من وحي الفطرة
قد يلوموني لائم عن نفسي التي أضعت...
قد يسألني ظلي عن جسمي الذي أذهبت...
قد تستفسر روحي عن الطريق الذي أخذت...
قد لا أجد أجوبة لهذه الأسئلة لأنها الجواب ذاته...
أما اللائم فعذره معه...
لأني إن ضعت فمن الضياع ذاته...
وجدت نفسي في ضياع...
أقصد أني التقيت بها في هذا الضياع...
وجدتها و كأنها قفة و بداخلها الكون كله... بل أكثر من ذلك
وجدت نفسي الضعيفة و البعيدة البعد كله عن الكمال...
تضم في أحضانها كمالا، وعلما و يقينا وحقا و نور...
فكيف للمحدود أن يحصي اللامحدود...
فسبحان الله !
...ظلي يبكي عن الجسم الذي كان يرسم تفاصيله...
لكنه نسي أنه بداخله!
فصار هو الذي يرسمه و يلون أجزاءه...
قد يخيفني عقلي بالقول: إذا كان جسمك يغلف ظلك... و ظلك من يرسم جسمك...
فكيف تجزمين أنه بظلماته يحتضن الإيمان و الكمال كله ؟
فأقول:نفسي بعيدة عن الكمال فلذا فيها ظل و نور...
ولا ظل من دون نور !
لكن إن تدفق النور من الأعلى، فالظل يكون محدودا...
أما إن انبعث من الأسفل فلا تنتظر أن تراه صغيرا...
لأنه قد يغلف النور كله...
مرحبا بالانقلاب...
انقلاب الأدوار...
ها أنا...ذي ، بعد ما كنت من يسكن(الياء مرفوعة) قلبها
... صرت أنا من يسكنه...,