السيد العوامي: الكرامة الإلهية مبدأ حقوق الإنسان

شبكة مزن الثقافية
السيد خضر العوامي
السيد خضر العوامي

 أكد على ضرورة إدانة حملات التكفير التي تهدد تماسك المجتمعات ووحدة الأمة

أكد إمام وخطيب جمعة العوامية سماحة السيد خضر العوامي (حفظه الله) على محورية الكرامة باعتبارها النعمة الكبرى التي منَّ الله بها على الإنسان، حيث جعلها الصبغة العامة في الشريعة الإسلامية وقيمة سامية تنبع منها أحكام شرعية كثيرة، وتنبثق عنها سائر حقوق الإنسان المشروعة التي كفلها له التشريع الإلهي، والتي ينبغي أن تهمين على مناحي الحياة، الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.

وأشار سماحة السيد في الخطبة التي ألقاها في جامع الإمام الحسين بالعوامية بتاريخ 12/5/1430هـ بـ:"أن الاختلاف والتنوع بين البشر هو سنة إلهية، وأن الحكمة الإلهية من هذا التنوع والاختلاف هو أن تتعارف وتعترف الشعوب والطوائف المختلفة ببعضها البعض لكون ذلك مقدمة للازدهار والتكامل الحضاري، رافضاً كون الهدف من الاختلاف هو التصارع بين الأمم أو الحضارات".

وألفت سماحته إلى: "أن هناك عقبات تعترض طريقة الأمة نحو الكرامة واسترداد حقوق الإنسان، وقد ذكر منها ثلاث عقبات:

العقبة الأولى: الطغيان والاستبداد، والذي يهيمن ويستأثر فيكون حائلاً بين الإنسان وبين حقوقه المشروعة.

العقبة الثانية: الثقافة السلبية التي تفرزها حالة الطغيان والاستبداد، وهي إما ثقافة خانعة مستسلمة تعبد الطريق لسحق الكرامة وسلب الحقوق، وإما ثقافة تبرر للطغيان والاستبداد"، مؤكد سماحته بـ: "أن طريق الأمة نحو الكرامة وحقوق الإنسان يجب أن يمر عبر بوابة الثقافة السليمة، والتي تجعل الكرامة وحقوق الإنسان من أهدافها الأساسية.

العقبة الثالثة: تراجع المجتمع في الدفاع عن حقوق الإنسان," وهنا ألفت سماحته بـ:"أن استرداد الكرامة وحقوق الإنسان لا يكون إلا من خلال حركة الآمرين بالعدل والكرامة والمدافعين عن حقوق الإنسان، سواء تمثلت هذه الحركة في قيادات رسالية، أو تيارات سياسية، أو لجان حقوقية".

ومن هنا أكد سماحته على: "حاجة المجتمع الماسة إلى مختلف الكفاءات الحقوقية والقانونية وغيرها التي تدافع عن حقوق الإنسان وكرامته المسلوبة".

وفي خطبته الثانية أكد سماحة السيد العوامي على: "أهمية المراجعة التاريخية للمراحل الحساسة والمنعطفات السياسية والفكرية التي مرت بها الأمة الإسلامية، معللاً ذلك بأن الحاضر ليس إلا امتداداُ للماضي، وأن حاضر الإنسان بما يعيشه من خصوصية مذهبية عقدية وفقهية ومنهجية ليس إلا امتداداً لذلك الماضي".

ثم أشار سماحته بأن: "القراءة الخاطئة للتاريخ والتشدد في فرض الرؤية التاريخية قد يتسبب في حدوث الخلافات والصراعات بين المذاهب الإسلامية، وأن حملات التكفير التي لا يزال ينفثها الفكر المتشدد، هي من الآثار السلبية للقراءة الخاطئة للتاريخ".

ثم تساءل سماحة السيد بأنه: "متى كان الإسلام والكفر يدور مدار الجرح والتعديل لشخصيات تاريخية غير معصومة" وأشار إلى: "أن تلك التصريحات ما كانت لتكون لولا الغلو والتشدد". 

ثم أكد سماحته بـ" أن تلك التصريحات التكفيرية هي التي تنشر ثقافة العنف والكراهية، وتهدد الأمن والاستقرار الاجتماعي والوطني، مطالباً الجهات التي تسعى للمحافظة على الاستقرار الاجتماعي أن تدين بشدة تلك التصريحات المتشددة التي صدرت من أصحاب الفكر المتشدد، مؤكداً في الوقت نفسه أن أتباع مدرسة أهل البيت (عليهم السلام) تبعاً لأئمتهم يرفضون تكفير كل من نطق الشهادتين".

وتأتي هذه التصريحات من سماحة السيد العوامي على خلفية التصريحات التكفيرية لعلماء الشيعة، والتي نطق بها إمام الحرم المكي عادل الكلباني في مقابلة له على قناة الـ BBC قبل أيام.