حوزة أم البنين بتاروت ترعى المجلس النسائي استنكاراً لهدم منارة العسكريين
أقامت المجاميع النسائية في الدمام والقطيف برعاية حوزة أم البنين النسائية بتاروت مجلساً استنكارياً لضرب منارة العسكريين وذلك يوم الجمعة الموافق 29/5/1428هـ
في مسجد العباس بالربيعية .
وقد استضاف المجلس حجة الإسلام والمسلمين الشيخ محمد مهدي الآصفي -عبر الهاتف - حيث قدم في كلمته قراءة للوضع الداخلي العراقي , وكانت الكلمة الثانية لحجة الإسلام والمسلمين الشيخ عبد الله النمر الذي تناول الوضع الراهن من جوانب شتى .
أما الكلمة الحية فكانت للأستاذة الفاضلة أم عبد الله السعيد/ الدمام التي حملت عنوان (توصيات لابد منها) تناولت خلالها أربعة محاور كان ملخصها :
1/ الجهاد الأكبر :
عن الإمام الصادق - عليه السلام - قال :
أن النبي بعث سرية ، فلما رجعوا ، قال : مرحبا بقوم قضوا الجهاد الأصغر وبقي عليهم الجهاد الأكبر ، فقيل : يا رسول الله ما الجهاد الأكبر ؟ قال - صلى الله عليه وآله - : جهاد النفس.
هذه ليست المرة الأولى لهدم شيء من مقدساتنا .. والإنسان لا يهزم في المعركة الخارجية إلا إذا هزم في المعركة الداخلية ، والانتصار لا يعني فقط الانتصار المادي .. فنحن في السنة الماضية خضنا حربا أهلكت الحرث والنسل كانت انتصاراً وعشنا نشوة الانتصار لأنها انتصار حقيقي وواقعي فجر في قلوب جميع الأحرار في العالم العزة والكرامة .
وفي المقابل لنقرأ قصة قزمان ..ذاك العبد الذي قاتل بين يدي رسول الله ص وكان مصيره إلى النار ..
قصة قُزمان، العبد الأسود الذي بقي في المدينة ولم يخرج إلى الحرب في أحد. فعيّرته النساء بذلك فخرج ، واشترك في الحرب وجُرح. مر به شخص وهو جريح يحتضر فقال له: هنيئاً لك الجنة ياقُزمان. قال: يا هذا والله ما لهذا قاتلت وإنما قاتلت دفاعاً عن أحساب قومي!
وقد أخبر المصطفى الحبيب الرؤوف والرحيم، بأن قزمان من أهل النار!
خاض هذا الخائب الحرب مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وقتل عدداً من حملة لواء الكافرين، من أشداء بني عبد الدار، وأصيب في المعركة على أيدي الكفار ولا يكون شهيداً!
- أليست هذه هي الهزيمة الحقيقية
ولذلك لتكن هذه الحادثة الأليمة محركا لنا اتجاه أنفسنا .. لنبدأ منها إن أردنا الانتصار والنصرة لصاحب العصر والزمان عجل الله فرجه الشريف ...فأصحابه كزبر الحديد فكراً وروحاً ووعياً وايماناً
2/ ساحتنا الأولى للقتال :
قال تعالى:(( وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُواْ كَآفَّةً فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي لدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ *يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ قَاتِلُواْ الَّذِينَ يَلُونَكُم مِّنَ الْكُفَّارِ وَلِيَجِدُواْ فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ *
هذه الآية من سورة التوبة الفاضحة التي فضحت جميع المنافقين ووضحت معنى الولاية والبراءة .
السورة كما تعبر الأستاذة أم عباس هي صورة أخرى لخطبة الزهراء – عليها
السلام . السورة تتحدث عن الجهاد .ما الذي أقحم الدعوة للعلم ضمن آيات الجهاد ؟
والآية تقول : ((قَاتِلُواْ الَّذِينَ يَلُونَكُم )) .. فما معنى اللذين يلونكم ؟وهل كل معركة لابد فيها من رفع السلاح ؟ الآية تفتح لنا بابين :
أولاً : ساحتنا الأولى بعد جهاد النفس هي اللذين بالقرب منا ((قَاتِلُواْ الَّذِينَ يَلُونَكُم ))
ثانيا : الجهاد بالعلم والمعرفة وليس بالسيف " مداد العلماء خير من دماء الشهداء " . فلولا مداد العلماء لما كان هناك شهداء أصلا , لأنه ما الذي يفتح للمجاهدين ابواب الجنان ؟ هل هو مجرد القتل والقتال ...فقد ذكرنا قزمان ، وكم قزمان في زمننا يفجر نفسه لأجل ما لا يعلم ومالا يفقه او لأغراض أخرى .
الذي يفتح للمجاهدين أبواب الجنان هو نيتهم وإخلاصهم ووعيهم ومعرفتهم بالطريق الذي يسيرون فيه وإلى أين سينتهون ...وهل هذا إلا بالعلم والمعرفة والوعي ؟؟
لنتأمل سيرة الشهيد الصدر – مثلا - هل استشهد وقتل لأنه رفع سيفا أو لأنه رفع
قلماً.. وبنت الهدى لماذا استشهدت لأنها فتحت معسكرات للقتال أم لأنها فتحت المدارس للتعليم والمعرفة ؟
إذن ان كنا نريد الانتصار فعلينا بالتسلح بالمعارف الإسلامية الحق لنقود بها الأمم ..
3/ مسؤوليتنا الدينية و الأجيال القادمة
ان جميع الحضارات والأمم تؤرخ لكل حدث عظيم وتجعله مبدأ ً للانطلاق والحركة والتطوير .لننظر مثلا لما حدث في اليابان بعد تفجير القنبلة الذرية في هروشيما ونكازاكي .. فهل هذا القتل الذي مروا به والذي في الحقيقة ربما آثاره ستبقى في أجسادهم جيلا بعد جيل لخمسين سنة قادمة ؟؟..
هي جعلت هذا الموت منطلقا لحياة أكثر عزة وقدرة وتمكنا وجعلت منه محركا للتقدم حتى تصير من أكبر الدول الصناعية .في العالم ..وفي كل يوم تعطي للعالم اختراعا جديداً
ومن جهة أخرى هي نقلت هذا الحقد على القاتل للأجيال في ألعابهم وتسليتهم ..حتى لا ينسون - مع امتداد الزمان واختلاف الظروف – من هو عدوهم ؟ إن كانت اليابان فعلت ذلك وقد اعتدي على أجسادهم وأرضهم فنحن أولى منهم بذلك لأنه نحن اعتدي على ديننا وعقائدنا وهذا ما نحن سبقناهم اليه في ما مضى.
لذلك علينا نحن ابناء اليوم ان نتحمل هذه المسؤولية أمام الله وأمام الإمام الحجة عجل الله فرجه وامام الأمة فقد نقل لنا الماضين بدمائهم وجهدهم وجهادهم ما نحن ننعم فيه الآن ... فماذا سننقل نحن للأجيال ؟
4/ ساحة العمل :
لننتبه لعواقب وآثار هذه الفتنة من جهة ومن جهة أخرى علينا ان نحرك الدين الحي الشامل في ساحات عملنا ... في المراكز الصيفية ..في الاحتفالات ..في المناسبات الدينية
بعقد الندوات الفكرية الثقافية فمعركتنا الآن معركة فكرية ثقافية .... فعلينا ان نتسلح بالوعي والفطنة وننشر الدين والتدين في مختلف الساحات المحيطة بنا .
هذا وقد فتح للأخوات بعدها مجال للمداخلات التي كان أبرزها مداخلة الكاتبة صباح عباس /صفوى التي علقت على محور(ساحة العمل ) تحدثت خلاله عن النشاط النسائي في صفوى .
وكان ختام المجلس أن ترنمت فرقة فجر الإسلام النسائية بلحن حزين لقصيدة من كلمات الشاعر معتوق المعتوق كان مطلعها :
والله لن تـــستأصلوا إيـــماننا والوجد لـن تــستعبدوا أرواحنا
-
ملاحظة : نص كلمة الشيخ محمد مهدي الآصفي والشيخ عبد الله النمر منشورة على الشبكة