آية السيد هادي المدرسي : لا نجاح من دون تعاون وتنازل وتفاهم
آية الله السيد هادي المُدرّسي في حوار عن واقع وآفاق العملية السياسية في العراق:
لا نجاح من دون "تعاون وتنازل وتفاهم" ونحتاج ذلك في العراق في كل المجالات
لنتعلّم كيف نختلف و كيف نتّفق و كيف نتعاون وندير اختلافنا واتفاقنا
قال سماحة اية الله السيد هادي المُدرّسي أن العراق ليس بحاجة الى فقط الى "كثرة تنظيمات وأحزاب" بقدر حاجته الى "تحالفات وتوافقات بين المجاميع قائمة على ثلاثة تاءات مهمة هي تاء التعاون والتفاهم والتنازل، ووفق النظرة الاستراتيجية والقواسم المشتركة للتلاقي وليس على اساس النظرة الضيقة والمصالح الأنية، وبعبارة أخرى أن نعمل على نقاط الاشتراك ونتعاون فيها ولو عشرة في المئة، ونبقى في نقاط الخلاف نقنّنها، دعونا نتعلّم كيف نختلف، و نتعلّم كيف نتّفق، و نتعلّم كيف نتعاون فيما نتّفق وكيف نختلف فيما نختلف".
واوضح سماحته أن العبرة ليست بكثرة التنظيمات، وانها وأن كانت حالة جيدة و مطلوبة ، لكن بشرط أن لاتؤدي الى "التشظي" والنزاعات بل يجب ان يكون هناك قدرا كبيرا من الوعي والتفاهم والتقارب فيما بينها ولا نقول ان تذوب في بعضها البعض. مشيرا الى انه "ثبت بالتجربة أنه كلّما كانت التحالفات أكثر كلّما كانت ثقة الناس أكثر، وكلّما كانت التنظيمات هذه بعيدة عن بعضها البعض كلّما أصيب الناس بخيبة أمل .." مضيفا انه "لا يوجد نجاح على مستوى دولي، ولا على مستوى وطن، من دون تعاون وتفاهم وتنازل، وفي العراق نحتاج إلى هذا الأمر ليس فقط في المجال السياسي، بل في جميع المجالات، في المجال الثقافي، الاجتماعي، الاقتصادي، وعلى مستوى قرية، على مستوى مدينة، على مستوى العمل السياسي، على مستوى حتى العمل الديني، والمرجعي، نحن كنّا نطالب ولا زلنا نطالب بشورى المراجع، أن يجتمع المراجع فيما بينهم، المراجع الدينية، المراجع السياسية، وغيرها، ظاهرة المؤتمرات والحوارات التي تجمع ما بين مختلف الأطراف هذه ظاهرة حضارية".
وحول مسيرة العملية الديمقراطية والشأن الانتخابي في العراق وبروز بعض المؤخذات والانتقادات الموجهة بهذا الخصوص، اوضح سماحته في جانب من حوار مطول بثته قناة أهل البيت الفضائية مساء أمس ، أن" الفاشلون دائماً تكتيكهم يأكل استراتيجيتهم، وعندهم نظرة قصيرة جداً. فتراهم وقت الانتخابات ينادون ويسارعون الى تآلفات لكي يفوزوا أياً منهم، ولكن بمجرد انتهاء الامر، ترى أن لا ارتباط لبعضهم مع البعض الآخر ، هذه نظرة ضيّقة..". مضيفا " لماذا فقط أيام الانتخابات الناس يرون المسؤولين ويرون التنظيمات والاحزاب، وبروز الاهتمام بالناس وتوزيع هدايا و جوائز وسعي لحل قضاياهم، فهذا اسلوب خاطىء، لايجب ان يكون التلاقي والتواصل مع الناس والاهتمام بمصالحهم من قبل المسؤولين فقط في أيام الانتخابات.." وتابع بالقول: "يجب أن تكون لدينا نظرة بعيدة وتحالفات حقيقية سليمة على المدى البعيد، لا أن تكون عيننا على هذه الانتخابات او تلك وكفى.. الجميع تكون لديه عين على "(الآن) وعلى (المستقبل)، ففي اليوم الذي ينجح لا يقول أنا نجحت وهذه نهاية التاريخ ونهاية الانتخابات والسياسة..الديمقراطية لعبة، وهي ليست الحدّ النهائي للنظام السياسي للبشر، ولذلك يخطأ من يظن أنّ نهاية التاريخ هي مع هذا النوع ، من النظام، لابدّ أن نطوّر الديمقراطية..". وتابع سماحته بهذا الشأن أيضا "في العراق نحن جدد على النظام الديمقراطي، وقد تأتي فيه أحياناً نقاطاً سلبية وأخطاء، وواحدة من أخطائها أن يتم التعامل معها وتكريسها على اساس المصالح الضيقة وليس المبادئ والقيم .." مضيفا أن ذلك يعني اننا بحاجة دائما الى الاصلاح والترميم، كما الحضارة بحاجة إلى ترميم، سواء في النظام السياسي أو النظام الاجتماعي أو في منظومة القيم التي تقوم عليها الأنظمة السياسية والاجتماعية وما شابه ذلك". وأكد سماحته كذلك على أن استخدام المال السياسي وشراء الاصوات بأي طريقة، والاساليب غير الصحيحة التي قد تؤدي الى تزوير او مايراه البعض تزويرا بطريقة ما، امور يجب ابعادها تماما من أجل تعزيز العملية الديمقراطية، موضحا أيضا " فلنبعّد الأصوات والانتخابات عن التزوير والدجل والكذب واستغلال الدين بشكل سيىء ،وما شابه ذلك، لنمشي كما هو الحقّ، بوضوح..".