الإمام المدرسي : يوم عاشوراء كان منطلقا للرسالة والامة في الدفاع عن حقوقها وقيمها
قال سماحة المرجع الديني اية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي (دام ظله) "ان الله سبحانة وتعالى قد وعد البشرية وعدا ولن يخلف الله وعده بان تنتهي حياة البشرية الى السعادة بإقامة الحق و العدل مهما اتسع انتشار القهر والظلم.
واضاف سماحته في لقاء اجرته معه قناة الفرات الفضائية بمناسبة عاشوراء الامام الحسين ان هنالك راية تبقى ترفرف وهي راية الحسين الى ان يأتي و يحملها من ينشر العدالة في كل ارجاء العالم وهو بلا شك الامام الحجة (عج) وهو ثار الله و الذي يثأر للأمام الحسين و معنى ذلك ان قصة كربلاء ستتصل بقيام الامام الحجة (عج) وان المسافة التي تفصل بين واقعة الطف او عاشوراء وبين ظهور الامام سوف تمتليء بالذين يمهدون لظهوره والذين يتدفقون كالسيل الى كربلاء يجددون العهد بالولاء لرسالة النور والخير والعدل، رسالة الاسلام الحنيف .
واوضح سماحته ان كل من يأتي الى كربلاء زائرا للحسين يحمل رسالة.. فهؤلاء الموالون وهم يحملون ويرددون الشعارات الحسينية إنما يحملون مضمون هذه الكلمات، فحين يقولون يا مظلوم فهم يقولون بذلك انهم مع كل مظلوم ولابد ان يثأروا لظلامة كل مظلوم وحينما يقولون يا شهيد فيعني اننا نعطي قيمة اساسية للشهادة وان الامام الحسين هو سيد الشهداء..
واكد سماحته اننا حينما نلتف حول راية الامام الحسين فإنما نلتف حول راية الشهداء وحينما نقول ياحسين فانما نقول يا محمد و يا علي و يافاطمة و ياحسن ....وياكل الائمة الاطهار حيث كان سلام الله عليه رمز لكل الائمة، كما هو رمز لكل الانبياء وليس من الصدف ان نقف ونقرأ تلك الكلمات التي قالها الامام الصادق حينما قال (السلام عليك ياوارث آدم صفوة الله السلام عليك ياوارث نوح نبي الله السلام عليك ياوارث ابراهيم خليل الله السلام عليك ياوارث موسى كليم الله السلام عليك ياوارث عيسى روح الله السلام عليك ياوارث محمد حبيب الله ، .... فعندما يقف الصادق عند رأس جده ويقرأ كل هذه الكلمات فإنه يعني كل كلمة يقولها فهو يقصد ان الامام الحسين حمل ذات الرسالة التي حملها الانبياء ويهدف ذات الاهداف التي يصبوا اليها هؤلاء الانبياء .
وبيّن سماحة المرجع المدرسي (دام ظله) في حديثه لقناة الفرات إن هذه الرسالة التي يحملها الحسين هي في ذات الوقت الرسالة التي يحملها انصار ومحبي الحسين واهل البيت وانهم انما يحملون تلك الراية التي حملها الانبياء وان زوار ابي عبد الله او دعاته او الخطباء او العلماء من الذين يسيرون على نهجه هم ايضا يحملون ذات الرسالة و مبادىء واهداف هذه النهضة المباركة ..
وقال سماحته ايضا ان هذه الحشود الكبيرة من زوار الحسين لايأتون لشخصه المجرد فقط وانما يأتون الى تلك القييم النبيلة والمثلى التي تمثلت به سلام الله عليه مثل قيمة التضحية والفداء والشهادة والنبل وكل قيم الرسالات التي حملها.
وان هؤلاء الزوار حينما يأتون راجلين الى الحسين من كل حدب وصوب ومن ابعد المسافات وعلى الرغم من كل الظروف الصعبة فانهم يتحدون هذه المصاعب بإستلهام بصائر العزم والصبر واليقين من مدرسة سيد الشهداء وانهم بذلك ـ حينما يأتون مشاة على الاقدام على الرغم من وجود وسائط النقل ـ يوجهون رسالة عن عمق ولائهم و تمسكهم بالمبادئ والقيم الاسلامية والتي تمثلت بالحسين ويقولون لكل العالم نحن ما زلنا على اهداف الحسين وهو يجري في عروقنا وحبه يملأ قلوبنا..
واضاف سماحته ان معركة كربلاء لم تكن نهاية وانما كانت بداية حيث كان يوم عاشوراء منطلقا وبعثا جديدا للرسالة والامة الاسلامية للدفاع عن حقوقها في العدالة والسلام و الوحدة والحق والحرية وعن كل الاهداف الكبرى التي جاءت من اجلها رسالة السماء..