آية الله المُدرّسي: قوانين صدّام تعطي "كل الامتيازات" للحكومة مقابل "لا شيىء" للناس !

شبكة مزن الثقافية
سماحة آية الله السيد هادي المدرسي دامت بركاته
سماحة آية الله المدرسي في حوار سابق مع شبكة العصر الثقافية

قال سماحة آية الله السيد هادي المدرسي أن الكثير من  القوانين السائدة في العراق اليوم هي ذات القوانين من  زمن الطاغية صدّام، وهي القوانين التي تقر وتعطي كل الامتيازات للحكومة مقابل لا امتيازات للناس، فلا يحصل الشعب على شيء حقيقي يذكر.مشيرا إلى أن الشعب لم يكن متذمرأ من الحكم السابق لوجود الطاغية صدام على رأسه وحسب، بل علاوة على ذلك فإنه عارض النظام برمته والقوانين السائدة،وطالب سماحته بصرورة تغيير هذه القوانين التي قال بإن الناس ثاروا من أجل تغييرها وبسببها أيضا عارضوا نظام صدام. وطالب بضرب أي قانون يتعارض مع مصلحة المواطن عرض الحائط، منوها إلى أن البعض يدركون أن بعض القوانين ظالمة ورغم ذلك ينفذونها ويبررون ذلك بأنهم يمتثلون للقانون.

 وفي حوار اجرته معه قناة (أهل البيت عليهم السلام ) الفضائية ،  اوضح سماحته بهذا الخصوص، بإن الناس ليست لديهم عداوة شخصية في زمن النظام السابق، إنما كان لديهم عداء مع هذا الواقع السيئ، فإذا تغيرت الوجوه دون الواقع فلا فائدة، وقال سماحته: يجب أن تصبح القوانين لمصلحة الناس. وأنا من هنا أقول: أي قانون وجده الموظّف ضد مصلحة المواطن فليضرب به عرض الحائط، ومسؤوليته برقبتي، بشرط أن يكون صادقاً مع نفسه ومع الله. واضاف سماحته، نحن بحاجة إلى رجال تاريخيين في العراق إذا رأوا الشعب نائماً يبقون يقضين لا أن يناموا ويبقى الشعب يقضاً،  مسؤولين يقرون بأخطائهم ويقولون هذا واجبنا أمام الشعب وليس واجب المواطنين أمام مسؤوليه،  وتسائل: هل يستطيع أي مواطن أن يذهب إلى المنطقة الخضراء ويراقب عمل الدولة والمسؤولين؟ أو أن يراقب أداء المحافظ وسائر المسؤولين؟ يجب علينا أن نقيم دولة على أكتاف رجال تاريخيين، مسؤول لا يبحث عن امتيازات ومصلحة معيّنة بل يسهر فعلاً على مصالح الناس وتقديم الخدمات لهم. من جانب آخر نوه سماحته إلى أن تحميل الحكومة المسؤولية في تردي الاوضاع الخدمية وغيرها، لا يعني أن المواطن لا يتحمل أي شيء، مشيرا إلى أن من واجب الحكومة مثلا  تنظيف الشوراع ولكن هذا لا يعني ان المواطن يقوم بتوسيخها، وتساءل سماحته لو افترضنا أن الحكومة قصرت او حتى امتنعت عن تنظيف الشوارع فهل يجب أن يعيش الشعب في بحيرة من القمامة؟!. وقال: في الحقيقة أنّ المواطن العادي ليس معفياً من المسؤولية، نعم؛ ربما أنّ كل شيء بيد الدولة والحكومة والسلطة، فإذن هي المسؤولة في الدرجة الأولى بمقدار 80%، لكن 20% هي مسؤولية المواطن العادي. مثال ذلك : نظافة البلد ونظافة الشوارع، فهي مسؤولية الحكومة والبلدية، لكنها مسؤولية الناس أيضاً. فنحن نعود أنفسنا على ألا نوسّخ الشارع ولا نرمي الأوساخ في الشارع، ثم ننظّم أمورنا في شارعنا ومحلتنا..، بمعنى أن تكون يد تعمل ويد تطالب. وأن نكون أيضاً من الناس الذين يملكون ثقافة النظافة مثلا.