العنف بشتى صوره قبل أن يزداد عدد الضحايا و تتعدد أشكال الكوارث.

قرار الاعتزال...

والمثل يضرب و لا يقاس..

 لقد سمعت أن أبا أحمد – رحمه الله – كان له حضور أقوى من أي عام مضى في جميع المناسبات الدينية في قريتنا و كأنه كان يترك أثره الأخير و البارز في تاريخ العمل التطوعي في مسقط رأسه ...

رحل شكري مشكوراً ومحموداً من جميع الناس في بلدته بعد أن قدم لهم أقصى ما يستطيع و ساهم بكل طاقته في تغيير مسارات العمل لوجه الله الكريم الذي اختار له الرحيل في شهر محرم الحرام ... شهر اختص بشهادة خير من أمر بالمعروف و قدم حياته فداءً لدينه الحنيف كما قدم كل القرابين التي كانت بحوزته طلباً لرضا الرب الجليل ..

لقد كانت جنازة أبي أحمد مهيبة تليق بمقامه ومنزلته في هذه القرية ...

فاجأت أوبرا وينفري أحد رموز الإبداع في الإعلام الأمريكي جميع متابعيها في أنحاء العالم بقرار اعتزالها وهي في  أوج شهرتها و نجاحها...

لقد أدركت أوبرا أهمية الاعتزال في هذه المرحلة التي تمثل القمة.