الشيخ بهجت والعرفان العملي
قال تعالى: ﴿يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ﴾(المجادلة:11).
(إنا لله وإنا إليه راجعون).
لقد تلقينا نبأ وفاة العالم الجليل آية الله الشيخ محمد تقي بهجت بألم وحزن عميقين فوفاته رحمه الله ثلمة للإسلام لما له من مقام علمي شامخ وتقوى راسخة وعمل دؤوب أفاد به السائرين في طريق الحق تعالى، فكم له من أيادٍ بيضاء في إسداء النصح ونشر الفضيلة للناس كافة خصوصاً لطلبة العلم، وقد استفدت منه كغيري من الطلبة أموراً عدة:
منها: التأكيد على إقامة العزاء لمصائب أهل البيت عليهم السلام والحضور في مجالس العزاء فكان رحمه الله يحضر شخصياً عندما أقمنا مجلساً للعزاء في حسينية الزهراء عليها السلام في قم المقدسة، وينصح طلبة العلم بحضور مجالس العزاء على الحسين عليه السلام.
ومنها: التأكيد على الاهتمام بالمستحبات والنوافل لتكون زاداً معنوياً لطالب العلم وأنّ طالب العلم إذا أراد أن يكون مصدراً للخير فعليه الاهتمام بالمستحبات.
ومنها: التواضع فقد كان رحمه الله يتواضع التواضع الجم ولا يظهر نفسه شخصية ذات وزن لمن يتحدث معه من طلبة العلم بل يتحدث مع طالب العلم كزميل له.
ومنها: الاستمرار والمداومة على طلب العلم والاشتغال به فرغم كونه ظاعناً في السن إلاّ أنه استمر في التدريس والإفادة وقد بارك الله تعالى علمه فتخرج على يديه الكثير ممن انتفع بهم الإسلام والمسلمون منهم العلامة الحجة الشيخ مصباح يزدي.
ومنها: التأكيد على المراقبة والمحاسبة للنفس وأنّ من أراد أن يصل إلى الله تعالى فعليه بمحاسبة ومراقبة نفسه وهو بهذا يؤكد على ما ورد عن أهل البيت عليهم السلام في أهمية محاسبة النفس فعن الكاظم عليه السلام ((ليس منا من لم يحاسب نفسه)).
رحم الله الشيخ رحمة الأبرار وحشره مع محمد وآله الأطهار وضاعف له الأجر والثواب.
23/ 5 / 1430 هـ