زلزال آسيا وحّد الفئات المتنازعة وقضى على الانقسامات السياسية في آتشية
تألمت جميع شعوب العالم للزلزال المروع الذي أصاب جنوب وجنوب شرق آسيا وتسبب بوقوع عدد كبير من الضحايا تجاوز 170 ألفا من الأطفال والنساء والرجال وهو قابل للزيادة، وقد اختلفت الأقاويل حول تفسير ما حدث، فمن قائل إن ذلك لم يحدث مثله على ظهر الأرض منذ 100 عام وقائل إنه من الظواهر الطبيعية التي يجب أن تحدث بسبب ضعف القشرة الأرضية في هذه المنطقة، وهناك من عَدَّه عقاباً من الله، وهناك أيضاً من رآه رحمة إذ برزت خلاله سمات التكافل والتراحم والتعاون على درء الخطر.
وفي هذا الصدد قالت الداعية الإندونيسية إيلي مالكي التي تحضر للدكتوراة في جامعة الأزهر: إنها تأثرت كثيراً بصور الضحايا التي تعرضها الشاشات كل يوم وتتساءل متأثرة: "لماذا يقول بعضهم إن ما حدث عقاباً من الله؟ ولماذا لا يكون رحمة منه؟ ففي الفترة الأخيرة عانت كثير من دول جنوب شرق آسيا من الانقسامات والمشكلات السياسية خاصة في محافظة آتشية الإندونيسية مركز الزلزال حيث أصبحت كل فئة تريد أن تكون المسيطرة وصاحبة الكلمة النافذة وازدادت الحركات المناوئة للسلطات حتى أصبح الشعب في حيرة من أمره، في ظل هذه الظروف حدثت الكارثة "تسونامي" التي كان لها تأثير على توحيد كلمة الفئات المتصارعة والمنقسمة فأصبحوا يدا واحدة لمحاولة إعمار ما تهدم ودمر، وعَدَّت مالكي أن ما حدث إنذار وليس عقابا كما فسره بعضهم، كما أن علم الجغرافيا يؤكد لنا أنه كل 200 عام تحدث ظاهرة طبيعية كبيرة على الأرض.
ويشير المسؤول عن الطلبة الإندونيسيين الملتحقين في جامعة الأزهر (أحمد رجال) إلى أن جميع الطلبة الإندونيسيين الذين يتجاوز عددهم 2000 طالب وطالبة فزعوا من الأحداث خاصة من أبناء إقليم آتشية الذين يبلغ عددهم 350 طالبا وطالبة، ويشير إلى أنه علم بالخبر في الساعة الخامسة صباحاً عندما أرسل له زوج أخته رسالة على الجوال يخبره بأنهم يتعرضون لزلزال، وقد ظن الأمر مزحة لكن بعد عدة ساعات وعندما كان في لجنة الاختبار اتصلت به أخته فتأكد له أن هناك طوفاناً (تسونامي) في بلاده فتوقف عن إكمال الاختبار، ويؤكد بحزن وأسى أن كثيراً من الضحايا كانوا من أهالي الطلبة وهم في حال نفسية صعبة جداً.
ويشير سناوي إجنو يوسف (طالب إندونيسي في جامعة الأزهر) يبلغ من العمر 22 عاماً من محافظة آتشية مركز الزلزال إلى أن إخوته نجوا من الزلزال إلا أن أباه وأمه مازالا في عداد المفقودين ويعاني هو وزملاؤه طلاب وطالبات الجامعة صدمة مما حدث، وزاد الأمر سوءاً أنهم يستعدون للامتحانات النصفية هذه الأيام، كما أنهم ظلوا عدة أيام لا يذوقون الطعام من شدة الحزن.