قلق و انتظار

حـاولت سعاد أن تغمض عينيها تلك الليلة ولكنها لم تستطع أخذتها الأفكار والهواجس إلى عالمها الجديد كيف سيكون وماذا ينتظرها وتذكرت حياة الدلع تلك التي ستتركها ومشوار المسؤولية الذي سيبدأ بدخولها قفص الزوجية .

 أفكار عدة قد عكرت مهجعها وجعلتها في حالة أرق خصوصاً تلك الأفكار التي زرعتها صديقاتها وقريباتها بأن فترة الخطوبة تختلف تماماً عن الزواج وتذكرت قول أحدى صديقاتها المتزوجة حديثاً بأن الدلع والدلال ينتهي بعد الزواج وبالولادة خصوصاً وبعد سيل من الأفكار نامت وهي تترقب ليلة الغد الليلة الفاصلة في حياتها .

 وفي الصباح الباكر انطلقت إلى الصالون لتعد نفسها لا استقبال شريك عمرها , جلست على أحدى الكراسي تنتظر دورها وبدأت رحلت القلق والأفكار تعاودها من جديد وأسئلة عدة تعصف ذهنها
هل سأكون زوجة مثالية ؟
وكيف لي أن أكون كذلك ؟
وهل سأحقق السعادة لي وله ؟
تذكرت نصائح والدتها وجدتها وتلك الدروس التي تعلمتها من بعض عماتها وخالتها المتناقضة في أغلبها كانت تأخد من تلك الدروس ماتريد وتتعلم من تجارب الأخريات وقصصهم .

 
وقطعت حبل أفكارها عروس أخرى تجلس بالقرب منها بدت قلقة تهاتف أمها بين الحين والأخر وتوصيها بالترتيبات المعدة لحفل الزواج وتعاود الاتصال بأختها لتعيد لها نفس الوصايا تارة أخرى وتتأفف بين الحين والأخر خصوصا عندما تنظر إلى الساعة , دق هاتفها المحمول توردت وجنتيها وبدت تتكلم بنغمة أرق من تلك التي كانت تتكلم بها مع أمها وأختها لم تظهر قلقها له , بكل رقة قالت (( أنا ما أبغى الا سيارة الشبح اللي استعرتها من صاحبك عشان تزفني بها )).


 أيقنت سعاد حينها أنها ليست الوحيدة القلقة في تلك الليلة وأن اختلفت أسباب القلق فابتسمت حينها ابتسامة رضا ألبستها تلك الابتسامة ثوب الجمال وزادتها قناعة وأملاً وجعلتها أجمل عروس في ذاك الصالون تلك الليلة .