مؤكداً أن الإمام القائم (عج) هو أمل الأنبياء والمصلحين، وعلى الأمة أن تتحمل مسؤوليتها

الشيخ السعيد: الصراعات الاجتماعية تفتت اللحمة المذهبية

شبكة مزن الثقافية

 أكد إمام وخطيب الجمعة بالعوامية سماحة الشيخ عباس السعيد -حفظه الله- على دور الصراعات الاجتماعية في تشتيت القدرة والإرادة الاجتماعية، وبالتالي حرف بوصلة مسيرة المجتمعات من البناء إلى الهدم.

وأشار سماحته في خطبة الجمعة التي ألقاها في جامع الإمام الحسين بالعوامية: " أن الصراعات التي قد تنشأ بين التيارات والجماعات العاملة في المحيط الاجتماعي فيها استنزاف للطاقات وتضييع للجهود، مضافاً إلى أنها تحرف مسار العاملين، وتفتت اللحمة الدينية والمذهبية.

وتساءل سماحته عن الأسباب التي تولد الصراعات الاجتماعية، وقد أشار في معرض إجابته إلى عدة أمور:

أولاً: التفرق عن القيم، حيث أنه مع الاجتماع على القيم لا يمكن أن تتولد الصراعات الاجتماعية لو لا الحزبية والعصبية، وقد نوه سماحته إلى أن السلوك والواقع الخارجي هو الذي يكشف عن مدى تمسكنا بالقيم والمبادئ من عدمه، لأن الشعار ليس مقياساً حقيقياً لصدق التمسك.

ثانياً: المواقف المبدئية الحاسمة، حيث أن المواقف المبدئية الحاسمة التي تتصل بالشأن الاجتماعي العام غالباً ما يتفرق المجتمع حولها وعليها، وقد مثل سماحته لذلك بالانقسامات والصراعات الاجتماعية التي برزت في زمن خلافة أمير المؤمنين جراء السياسة الاقتصادية العادلة التي مارسها الإمام بحسم لا هوادة فيه.

ثالثاً: البغي، لأن الحق القيم واضحة لا يرتاب فيها أحد، فالبغي التي تحركه الأهواء والشهوات هو الذي يدفع إلى افتعال كثير من الصراعات، وأشار سماحته: بأن هذه حقيقة قرآنية أكدها القرآن في محافل عدة.

  • وبعدها تطرق سماحته إلى بعض التوصيات التي يمكن من خلالها تذويب الانقسامات والصراعات، فأشار إلى:

أولاً: قيم وأخلاقيات الاختلاف، فلأن الاختلاف في الرؤية والعمل واقعٌ لا محالة، لا بد أن نتحلى بقيم وأخلاقيات الاختلاف، وهنا أكد الشيخ السعيد على: استبدال الصراعات بروح التنافس، واعتماد لغة الحوار والنقد البناء لأنها السبل المتحضرة التي يلجأ إليها العقلاء والمجتمعات الواعية لحل الانقسامات والصراعات.

ثانياً: تحكيم القيم على الاختلافات، حيث أن القرآن والعترة هي الدستور لتقييم المناهج والثقافات والمواقف.

وقد تحدث الشيخ السعيد في خطبته الثانية عن الإمام القائم (عج) وبيّن أن الله أنزل الرسالات الإلهية لتسود الحياة، وجعلها السبيل الوحيد لتحقيق الهدى للإنسان، وأن الرسالات الإلهية لا يمكن أن تهيمن على سائر آفاق الحياة الإنسانية إلا إذا كانت لها الحكومة والسيادة.

ثم أشار سماحته بأن الحكومات الإلهية لم تحكم إلا مدة قصيرة من تاريخ البشرية، أما الشطر الأكبر من الحياة الإنسانية فقد كان مرتعاً للظلم والاستكبار والاستبداد، وهذا ما جرّ على البشرية كثيراً من الويلات، الأمر الذي لا يحقق الحِكم الإلهية لاستخلاف الصفوة من العباد.

ولذا نوه سماحته: بأن حِكم الاستخلاف الإلهي لا تتحقق بأعلى مراتبها إلا بقيام حكومة القائم من آل محمد، حينما يكون ميراث الأرض للصالحين، وبهذا تتحقق آمال الأنبياء والأوصياء والمصلحين والمجاهدين والأحرار في كل العالم.

وفي ختام خطبته أكد الشيخ السعيد بأن عقيدتنا بالإمام القائم (عج) لا بد أن تتحول إلى بصيرة عملية بها تتحمل الأمة مسؤوليتها الإصلاحية لتمهد لظهور الإمام (عج).