سيهات : المحفوظ يفتتح مؤتمر القرآن الكريم السابع والعلوي والنمر أول المشاركين
أفتتح في حسينية الرميح بسيهات يوم أمس الأحد 16/9/1430هـ الدورة السابعة لمؤتمر القرآن الكريم تحت عنوان "التوحيد والشرك قراءة قرآنية في الأبعاد الحضارية والاجتماعية".
•المحفوظ: لا يمكن للحضارة التي يصنعها البشر أن تكون ملتزمة بالعدالة في كل أبعاده:
وأفتتح المؤتمر سماحة الشيخ أمين المحفوظ في كلمة بين فيها أن "مفهوم الإيمان بالله وعدم الشرك به" يشكل "أصلاً تتفرع منه
كل القيم والمبادئ بل والشرائع العملية التي تحكم التطور البشري وتنظم حياته في أبعادها المختلفة والمتغيرة زماناً ومكاناً"، مضيفاً أنه "لا يمكن للحضارة التي يصنعها البشر أن تكون ملتزمة بالعدالة في كل أبعادها، أو بحقوق البشر في جميع المجالات" مرجعاً سبب ذلك إلى أن "الحضارة التي تبتعد عن قيم ومبادئ التوحيد تتجه لتأليه المادة وهنا بالذات يبدأ البشر مسيرة الظلم والتعدي والانحراف عن هدف الخلقة"، داعياً إلى " الرجوع لعقيدة التوحيد القرآنية".
• التوحيد والشرك والانبعاث الحضاري:
و شارك في الجلسة الأولى من المؤتمر كل من سماحة السيد جعفر العلوي سماحة السيد حسن النمر و حيث قدم كل منهما دراسته في الليلة الأولى.
وكانت سماحة السيد جعفر العلوي بعنوان "التوحيد و الشرك و الانبعاث الحضاري"، وقد بدأ دراسته بشرح مفهوم الحضارة، حيث أعتبر أن "مفهوم الحضارة من المفاهيم العسيرة في التحديد، و ذلك بفعل التطور الدلالي الذي حظي به عبر تاريخ الحضارة نفسها".
و بين السيد العلوي في دراسته المعاني والدلالات في مفهوم الحضارة لينتقل بعدها للحديث في "التوحيد" مبينا أن "أول الدين معرفته" حيث يكون التوحيد " ثمرة المعرفة وكمالها بأن يزيل عن نفسه حجب الخلق" مستدركاً بأن " لا يجعل في اعتقاده أن موجودا ما له قدرة مستقلة ذاتية" معتبراً أن هذا الاعتقاد هو " منزلق الشرك".
و حول الشرك قال السيد العلوي "حديث القرآن عن الشرك في الأمم السالفة ليس قصة تاريخ منفصل، و إلا فثمة قسم من القرآن لا يعنينا.. وفهم الشرك بالصورة النمطية المستقاة من المشركين العرب يجعله حديث تاريخ"، مضيفا أن " قضية الشرك هما في حقيقتهما شيئا واحدا.. وهما ]الفصل و التقديس["، مبيناً أن "بالفصل تتجلى ظاهرة تقديس غير الله بغير الله"، بينما " يصح أن نقدس الحجر الأسود بحيثية الأمر الإلهي ولذا هو يربط بالله و لا يفصلنا عنه سبحانه".
و أنتقد السيد العلوي الحضارة المعاصرة رغم تأكيده بعدم التقليل من شأنها، إلا أنه أعتبر أن "للعمران أسباب مادية"، بينما للقيم أسباب "تجعله في خدمة الإنسان"، موضحاً أن الدين " غايته الفلاح البشري في الدارين إلا أن الآخرة هي الأساس و الهدف النهائي"، مؤكداً أن " ليست الحياة تهدف عمارة الأرض، بالرغم من أن عمارة الأرض، ضرورة لاستمرار حياة الإنسان عليها، إلا أنها ليست غاية نهائية للحياة".
•السيد النمر: دور التوحيد في بناء الحضارات والمجتمعات:
أما دراسة السيد النمر فجاءت تحت عنوان "دور التوحيد في بناء الحضارات والمجتمعات.. رؤية قرآنية"، ابتدأ دراسته بسؤال "هل يتمكن الدينُ أن يبني حضارة ومجتمعا إنسانيا؟" مبينا أن هذا السؤال قد يثيره البعض لعدة أسباب موضحا أن منها "التشكيك بحسن نية قدرة الدين عموما، والدين الإسلامي خصوصاً على إقامة حضارة تضارع ما شيد من حضارات عبر التاريخ"، و ذكر النمر أن من الأسباب التي تدفع هذه الفئة في التشكيك في قدرة الدين " الجهل بمعارف الدين" و "ضعف الاعتقاد به" و "الاهتزاز النفسي أمام هجوم الأعداء".
و أضاف النمر " يجب أن يكون السؤال هكذا (هل يمكن بناء حضارة توحيدية ومجتمع توحيدي؟) مستدركا " أننا لسنا ملزمين أن نرى حضارة و مجتمع منشودين بعيون غربية،... وإنما الهدف الوصول إلى أفضل صورة للحضارة و المجتمع".
و ذكر النمر في دراسته بأن "الحضارة التوحيدية" تقوم على ثنائية "العلم" و "العمل"، فلا يسمح " بتشييد الحضارة على أسس غير علمية" واصفا صور العلم بأنها قد تكون "وحي" أو " العقل" أو "التجارب"، مؤكداً على أنه لا يوجد مجال "للكسل و الخمول في الرؤية التوحيدية للحضارة".
و أكد النمر في ختام دراسته على أن الرؤية التوحيدية تؤسس حضارة "تقوم على أساس إعطاء كل ذي حق حقه، بدءً من الخالق عز وجل؛ فلا يعتدى عليه بالكفر أو الشرك أو الإلحاد أو التشبيه أو التقصير في التزام أوامره ونواهيه، مروراً بالموافقين لنا في الدين والمذهب؛ بأن نبتعد كل البعد عن أي شكل من أشكال العدوان و الظلم ماديا أو معنويا، وانتهاء بالمخالفين لنا في الدين والمذهب؛ فلا ننتقص من حقوقهم بهذا الشكل أو ذاك".
وقد تولى التعقيب على ورقة السيد جعفر العلوي الشيخ علي الموسى، بينما قام بالتعقيب على ورقة السيد حسن النمر الأستاذ عبدالعزيز حسن زايد، وفي الختام كانت هناك مداخلة للأستاذ على آل زواد.
- صور من المؤتمر