مجلة النبأ في اصدارها الجديد ملفان خاصان وموضوعات متنوعة

شبكة مزن الثقافية

صدر العدد الجديد من مجلة النبأ ، الشهرية الثقافية العامة بالرقم 84 لشهر تشرين الثاني سنة 2006 حيث حمل معه ملفان خاصان ومجموعة من الموضوعات المتميزة.
نطالع في هذا العدد اطروحات وأبحاث فكرية تتميز بالحداثة والتنوع ، إضافة إلى أبواب المجلة الثابتة ، فنقرأ على صدر الصفحات الأولى موضوعا مميزا قدمه المهندس علاء فيصل تحت عنوان "التنقيب عن ديكتاتور جديد" تناول فيه مشاعر الأسى والاستغراب داخل المجتمع العراقي مما يحيط به من كوارث ونكبات ، وكذلك عدم الاتعاظ بالماضي الدموي المهين من قبل بعض الكتاب والنخب العربية في تناولهم لموضوع التحول الكبير الذي حصل بالعراق من زاوية تصوير الأمور وكأنها كانت أفضل من الوقت الحاضر، معللا ذلك إلى أن التحولات التي عصفت بالشرق الأوسط وبلغت ذروتها في الآونة الأخيرة مع إجراء الانتخابات في كل من مصر وفلسطين والعراق أدت إلى وصول نخبة سياسية جديدة إلى سدة الحكم وهي التي كانت تشكل جزءا من المعارضة في بلدانها سابقا ، حيث أفرزت هذه الممارسة الديمقراطية إشكالا بين فئتين من المعارضة والنخب التي كانت تعارض الوضع القائم في السابق ، وهذه الإشكالية هي التي أعطت ذريعة للحكومات والمنظرين للفكر الشمولي المتفسخ بالتنظير والدعوة لأفكارهم التوتاليتارية المريضة .

نطالع أيضا في هذا العدد ملف خاص عن الإمام الشيرازي (قده)، تحت عنوان "الامام الشيرازي في ذكراه الخامسة افق متجدد وحاضر متألق" حيث يعتبر الشخصية المتميزة بكل المعايير والمقاييس وشخصية متعددة الأبعاد والجوانب ، جمع رحمه الله بين التعمق في الفقه والأصول والتضلع في الفكر والثقافة وجمع بين فهم السياسة ومعرفة الاقتصاد .
 شارك في هذا الملف الخاص عددا من الباحثين والكتاب وهم ( الشيخ عبد الله يوسف حيث كتب تحت عنوان الامام الشيرازي رائد الإصلاح والتجديد ، والكاتب كريم المحروس عن ملامح نظرية المرجع الشيرازي(قده) في تطوير كربلاء المقدسة ومناهج الحوزة ، كما كتب الباحث علاء حميد عن مفهوم الحزب، والباحث محمد محفوظ عن الحرية وفقه الحقوق، والمهندس فؤاد الصادق عن فقه الاعلام والرأي العام، والكاتب حسن آل حمادة عن القصة في كتابات الامام الشيرازي.

وفي موضوع آخر كتب  الاستاذ زكي الميلاد  عن "حرب الأفكار" يقصد هنا بالحرب معركة الفكر مع أولئك الذين تجندهم الشبكات الإرهابية في كافة أنحاء العالم ، ربط الكاتب هذه الفكرة بثلاثة اتجاهات تعددت فيما بينها منظورات الرؤية ، وطرائق الفهم والتحليل ، ومحددات الأفق والمكان والزمان .

ونطالع بحثا شيقا في الفكر الإسلامي قدمه الكاتب حسن عبيد عيسى بعنوان "الأخلاق في عرصات التدريس والسياسة" ، تناول فيه اجتهاد المفكرين والمسلمين والعلماء على مر الأزمنة والعصور في مجال إنتاج نظرية إسلامية لسياسة الرعية ، تقوم على أساس توجيه المجتمع الوجهة الإسلامية الصحيحة ، ودور بعض العلماء الأجلاء في إنتاج هذه النظرية ، لاسيما الجهد المبدع للمرجع الديني السيد المرجع صادق الشيرازي (دام ظله)  والذي يتمثل في كتابه البحثي الثر (نفحات الهداية) حيث حاول فيه السيد الشيرازي استلهام الينابيع الأساسية الصافية للإسلام في القران الكريم والسنة النبوية الشريفة ، ليثبت للقارئ إن السياسة ليست غريبة على هذا الدين القويم بل هي من صلب التعاليم التي جاء بها الإسلام الحنيف.

وهناك أيضا ملف العدد الذي حمل عنوان "قراءات في المجتمع المدني" ، يتمتع ملف هذا العدد بخصوصية مهمة جدا ، من جانب التطرق إلى مفهوم المجتمع المدني وكل ما يتعلق به من تفاصيل من حيث المفهوم والوظيفة واليات العمل ، يرتكز هذا الملف على قراءة أولية في المجتمع المدني أعدتها هيئة التحرير الغرض منها هو إنزال مفهوم المجتمع المدني من التعالي الثقافي إلى الواقع الميداني من خلال الممارسة والتطبيق والمشاركة مع أفراد المجتمع في حراكهم الاجتماعي والسياسي ،شارك في إعداد هذا الملف القيم الباحثون عادل احمد، هيثم طالب الحسيني ، ا.د. قيس ألنوري ، والمحامي رائد الجابري).

وكتب سعد سلوم في بابه الثابت في المجلة قضايا العصر تحت عنوان "التحكم بالحدث من تدمير برجي نيويورك الى تدمير قبتي سامراء" حيث يرى حدث تفجير القبتين بدلالة حدث تفجير البرجين مؤشرا واضحا وعلامة على العامل الحاسم في حدث الاحداث الذي يرسم صورة النهاية القصوى للبشرية.

وكتب وليد المسعودي عن "نقد سلطة المعرفة.. الحداثة والتراث في مقاربة جديدة" حيث يرى ان الحداثة لاتتم الا من خلال تتريث العالم والدخول الى التراث والحداثة معا من خلال قدرة الذات الصراعية المتحاورة والمتكاملة.

وتحت عنوان "العنف في تراث علم الاجتماع" كتبت اسماء جميل تقول ان العنف قديم قدم البشرية الا ان ظهوره بالمستوى الذي نشهده اليوم انما يأتي نتيجة لسياقات وظروف اجتماعية معينة سمحت بذلك.

وكتب سامر عادلة عن "آثار التلفزيون على الطفل" والقدرة على التحكم بهذا الجهاز الخطير.

وكتب د. غالب محمد رشيد الاسدي عن "توظيف النظرية الانسانية في العملية الارشادية"، كما كتب علي عطوان الكعبي تحقيقا عن "صناعة الكتاب العراقي.. التلكؤ وعزوف المؤلف العراقي".

وفي باب (نصوص) كتب اسامة العقيلي وعبد الكريم كاظم عن مأساة الزميل صالح زامل مدير التحرير في مجلة النبأ التي ذهب ضحيتها اربعة من أفراد عائلته جراء اعتداء إرهابي أثيم حيث الألم بكل ما تحمله هذه الكلمة من معاني ومن تراجيديا إنسانية حقيقية.

والصفحة الأخيرة لرئيس التحرير الشيخ مرتضى معاش كانت بعنوان "أفق متجدد وحاضر متألق"، تناول فيها استذكارا خاصا للذكرى الخامسة لرحيل المجدد الثاني الإمام السيد محمد الحسيني الشيرازي (قدس سره) وآفاق المشروع الحضاري الإنساني لهذا الراحل العظيم ميدانيا ومعنويا.

  • للمزيد يمكن مراجعة موقع مجلة النبأ على الانترنت :http://annabaa.org