وئام المديفع: ( الهدوء والإيجابية ) شعار المرحلة

القطيف – عبير جابر

4 أطراف تتقاسم مسؤولية التهيئة النفسية للاختبارات

مع وصول السنة الدراسية إلى نهايتها، أضفت الاختبارات المدرسية والجامعية أجواء مشحونة في المنازل السعودية، وتسببت في موجات من القلق والتوتر والإرباك. وأعلنت أسر حال الطوارئ في هذه الفترة، وتكون التهيئة النفسية للطالب على أشدها، لكنها قد تكون سلبية أو إيجابية.

وبهذا الخصوص التقينا بمديرة مركز "الإبداع النسائي للاستشارات والتدريب" في القطيف المدربة في التنمية البشرية والاجتماعية والنفسية عضو منظمة التعليم البريطانية الأستاذة وئام المديفع حيث وضحت أنه "يمكننا أن نتعامل مع قلق الاختبارات بإيجابية، والتخفيف من أعراضه، وتوظيفه في شكل يؤدي إلى النجاح، فالقلق في هذه الفترات أمر طبيعي، ولكن من غير الطبيعي أن يصل الأمر إلى حال الاكتئاب أو نوبات البكاء والفزع والامتناع عن تناول الطعام والشراب وقلة النوم وما شابه".

وتلفت المديفع إلى أنه "نستطيع أن نتجاوز هذه المرحلة بسلام، بتحمل الجميع مسؤولياته"، وتعتقد أن مسؤولية التهيئة النفسية "يتحملها كل من الأسرة والمدرسة والإعلام والأصدقاء والطالب ذاته". وتنبه إلى أن بعض "التصرفات التي قد تصدر من الوالدين، كمنع الزيارات، وإغلاق التلفزيون ومصادرة الجوال، مؤشرات تجعل الأولاد يرتعبون من الاختبارات، ويتسلل القلق إلى نفوسهم"، بينما "دور الأسرة يجب أن يكون أكبر من كل هذه التصرفات، فلا بد من التركيز على النواحي الإيجابية والتحفيز المطمئن أكبر من التركيز على قائمة ممنوعات تظهر أيام الاختبارات أو قبلها". وتحمل "الأم مسؤولية مميزة إزاء أبنائها ودراستهم، إذ يبرز دورها مبكراً في زرع الأسلوب الأمثل للتفكير لدى الأولاد تجاه الدراسة وتحصيل العلم، وإذا تم ذلك فإن دور الأسرة يصبح ثانوياً، حينما يكبر الأبناء وتصبح المسؤولية الأساس ملقاة على عاتقهم".

وتدعو "الأم إلى أن تُشعر أولادها بقربها منهم خلال الاختبارات، وتشجعهم دوماً، وبخاصةً إذا كان ثمة تقصير في الدراسة خلال السنة فعليها أن تعوض النقص". كما يقع على الأسرة واجب ضروري في فترات الاختبارات المقبلة، وهو كما تشير المديفع "عدم إسماع الأولاد أي مشكلات قد تضعف تركيزهم، وأن يرفع البيت شعار "الهدوء والإيجابية" والحرص على توفير الراحة النفسية لكل أفراد البيت طوال العام، وفي هذا الوقت بالذات. وعلى الوالدين توفير الجو المناسب للمذاكرة والغذاء الصحي وإسماع أبنائهم الكلمات التحفيزية التي تبعث روح التفاؤل في نفوسهم".

وترى أن "على المعلم مسؤولية كبيرة أثناء الاختبارات فهو الذي يبعث الاطمئنان وبه يعم الفزع داخل نفوس الطلاب، إذ يعمد المعلمون أحياناً لإثارة قلق الاختبارات واعتبارها مرحلة مصيرية في حياة الطالب، وتحديه من طريق وضع الأسئلة الصعبة والمعقدة والتهديد بترسيب البعض، إضافة إلى الجو العام الذي يخلقه المعلمون في قاعة الاختبارات كعدم السماح بالسؤال، أو النظر إلا في ورقة الاختبار، ومعالم الوجه العابسة، والتشكيك في حركات الطالب أثناء الاختبار". ولكي تلعب المدرسة دوراً إيجابياً في التخفيف من قلق الاختبار لا بد أن يتبع المعلمون مجموعة من السلوكيات "أهمها توجيه الطلاب نحو العادات الدراسية السليمة، ومساعدتهم على تقسيم المادة المطلوبة وفق برنامج زمني معين، يضمن عدم تراكم المادة على الطالب، بل أن تكون عملية المراجعة والدراسة أولاً بأول. وعليهم رفع ثقة الطالب في ذاته وقدراته". كما يتوجب على المعلم "تدريب الطلاب على تمارين التنفس والتحكم بالذات والاسترخاء البدني قبل وأثناء الدخول في الاختبار. كما عليهم تدريب الطلاب على أداء اختبارات تجريبية لكسر الحاجز النفسي بينهم وبينها. وأخيراً عليهم زرع التفكير الإيجابي عن الاختبار في نفس الطالب ومساعدته على التخلص من الأفكار السلبية عنه، والتأكيد على أنه مجرد وسيلة لقياس أداء الطالب وليس هو الغاية في حد ذاتها".

وعن دور الإعلام لفتت المديفع إلى تأثيره الكبير على الطالب سلباً أو إيجاباً، وما يعرضه مثل "مباريات كرة القدم التي ينجذب إليها الشبان، فيترك بعضهم مذاكرته بسببها"، لذا تدعو إلى "اختيار ما يشاهد بعناية، وبخاصة ما يعود بالنفع والفائدة". ونبهت إلى ضرورة "الابتعاد عن زيارات الأصدقاء، لأنها لن تصب في صالح الطالب"، مشددة على أن "المذاكرة الجماعية مع الأصدقاء لا تعطي النتائج التي يتمناها الطالب، لأنه سيتخللها هدر للوقت المحدود".

  • والطالب يتحمل المسؤولية الكبرى في تخطي المرحلة

تُحمّل المدربة المديفع الطالب ذاته المسؤولية الكبرى، إذ عليه قبل الاختبار "عدم التوتر أو القلق أو الخوف واستبدالها بالإيجابية والتفاؤل وذكر الله عز وجل، لأن الاختبار ليس مهمة مستحيلة، فما شُرح في الصف هو الذي سيُطرح أثناء الاختبار". وتدعوه إلى "الثقة في نفسه، والتفكير في أن النجاح يُعزز الشخصية ويجعل الإنسان فخوراً بنفسه، ويُسعد الأهل، ويُمهد لبناء المستقبل". كما تنصح خلال المذاكرة "باستخدام الأقلام الفسفورية، خصوصاً اللون الأصفر، فهو يشد الانتباه أثناء المذاكرة، ويساعد على التركيز، وتجب المذاكرة بطريقة عمل الخرائط الذهنية، ووضع برنامج زمني واضح للدرس، كي لا يضيع الوقت". وترى أنه من المهم "اختيار مكان ملائم للمذاكرة، سواءً من ناحية الإضاءة والتهوية والابتعاد عن الضجيج، والجلوس بطريقة صحيحة، فالاستلقاء على السرير ليس وضعية جيدة للوصول إلى التركيز".

وتنبه إلى ضرورة "التحضير جيداً للاختبار، وعدم الاستهتار بأي موضوع أو الاتفاق مع الزملاء على تجاوزه، لعدم أهميته، فجميع المواضيع مهمة ومفيدة، طالما شُرحت من جانب المعلم، ولا يمكن لأي شخص التكهن بما يمكن أن يطرح من أسئلة أثناء الاختبار، لذلك يجب عدم المجازفة على الإطلاق". كما دعت إلى "قراءة المواضيع الصعبة أكثر من مرة، والطلب من المعلم أو الأهل إعادة شرحها، إذا لزم الأمر، للتركيز عليها، مع عدم خلط المواد الدراسية ببعضها، واعتماد طريقة متسلسلة ومريحة للدرس".

ولأن بعض الطلاب يقومون بـ "وصل الليل بالنهار أثناء الدرس"، ترى المديفع "عدم إرهاق النفس أثناء الدرس، وأخذ استراحة عند الشعور بعدم القدرة على التركيز جيداً على المواضيع التي تتم دراستها، مع تناول وجبات غذائية في صورة منتظمة، وعدم استبدالها بالوجبات السريعة أو البطاطا أو القهوة، بل يُفضل تناول العصير الطبيعي والفواكه والمياه المعدنية. إلى جانب النوم جيداً والابتعاد عن السهر، لأن ذلك يُرهق الذهن ويؤثر على صفائه واستعداده لاستيعاب المعلومات".

وختمت الأستاذة وئام المديفع حديثها بأمنياتها الصادقة للجميع بالنجاح والتوفيق فإن الله تعالى لا يضيع عمل عامل ولا يخيب أمل آمل كما تمنت أن تكون الإجازة القادمة إجازة سعيدة على الجميع .

وجدير بالذكر إنه تم عقد دورة ( كيف تجتازين الاختبارات بإمتياز ) وذلك في مركز الإبداع للاستشارات والتدريب بالقطيف في يوم 20 ربيع الأول وقد نال اللقاء رضا الحضور وعبروا عن مدى استفادتهم من الدورة .

الخميس 25 مايو 2006 الموافق 27 ربيع الثاني 1427هـ / العدد 15756