أجوبة المسائل الشرعية : رؤية معاصرة وحلة جديدة
التجدد سُنّة أودعها الله (تعالى) في جميع مخلوقاته، وقد انعكست هذه السُنّة على كل من يعيش في ثنايا الطبيعة المتجددة عبر ملبسه ومأكله وحركته وسكونه وحتى في حرارة مشاعره وأحاسيسه. ومثلما يتباين الناس فيما بينهم في جميع الأمور يختلف بنو البشر في تفاعلهم مع ما هو جديد أو متجدد، فهناك من يتعذر برفض كل جديد، فقط لأنه جديد، وتعتبر هذه الحالة من أشد الأمراض فتكاً في فكر الإنسان ودينه، وقد ابتلي بها - للأسف - بعض من نطق الشهادتين، فكان ذلك نقمة على أنفسهم وعلى الأمة والبشرية جميعاً بفعل إيقافهم لحركة العقل، الأمر الذي أوقفهم عند بعض القديم الذي ما انطلق أساساً إلا لوقف حركة العقل، فأضحى الأمر عملية تراكم مستمر للظلمات ...
وفي جانب آخر هناك مَنْ يتفاعل مع ال(جديد) في إطار قيم الإيمان برسالات الأنبياء وضوابط العقل وتوهجات الوجدان الإنساني وأحلامه، فهو يواكب الجديد ويسعى إلى أن يتجدد ليكون عنصراً فاعلاً، وموجوداً منتجاً، فهو يعطي ويأخذ، ويُحِب ويُحَب، وهذه المحبة التي تعمر قلب هذا الإنسان دون ذاك هي في الحقيقة الدافع الأقوى لتجدده على الدوام، والتي من خلالها يبذل كل ما عنده للآخرين، فلو لم يكن محباً لما استطاع أن يتفاعل مع الحياة ليعيش التجدد في نفسه، ويعيش التجدد للآخرين ومعهم، ف«ما الديـن إلا الحب»، وبهذا انطلق العدد (1) ليملأ فراغاً في ساحة إعلام الثقافة المرجعية بدافع الحرص على إيصال صوت الإسلام وأحكامه الشرعية، وإعطاء الرأي الرسالي والرشـيد فيما يشهده العالم من أحداث ووقائع، وما تمر من مناسبات وأيام خالدة تتدفق من ضمير التاريخ على سفينة الوفاء والولاء لتحط عند مرفأ الذكريات المحفورة في القلب والوجدان، فتثير حزناً أو تطلق فرحاً، ومن المنطلق ذاته ينطلق العدد (100) - اليوم -، لكنه في هذه المرة يحمل ميزتين تجعله أغنى بكثير من انطلاقته الأولى، أولهما: أننا نعيش عالماً جديداً أبرز وقائعه سقوط حكم طاغوتي، تسلط على العراق لأكثر من ثلاثة عقود حالكة الظلم، وما تبع ذلك من انفراجـات ملحوظة على حركة أتباع أهل البيت ، يرافق ذلك حرية التصريح بالكلمة ونقلها الى العالم كله، ومنها هذا الإصدار الذي بين يديك الذي منع من دخول العراق طيلة سنوات إصداره الثلاثة عشرة، كما قد ضيّق على مساحة حركته وانتشاره في أماكن أخرى. ثانيهما: انسجاماً أكبر مع تطور وسائل الإعلام وتجدّد طـرق تفاعل الناس مع المعلومة، وآليات استلامها، وعديد تفاصيلها ووقائعها اليومية وأهميتها.
وانطلاقا من ذلك، عزمت أسرة إعداد هذه النافذة الثقافية المرجعية على تناول فقرات جديدة حرص من خلالها محرروها على حيوية مادتها والمدى الكبير لتفاعل القراء والقارئات معها، وهو ما نرجو عبره رضا الله (تعالى) ورسوله الأكرم وأهل بيته الأطائب وهو بالتأكيد ما سيحظى بإعجاب كل من احترم كلمة العقل والضمير التي لا تهدف إلاّ إلى خدمة الإنسان الذي فضّله الله على سائر المخلوقات وكرّمه وأوجب احترام معتقده وحياته ووجوده.
للحصول على نسخة من العدد عبر الرابط